أوبن إيه آي وأوراكل تدعمان الإمارات في إنشاء مركز بيانات كبير

تخطط شركة OpenAI للمساعدة في تطوير مركز بيانات ضخم جديد في الإمارات العربية المتحدة، والذي قد يصبح في نهاية المطاف أحد أكبر المراكز في العالم، وهو رهان كبير على الشرق الأوسط وتوسع كبير في طموحات البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي للشركة.

من المتوقع أن تكون الشركة المُصنِّعة لـ ChatGPT أحد المستأجرين الرئيسيين لمركز بيانات بقدرة 5 جيجاواط أُعلن عنه مؤخرًا في أبوظبي، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لعدم إعلان الخطط. ولم تُحسم مشاركة OpenAI بعد، وفقًا للمصادر، ولكن قد يُصدر إعلان رسمي قريبًا.

وأفاد مصدران أن شركة Oracle Corp. تُشارك أيضًا في المشروع، وستُساعد في تطوير جزء على الأقل من المرحلة الأولى من مركز أبوظبي.

بمجرد اكتماله، سيغطي المرفق المترامي الأطراف مساحة 10 أميال مربعة ويستخدم طاقة تعادل تقريبًا طاقة خمسة مفاعلات نووية – أي أكبر بكثير من أي موقع أعلنت عنه شركة ChatGPT أو أقرب منافسيها حتى الآن. وقال أحد الأشخاص إن الـ 5 جيجاوات لن تذهب جميعها إلى OpenAI، بل ستتقاسمها شركات متعددة. ذكرت بلومبرج نيوز سابقًا أن OpenAI تدرس إنشاء منشأة في الإمارات العربية المتحدة.

صرح مسؤولون أمريكيون وإماراتيون يوم الخميس أن G42، شركة الذكاء الاصطناعي ومقرها أبوظبي والتي تتمتع بعلاقات تاريخية مع الصين، ستبني مركز بيانات بقدرة 5 جيجاوات بالتعاون مع العديد من الشركات الأمريكية التي لم يتم تسميتها.

وجاء هذا الخبر في نفس اليوم الذي زار فيه الرئيس دونالد ترامب البلاد كجزء من جولته في الشرق الأوسط لعقد الصفقات.

وكان المسؤولون على الأرض لا يزالون في مفاوضات بشأن صفقات الذكاء الاصطناعي المحتملة للإمارات العربية المتحدة خلال زيارة الرئيس.

أفاد أحد الأشخاص أن شركة MGX، وهي شركة استثمارية في أبوظبي، تدرس أيضًا المشاركة في مشروع مركز البيانات إلى جانب OpenAI وG42. وأضاف المصدر أن شركاء أمريكيين آخرين قد يشاركون أيضًا.

رفضت OpenAI التعليق، بينما لم ترد Oracle على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق. ولم يستجب ممثلو G42 وMGX ووزارة التجارة الأمريكية لطلبات التعليق.

وقال شخصان إن الحرم الجامعي المخطط له هو جزء من مبادرة OpenAI Stargate لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي.

أعلنت OpenAI وSoftBank Group Corp. وOracle عن Stargate إلى جانب ترامب في يناير، وقالت إن المشروع المشترك سيستثمر ما يصل إلى 500 مليار دولار في مشاريع أمريكية على مدى السنوات الأربع المقبلة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت OpenAI أنها تتطلع إلى الشراكة مع الحكومات الدولية لتطوير المزيد من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة وتعزيز الريادة الأمريكية في هذا المجال.

من خلال مشروع الإمارات العربية المتحدة، ستساعد OpenAI الشرق الأوسط بفعالية على تحقيق تقدم سريع في توفير البنية التحتية اللازمة لخدمات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق هدف طموح كانت الشركة قد حددته للولايات المتحدة في الأصل.

في أواخر العام الماضي، طرحت OpenAI على إدارة بايدن الحاجة إلى مراكز بيانات بسعة تصل إلى 5 جيجاوات، وهو هدف غير مسبوق أثار تساؤلات حول كيفية تشغيل هذه المرافق.

والآن، تشارك الشركة في مشروع مماثل في الخارج قبل إطلاق مشروع مماثل في الولايات المتحدة.

من المتوقع أن تبلغ قدرة أول مجمع “ستارغيت” التابع لشركة OpenAI في الولايات المتحدة 1.2 جيجاواط. كما تخطط الشركة لبناء ما يصل إلى 10 مواقع أخرى على الأراضي الأمريكية.

يُعدّ مجمع مركز البيانات في الإمارات العربية المتحدة محورًا لإطار عمل ثنائي أوسع نطاقًا لتسهيل المزيد من التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. قد تشمل الاتفاقية بيع أكثر من مليون شريحة متطورة من شركة إنفيديا إلى الدولة الخليجية.

ويُعدّ هذا جزءًا من استراتيجية ترامب الأوسع لتسريع استخدام التكنولوجيا الأمريكية في تطوير الذكاء الاصطناعي حول العالم، بهدف منع الصين من الاستحواذ على أسواق الشرق الأوسط وغيرها.

لكن بعض المسؤولين في إدارة ترامب قلقون بشأن التداعيات الاستراتيجية لما يعتبرونه نقلًا لخبرات الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى الخارج، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

كما أثار المسؤولون مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن مشاركة أشباه الموصلات الأمريكية المتقدمة، التي تُعدّ المعيار الذهبي لتطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مع شركات ودول تربطها علاقات وثيقة بالصين، وفقًا لما ذكرته بلومبرج نيوز.

تتمتع شركة OpenAI بعلاقة طويلة الأمد مع الإمارات العربية المتحدة، تعود إلى شراكة عام 2023 مع G42. شاركت MGX في جولة تمويل OpenAI بقيمة 6.6 مليار دولار والتي أُغلقت في أكتوبر، وتخطط أيضًا للمساهمة في مشروع Stargate.