ترك الملاذ الآمن: ارتفاع الذهب وانخفاض الدولار

ترك الملاذ الآمن: ارتفاع الذهب وانخفاض الدولار

اندلع الصراع مجددًا في الشرق الأوسط عقب هجمات إسرائيل على إيران. لكن المثير للدهشة أن الاقتصاد العالمي ظلّ ثابتًا نسبيًا، إذ لم تستجب الأسواق المالية بالشكل المتوقع – وهي نتيجة قد تحمل تداعيات كبيرة على الذهب مستقبلًا.

وكما كان متوقعًا، أدّت الضربة الاستباقية الإسرائيلية إلى موجة بيع في أسواق الأسهم وارتفاع حاد في أسعار النفط. في الوقت نفسه، دفع الطلب على الملاذ الآمن أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ أن بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في أبريل عند 3500 دولار.

إلا أن المفاجأة الأكبر هي أن عوائد السندات والدولار الأمريكي لم تشهدا أي تحرك يُذكر.

يختتم سوق الذهب الأسبوع على ارتفاع بنسبة 3.7%، بينما يبدو أن الدولار الأمريكي على وشك إغلاق الأسبوع بخسارة 1%، ليتداول عند أدنى مستوى له منذ حوالي ثلاث سنوات.

يُعدّ هذا الضعف في الدولار الأمريكي مفاجئًا بالنظر إلى البيئة الحالية. يُنظر إلى الاقتصاد الأمريكي عمومًا على أنه ركيزة مستقرة للاقتصاد العالمي.

عندما يتزايد الخوف، يسعى المستثمرون عادةً إلى أصول آمنة للحفاظ على رأس مالهم، وعادةً ما تكون الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، اللتين لطالما اعتُبرتا من أفضل أصول الملاذ الآمن.

في مثل هذه السيناريوهات، عادةً ما يدفع الطلب على الملاذ الآمن الدولار الأمريكي والذهب إلى الارتفاع بشكلٍ متزامن.

لكن هذه المرة، يبدو أن الذهب يرتفع وحيدًا. فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، تزايدت شكوك الأسواق حول موثوقية أمريكا كشريك تجاري.

ومنذ “يوم التحرير” الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، تردد المستثمرون في شراء الديون الأمريكية، متوقعين أن تؤدي الحرب التجارية إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.

وقد تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة بالتريليونات، حيث ارتفعت عوائد السندات من 3.98% قبل أبريل إلى مستوياتها الحالية البالغة حوالي 4.42%.

بدأنا الآن نلمس العواقب الحقيقية لتآكل الثقة بالولايات المتحدة. فمع تصاعد المخاوف، تضاءلت الملاذات الآمنة. ويواصل الذهب تألقه كملاذ آمن جذاب، بعيدًا عن المخاطر الجيوسياسية الخارجية.

في عالم تتلاشى فيه اليقينيات القديمة، لم يعد الذهب مجرد وسيلة للتحوط من التضخم أو التقلبات، بل أصبح ملاذًا آمنًا من نظام متقلب.

ومع ذلك، ورغم أن الذهب يظل أصلاً نقدياً بديلاً مقنعاً على المدى الطويل، ينبغي للمستثمرين أن يكونوا حذرين بشأن ملاحقة السوق عند مستوياتها الحالية.

تكمن مشكلة هذه الاختراقات السعرية المرتبطة بالأحداث في أن الزخم غالبًا ما يتلاشى بسرعة بمجرد انحسار التوترات أو تحول اهتمام السوق إلى مكان آخر.

يتمثل الخطر الرئيسي الأسبوع المقبل في أن هذه الاضطرابات المتجددة قد تُفاقم الضغوط التضخمية، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى الحفاظ على موقفه المحايد.

The post الانفصال عن الملاذ الآمن: الذهب يرتفع بينما الدولار يتعثر appeared first on جريدة كابيتال | مال – أعمال – اقتصاد.