مقدمة النشرة الليلية بتاريخ 30 مايو 2025

مقدمة النشرة الليلية بتاريخ 30 مايو 2025

مقدمة النشرة المسائية 30-05-2025

في الثالثِ والعشرينَ من آذار مارس عامَ ثمانيةٍ وسبعين وَصَلت طلائعُ القوةِ الأممية الى جنوبِ لبنان المنضويةِ تحت ألويتِها نحوُ خمسينَ دولة . سنوياً يتِمُّ التجديدُ لليونفيل عبر مجلسِ الأمن لكنَّ هذا العامَ سيكونُ مختلِفاً , فرجالُ القُبعاتِ الزُّرق الذين شاركوا الجنوبيينَ الخُبزَ والمِلحَ والدمَ ليسوا على قائمةِ التجديد لأولِ مرةٍ منذ سبعٍ وأربعينَ سنة . وتتجهُ الأممُ الى وضع الخطِّ الأحمر على جنودٍ كانوا  يراقِبونَ مسارَ الخطِّ الأزرق حيث تنتهي الحكايةُ الطويلة معَ قواتِ حِفظ السلامِ الدولية . ولحينِ اتخاذِ القرارِ في الأمم المتحدة فإنَّ لبنان استَعجَلَ الاتصالاتِ الدبلوماسيةَ حيث لم تَقطَعْ فرنسا حَبْلَ التجديدِ لليونيفل، فيما تعارِضُه اميركا بضغطٍ اسرائيلي /وهذا ما سيتظّهرُ في شهرِ آبَ المقبل / وبحث رئيسا الجمهوريةِ ومجلسِ النواب اليومَ في مسألةِ التجديد المعَرَّضةِ لقرارِ سحبِ قوات اليونيفيل نهائياً ما خلا الدورَ الفرنسيَّ الضاغط لابقائها، ومن  هنا جاءت اشارةُ الرئيس نبيه بري الى أنه معَ قواتِ اليونيفيل في الجنوب ظالمةً أم مظلومة. لكن ما  طبَّقَه بري على جنود السلام .. لم يطبِّقْهُ على سلام . فرئيسُ المجلس أَعطى الغَوغائيين الذين يهاجِمون رئيسَ الحكومة مبرِّراً لهجوم، وقال في عبارة الملاكمة السياسية :”بِسَخّن منسَخّن، ببَرّد منبَرّد”، وهو اسلوبُ الحَلَبةِ الذي يَظهَرُ معه الرئيس نبيه بري فرداً  من مناصري جمهور النجمة الذين رَشَقوا الرئيس نواف سلام بعباراتٍ تُسيءُ إليه وطنياً , وتناسَوْا أنه القاضي الذي كان يحاكِمُ اسرائيل على جرائمها امام محكمةِ العدلِ الدولية .وحتى اليوم فإنَّ رئيسَ الحكومة لم يَنطِقْ بموقفٍ خارجَ الكتاب / وما يُدلي به من تصريحاتٍ هو  مدوَّنٌ في كلِّ المواثيقِ اللبنانية وصولا الى خِطابِ القَسَم فيما كلامُ رئيسِ المجلسِ يُعطي انطباعا عن فريقينِ اثنينِ يَحكُمانِ في البلد ويرسمُ كلٌّ منهما اتجاهاً مخالفاً للآخر .وهذه التفرقةُ لم تعُدْ تخدمُ الموقفَ الوطنيَّ اللبنانيَّ الموحد والذي اكثرُ ما يَستلزِمُ حالياً هو التنسيقُ الكامل لوضعِ مُخرَجاتٍ للازمات . وفي سُوء فهمٍ جديد لكلام سلام  عن التطبيع اوضح رئيسُ الحكومة أن هناك مقاطعَ مُجتَزأةً وَرَدت في حديثٍ لمحطة السي ان ان  وجدد تأكيدَ موقفِه الواضح  بأن وحدَه السلامَ المقبول هو السلامُ العادل والشامل المستنِد الى مبادرةِ السلام العربية في بيروت والتي تقومُ على حلِّ الدولتين. وقال إنَّ أيَّ تطبيعٍ لا يمكنُ ان ياتيَ إلا بعد قيام الدولةِ الفلسطينية وليس مجردَ الاتفاقِ على المسار . ويؤشِّرُ موقفُ رئيسِ الحكومة هذا الى انَّ لبنان ليس مدعُوَّا للَّحاقِ بالقطار السوري في موضوع التطبيع , وضِمناً فإنَّ سوريا نفسَها لم تَنْحُ بَعْدُ هذا المنحى ما خلا بعضَ الاجتماعاتِ ذاتِ الطابِع الامني، فالرئيسُ السوري احمد الشرع  لن يتخذَ بدوره خُطوةً على هذا المستوى ما دامتِ المملكةُ العربيةُ السعودية راعيةً اليومَ لحلِّ الدولتين / وهذا ما يُؤَرِّقُ اسرائيلَ حالياً ويجعلُها متوجِّسَةً من اجتماعِ نيويورك في السابعِ والعشرينَ من حُزيرانَ المقبل/ وابدت اسرائيل قلقَها مما أسمَته «الصمتَ الأميركيَّ الصارخ» إزاءَ المبادرةِ السعوديةِ – الفرنسية لعقدِ هذا المؤتمر، الذي يبدو أنه أكثرُ جِديةً مما كان متوقَّعاً بحَسَبِ ما نَقلته القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، والذي سيضمُّ ما لا يَقِلُّ عن مئة دولةٍ في العالم ضَمنتِ المشاركةَ بينها دولٌ كانت تقفُ معَ إسرائيل/ ومخاوفُ الاسرائيليين في محلِها ولاسيما اذا ما جاءتِ القراراتُ الاوروبية على نسَقِ بلدية برشلونة  التي  قطعتِ العلاقاتِ  المؤسساتيةَ  معَ الحكومةِ الاسرائيلية وقَررت انهاءَ اتفاقِ التوأمةِ معَ مدينةِ تل ابيب .