«إنتل» تخطط لتقليص عدد الوظائف في المصانع خلال منتصف يوليو المقبل

فينتك جيت: مصطفى عيد
تستعد شركة «Intel» الأمريكية لتنفيذ جولة جديدة من تسريح الموظفين في مواقعها التصنيعية اعتبارًا من منتصف يوليو المقبل، في أول خطوة كبيرة لإعادة هيكلة القوى العاملة منذ تولي «ليب بو تان» منصب الرئيس التنفيذي في مارس الماضي.
ووفقًا لمذكرة داخلية من المقرر أن تنتهي هذه الجولة من التسريحات بنهاية الشهر، كجزء من خطة استراتيجية أشمل تهدف إلى تبسيط العمليات وتعزيز قدرة الشركة على المنافسة في سوق أشباه الموصلات العالمي.
لم تكشف «Intel» عن عدد الوظائف المستهدفة أو المواقع الجغرافية المعنية، إلا أن تقارير أكدت أن الإدارات المختلفة بالشركة ستتولى إدارة عمليات التخفيض بشكل مستقل، مع ضرورة الالتزام بالأهداف المالية التي حددتها الإدارة العليا.
وفي بيان رسمي، وصفت «Intel» هذه الإجراءات بأنها ضرورية للتحول الجاري، موضحة أن «إزالة التعقيدات التنظيمية وتمكين مهندسينا سيساعدنا على تلبية احتياجات عملائنا بشكل أفضل وتحسين الكفاءة التشغيلية». كما أكدت أن هذه القرارات جاءت بعد دراسة متأنية، وأن الموظفين المتأثرين سيتم التعامل معهم بـ«احترام وعناية».
تأتي هذه الخطوة وسط ضغوط متزايدة على «Intel» بفعل تراجع الطلب على الحواسيب الشخصية والمحمولة، وتراجع المبيعات، وتصاعد المنافسة في مجال تصنيع الرقائق، خاصة مع الطفرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. فقد تفوقت شركات منافسة مثل «Nvidia» و«AMD» في مجال العتاد المتخصص بالذكاء الاصطناعي، وهو ما كشف المحللون مرارًا عن كونه نقطة ضعف رئيسية لدى «Intel».
ورغم أن هذه الجولة من التسريحات هي الأولى في عهد «ليب بو تان»، إلا أنها تأتي بعد عام صعب شهد تسريح الشركة لنحو 15 ألف موظف في 2023 تحت قيادة المدير التنفيذي السابق «بات غيلسنجر»، من بينهم 3 آلاف وظيفة في ولاية أوريغون وحدها. ورغم ذلك، لا تزال «Intel» أكبر جهة توظيف في القطاع الخاص في أوريغون، حيث توظف نحو 20 ألف شخص في مقاطعة واشنطن.
وكانت التكهنات بشأن تخفيضات جديدة قد بدأت منذ أبريل الماضي، عندما ألمح «تان» خلال مكالمة مع المستثمرين إلى احتمالية حدوث تسريحات، دون تقديم تفاصيل واضحة. وقد زاد هذا الغموض من إحباط الموظفين الذين أعربوا عن استيائهم من نقص الشفافية من الإدارة العليا.
وعلى عكس سلفه، يحافظ «تان» على حضور إعلامي منخفض منذ توليه المنصب، لكنه يُنتظر أن يكشف عن خطة تحول شاملة لاحقًا هذا العام. ويتوقع المراقبون أن تركز هذه الخطة على تعزيز القدرات التصنيعية لـ«Intel»، وتوسيع حضورها في قطاع الذكاء الاصطناعي، واستعادة ثقة المستثمرين.
ومع دخول الشركة في مرحلة دقيقة من إعادة الهيكلة، ستواجه إدارتها الجديدة اختبارًا حاسمًا من قبل الموظفين والأسواق بشأن قدرتها على قيادة «Intel» نحو مستقبل أكثر تنافسية في سوق الرقائق المتغير بسرعة.
اقرأ ايضا:
«أبل» تعزز نظام «Apple Intelligence» بقدرات ذكاء اصطناعي غير مسبوقة