البنتاجون يعتزم ضم جرينلاند إلى القيادة الشمالية لتعزيز القدرة على الردع في المنطقة القطبية

البنتاجون يعتزم ضم جرينلاند إلى القيادة الشمالية لتعزيز القدرة على الردع في المنطقة القطبية

تعتزم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إعادة رسم خريطة قياداته العسكرية الموحدة، من خلال نقل مسؤولية الإشراف على جزيرة جرينلاند من القيادة الأوروبية الأمريكية (EUCOM) إلى القيادة الشمالية الأمريكية (NORTHCOM). 

التغيير، الذي وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه “رمزي”، يهدف إلى تعزيز ارتباط جرينلاند بالولايات المتحدة، وسط اهتمام متجدد من الرئيس دونالد ترامب بالجزيرة القطبية، وفقا لتقارير الإعلام الأمريكي.

وتُعد جرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدنماركية، موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية للولايات المتحدة، نظرًا لقربها من القطب الشمالي واحتضانها لقاعدة “بيتوفيك” الفضائية، التي تُستخدم في مراقبة الفضاء والإنذار المبكر من الصواريخ. 

ويُتوقع أن يُسهم هذا التغيير في تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي الأمريكية، من خلال توسيع نطاق تغطية الرادارات في المنطقة، ومراقبة الأنشطة الروسية والصينية في القطب الشمالي، إلا أن هذه الخطوة أثارت قلقًا بين المسؤولين في الدنمارك وحلف الناتو، الذين يرون فيها محاولة أمريكية لفصل غرينلاند عن الدنمارك على المستوى العملياتي. 

ورفضت الدنمارك سابقًا عروضًا أمريكية لشراء الجزيرة، معتبرةً إياها جزءًا لا يتجزأ من المملكة الدنماركية، وفقا لموقع “بوليتيكو” 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق اهتمام متزايد من قبل الولايات المتحدة بالمنطقة القطبية، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز وجودها العسكري هناك، في مواجهة التوسع الروسي والصيني. 

وزار نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، قاعدة “بيتوفيك” مؤخرًا، في زيارة اعتُبرت تأكيدًا على أهمية غرينلاند الاستراتيجية للولايات المتحدة ، حسب “بوليتيكو”

ومن جانبها، أعربت الحكومة الدنماركية عن قلقها من هذه التحركات، مؤكدةً على أهمية الحفاظ على السيادة الدنماركية على غرينلاند، وداعيةً إلى تعزيز التعاون بين الحلفاء بدلاً من اتخاذ خطوات أحادية الجانب قد تُضعف من تماسك حلف الناتو.

ويُظهر التطور الأخير تصاعد التنافس الدولي في القطب الشمالي، ويُسلط الضوء على أهمية جرينلاند كموقع استراتيجي في الصراع الجيوسياسي بين القوى الكبرى.