هل صحيح أن الهدية ليست هدية إذا أُهديت؟ .. حقيقة شائعة بين الناس

أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، على سؤال يقول (أهداني صديقي ساعة ثمينة فطلبها مني صديق آخر على سبيل الهدية فقلت له: لأن الهدية لا تهدى فهل ما قلته صحيح؟.
وقال عطية لاشين، في إجابته على السؤال، خلال منشور على فيس بوك، إن الله تعالى قال في كتابه العزيز (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) كما قال رسول الله (تهادوا تحابوا).
وأضاف عطية لاشين، أن الإسلام يدعو أتباعه إلى أن يكون إخوة في الله متحابين متوادين متآلفين على قلب رجل واحد وشرع لذلك من الوسائل ما إن فعلت هذه الوسائل أوصلت المؤمنين إلى الغاية النبيلة التي يريدها الإسلام لمعتنقيه وهي المودة والمحبة.
وأوضح أستاذ الفقه، أن من الوسائل التي تؤدي الى ذلك نشر ثقافه إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف روت كتب السنه عن المحب المحبوب صلى الله عليه وسلم (افشوا السلام بينكم تحابوا).
وأشار إلى أن من الوسائل كذلك إطعام الطعام وطلاقة الوجه والتبسم في وجه كل إنسان فذلك له أثاره الطيبة في الدنيا والعاقبة الحسنة في الآخرة قال صلى الله عليه وسلم :(أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلام).
وتابع: إن ما يجري على ألسنة العوام من ان الهدية لا تهدى مخالف لما جاء في شرع الله عز وجل حيث إن الهدية بمجرد إهدائها تصير ملكا للمهدى إليه وتدخل في ذمته المالية ، وتكون ضمن مشتقات أمواله ومن ثم يجوز له أن يتصرف فيها تصرفه في سائر أملاكه إن شاء تصرف فيها بعوض عن طريق بيعها أو تأجيرها ،وإن شاء تصرف فيها بغير عوض بأن يهبها غيره أو يوصي بها ليملكها الموصى له بعد وفاة الموصي ،وهكذا.
وذكر عطية لاشين، الدليل على ذلك بما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن علي رضي الله عنه أن اكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فاعطاه صلى الله وسلم عليا وقال له شقه خمرا بين الفواطم.
وأوضح أن الخمر جمع خمار، والفواطم اللائي تشق الهدية لتكون بينهن هي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفاطمة بنت أسد ام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت حمزه ابن عبد المطلب، ويستفاد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى ما أهداه اكيدر اليه بما يجعلنا نقول ان الحديث يدل على بطلان من منع من إهداء الهدية.