“إس إيه بي كونكر”: ثلث المؤسسات تعتزم استثمار أكثر من 25 مليون دولار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام.

“إس إيه بي كونكر”: ثلث المؤسسات تعتزم استثمار أكثر من 25 مليون دولار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام.

فينتك جيت:ريهام علي

استعرضت اليوم شركة “إس إيه بي كونكر”، وعلى لسان جواو كارفاليو، المدير التنفيذي للشركة في منطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا مجموعة من الخطوات التي تمكّن فِرق تكنولوجيا المعلومات من نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة ناجحة.

الذكاء الاصطناعي

وقد أصبح النشر الاستراتيجي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عاملاً حاسماً لتحقيق الفائدة القصوى منها خاصة مع تسارع اعتماد الشركات لهذه التكنولوجيا.

وكشف استطلاع رادار الذكاء الاصطناعي 2025 لمجموعة بوسطن الاستشارية عن توجه ملحوظ مفاده أن شركة واحدة من كل ثلاث شركات حول العالم تخطط لاستثمار أكثر من 25 مليون دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام”

وينعكس هذا الزخم في أحدث استطلاع للمدراء الماليين أجرته شركة “إس إيه بي كونكر” والذي أظهر أن 58% من قادة القطاع المالي وخاصة أولئك الذين يشرفون على وظائف السفر والنفقات، يعتزمون الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في عام 2025، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى عملية نشر مدروسة وعالية الكفاءة.

وجاءت خطوات نشر الذكاء الاصطناعي بنجاح على النحو التالي:

1. تحديد أهداف واضحة منذ البداية

تبدأ عملية النشر الناجح للذكاء الاصطناعي بالتخطيط الهادف، إذ إن التسرع في اعتماد التكنولوجيا الحديثة دون وجود خطة واضحة قد يؤدي غالباً إلى هدر الموارد وعدم تحقيق التوقعات.

وينبغي لقادة تكنولوجيا المعلومات التعاون مع مختلف الإدارات لتحديد حالات استخدام واضحة ومدروسة لكل من مبادرات الذكاء الاصطناعي.

ويسهم ربط هذه المشاريع بالأهداف المؤسسية، وتوقّع التطورات المستقبلية، وتحديد الاستخدامات الدقيقة، في ضمان أن تخدم الأدوات المُختارة احتياجات العمل الفعلية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن وضع مؤشرات أداء رئيسية مثل تحسين الدقة أو خفض التكاليف أو توفير الوقت، يساعد على قياس النجاح بشكل ملموس.

ويجب أن يسهم نشر حل الذكاء الاصطناعي المناسب في دعم الاستراتيجيات المعتمدة، والالتزام بالمتطلبات التنظيمية، والاندماج بشكل آمن ضمن الأنظمة الحالية.

2. اعتماد توجه مرحلي للنشر

يسهم النشر المرحلي والمنهجي في تقليل المخاطر وتحسين النتائج. ونظراً لإمكانية أن تكون المراحل الأولى من نشر حلول الذكاء الاصطناعي معقدة، لذا فإن اتباع نهج مدروس يتيح تحقيق الاستقرار التقني وتكيّف الموظفين مع التكنولوجيا الجديدة تدريجياً.

ولذلك يجب البدء بمشروع تجريبي مركّز في مجال ذي تأثير كبير مثل التدقيق أو الامتثال، وذلك قبل التوسّع على نطاق أوسع. ويتيح ذلك للفرق جمع الملاحظات، وتحسين العمليات، وتعزيز الزخم الداخلي.

ويساعد الاعتماد التدريجي على تفادي عثرات عمليات النشر المتسرعة على مستوى المؤسسة، ويضمن حصول الموظفين على الوقت والدعم اللازمين للتكيّف مع سير العمل الجديد المعزز بالذكاء الاصطناعي.

3. تعزيز مركزية وتحسين مصادر البيانات

يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات عالية الجودة، ولذلك يمكن للأنظمة غير المترابطة ومستودعات البيانات المجزأة أن تؤدي إلى تقييد فعالية حتى أكثر الأدوات تقدماً إلى حد كبير.

وبهدف وضع أسس راسخة لبنية قوية، ينبغي على فرق تكنولوجيا المعلومات تنفيذ استراتيجيات شاملة لدمج البيانات.

ويتيح إنشاء بيئات بيانات موحدة إمكانية الحصول على رؤى دقيقة وأتمتة موثوقة سواءً من خلال بحيرات البيانات أو مستودعات البيانات أو طبقات التمثيل الافتراضي.

وعلى الرغم من أن ضمان مركزية البيانات يتطلب جهداً كبيراً، إلا أن العائد من هذه الخطوة كبير جداً، إذ أن توحيد المصادر، والتخلص من الازدواجية والتكرار، وتطبيق ضوابط مناسبة للوصول إلى البيانات، هي عوامل توفر جميعها الظروف المثالية لتحقيق نجاح قابل للتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي.

4. دعم الموظفين والارتقاء بمهاراتهم

لا تزال مخاوف الموظفين قائمة إلى الآن حتى مع تسارع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي. وأظهر بحث لديلويت أن 28% من العاملين يشعرون بالقلق من إمكانية أن تحل التكنولوجيا محل وظائفهم.

ولذلك، يعتبر التواصل الشفاف والواضح أمراً بالغ الأهمية، وعليه يجب إشراك الموظفين منذ البداية وتقديم الذكاء الاصطناعي كأداة تساعد في تعزيز أعمالهم ولا تهدف إلى استبدالها، الأمر الذي من شأنه تعزيز الثقة وتخفيف الشعور بعدم اليقين.

كما يُوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً للتطوير المهني واكتساب مهارات جديدة. وينبغي أن تستثمر المؤسسات في التدريب، وتمكين القادة الداخليين من أن يصبحوا نماذج يُحتذى بها في اعتماد التكنولوجيا، ونقل فوائدها العملية إلى مختلف الفرق الأخرى.

5 . القيادة من خلال التعاون بين الوظائف والمهام المتعددة

لا يمكن حصر عملية التحول القائمة على الذكاء الاصطناعي في إدارات تكنولوجيا المعلومات فقط.

وفي هذا السياق أظهر بحث “إس إيه بي كونكر” أن 37% من كبار صنّاع القرار يرون أن حلول إدارة السفر والنفقات المعززة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تخفيف الضغط عن فرق دعم لتكنولوجيا المعلومات.

ويعد التعاون في هذا السياق عاملاً حاسماً إذ يظهر استطلاع المدراء الماليين 2025 الذي أجرته شركة “إس إيه بي كونكر” أن 54% من قادة تكنولوجيا المعلومات يرغبون في تعزيز الشراكة مع فرق الشؤون المالية في إطار جهود التحول الرقمي.

ويجب أن يدعم تطبيق الذكاء الاصطناعي الأهداف العامة للمؤسسة. ويمكن لقادة تكنولوجيا المعلومات من خلال بناء أُطر تعاونية تجمع بين فرق المالية والمبيعات والعمليات وغيرها، ضمان الانسجام بين الفرق، وتسريع وتيرة اعتماد هذه التكنولوجيا، وزيادة العائد على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى أقصى الحدود الممكنة.

وقال جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي كونكر” في منطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “تستطيع فرق تكنولوجيا المعلومات بفضل التخطيط المدروس والأسس البيانية القوية والقيادة التشاركية، دفع عجلة عملية اعتماد تحولية للذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تعزيز الكفاءة، وتقوية القدرة على اتخاذ القرارات، وتحقيق قيمة مستدامة للأعمال على المدى الطويل”.

اقرا ايضا: