كيف تكون مستجاب الدعاء؟.. أمين الفتوى يكشف سرًا يغفل عنه كثيرون

الدعاء من أفضل العبادات للترقب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن أقوى الروابط التي تربط العبد بخالقه، يبقى الدعاء أحد أسباب الطمأنينة للعبد سواء في أوقات الشدة أو في لحظات الرخاء، وقد حث الشرع العظيم على الدعاء، ووعد الله باستجابته، امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، ولكن كيف يكون الشخص مستجاب الدعاء؟.
وفي إطار إجابته، عن هذا التساؤل قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الكثير ممن يدعو الله يجهل أو ينسى أن يبدأ دعاءه ويختمه بأكثر أسباب استجابة الدعاء.
أكد أمين الفتوى في دار الإفتاء، في تصريحات سابقة له، يجب أن يفتتح العبد الدعاء إلى ربه دائما بالصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، كما لابد أيضًا أن يختمه بالصلاة على النبي.
وأضاف وسام، السر وراء ذلك أن الصلاة على النبي تكون مقبولة يقينًا، فعند قبولها من قائلها قبل الدعاء وقبلت أيضًا بعد الدعاء فالله- سبحانه وتعالى- يقبل ما بينهما.
فضل الدعاء
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليه وأوصانا به؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
ونوهت الإفتاء بأنه ورد في السنة النبوية المطهرة فضل الدُّعاء؛ فجاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب “السنن”.
وذكرت دار الإفتاء أقوال بعض الفقهاء عن فضل الدعاء ومنهم:
قال الإمام المناوي في “فيض القدير” (3/ 542، ط. المكتبة التجارية): [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل] اهـ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في “سننيهما”.
قال الإمام الصنعاني في “التنوير” (9/ 241، ط. دار السلام): [«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أي: أشد مكرومية، أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.