حكم إجهاض حمل الزنا.. عالم أزهري يكشف الرأي الشرعي

ورد إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، سؤال من سيدة تقول فيه لم أتزوج بعد وأخطأت في حق نفسي، وحملت من سفاح فهل يجوز من باب الستر أن أسقط هذا الجنين؟
وقال عطية لاشين، في إجابته عن سؤال عن إجهاض حمل الزنا، إن الشرع إذا حرم شيئا حرم كل المنافذ والوسائل المفضية إليه، والموصلة له، والشرع قد حرم الزنا تحريمًا أبديًا قاطعًا،نطقت بذلك آيات القرآن ، والأحاديث النبوية.
واستشهد بقوله تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) وقال تعالى (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) كما قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
وروى مسلم في صحيحه عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله : أي الذنب أكبر عند الله ؟قال :(أن تجعل لله ندا وهو خلقك )قلت :ثم أي ؟ قال :(أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك )قلت : ثم أي ؟ قال :(أن تزاني حليلة جارك )٠
وأكد عطية لاشين، أن السيدة التي وقعت في الرذيلة وحملت من السفاح وتريد الإجهاض من الزنا خوفا من افتضاح أمرها بين الناس، هي قادمة ارتكاب فعل محرم.
واستشهد بحديث المرأة الغامدية التي حملت من زنا ثم استيقظ ضميرها وصحت من النوم نفسها فجاءت معترفة بجريمتها للرسول صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يقيم عليها الحد المتمثل في الرجم لكن الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم أمرها بالرجوع ولم يقم الحد عليها حتى تضع الحمل وترضعه حتى الفطام لأن إقامة الحد عليها وهي حامل يترتب عليه موت الجنين وهو لا ذنب له حتى يموت فحفاظا عليه لم يرج
مها صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن ضمن للجنين حياته.