إنزاجي، خبير التعاقدات، يواجه التحديات مع ‘الهلال بدون صفقات’

إنزاجي، خبير التعاقدات، يواجه التحديات مع ‘الهلال بدون صفقات’

تحمل بطولة كأس العالم للأندية تحديات وطموحات كبيرة بالنسبة لفريق الهلال السعودي، كونها الاختبار الأول والأهم بالنسبة للمدير الفني الجديد، الإيطالي سيموني إنزاجي، والذي تولى قيادة الفريق قبل أيام، ليصبح أمام مواجهة أولى ضد ريال مدريد الإسباني.

البطولة التي تنطلق في الولايات المتحدة ربما ستكون اختبارًا لا يقل صعوبة بالنسبة لإنزاجي عن قيادته لإنتر ميلان أمام باريس سان جيرمان في نهائي الأبطال، والسقوط التاريخي بخماسية، إذ يدخل المدرب صاحب الـ49 عاماً، المعترك المونديالي دون أسلحة إضافية.

واكتفى الهلال بقائمته من اللاعبين دون صفقات جديدة على مستوى اللاعبين الأجانب تحديدا، إذ كانت الإضافة الوحيدة متمثلة في صفقة دفاعية من الغريم النصر، بالتعاقد مع المدافع الدولي علي لاجامي.

بخلاف ذلك كانت سوق انتقالات الهلال ضجيج بلا طحين، إذ لم يفز الزعيم بأي صفقة من الأسماء الكبرى التي ارتبط بها منذ بداية الشهر الحالي وما قبله، أبرزهم النيجيري فيكتور أوسيمين والأوروجواياني داروين نونيز، والفرنسي ثيو هيرنانديز، وكذلك الإسباني أنجيلينو، وقبلهم البرتغالي برونو فيرنانديز.

واصطدم الهلال بالرفض من جانب أغلب الأسماء السابق ذكرها، وهو ما صدر الإحباط لجماهيره قبل المشاركة في المونديال، لكنه بالأحرى زاد الضغط على مدربه إنزاجي، كون غالبية هذه الأسماء قد جاءت بترشيح أو على الأقل موافقة المدير الفني.

رجل الصفقات

اعتاد إنزاجي الذي بدأ مسيرته التدريبية في 2016 مع لاتسيو كمدرب مؤقت ثم دائم، دوما على عمل إحلال وتجديد بين الحين والآخر، إذ أنه عادة ما يجري تعديلات في نهاية كل موسم بضم لاعبين والاستغناء عن آخرين، لكنه لم يمتلك تلك الرفاهية في فترة قصيرة تولى فيها قيادة الهلال كان مطالباً بسرعة تطبيق العمل الفني، مع مراقبة الصفقات الجديدة أيضاً.

وبحسب موقع “ترانسفير ماركت” فقد ابرم إنزاجي 103 صفقات حتى يناير/ كانون الثاني 2025 ومنذ بداية عمله أي على مدار 9 سنوات، بمعدل 11 صفقة في كل موسم، ما يعكس أن المدرب الإيطالي يميل دائماً لفكرة جلب صفقات يعرفها جيدا.

ولا أدل على ذلك من قيامه بالتعاقد مع لاعبين مرتين عندما تولى لاتسيو ثم في قيادته للإنتر مثل ستيفن دي فري وخواكين كوريا وفيليبي كايسيدو بالإضافة إلى كيتا بالدي، وأيضا المدافع المخضرم أتشيربي.

وربما كان اعتراف فهد بن نافل رئيس نادي الهلال بعدم التوفيق في حسم الصفقات، بمثابة الصدمة لإنزاجي الذي بات يُشبه قائد معركة حربية يستعد لدخول حرباً “مونديالية”، دون أن يمتلك أسلحة يفضلها على الأقل.

ويزداد الضغط على سيموني، مع العلم بأن هذه البطولة بمثابة الملاذ الأخير لتعويض إخفاقات الموسم سواء بالنسبة للإدارة أو الجماهير التي عادة لا تلتمس أعذارا.

فقد سبق أن انقلبت جماهير الزعيم على المدرب السابق جورجي جيسوس، واتهمته بالعناد والفشل، رغم أنه حقق كل شيء في الموسم قبل الماضي، واكتسح كل المنافسين الكبار، ولم يشفع له ذلك عندما سقط في الموسم الماضي وتراجع الفريق تحت قيادته.

إنزاجي بات امام الأمر الواقع، وعليه ان يعتمد على الأسلحة المتاحة لديه من أجل تحقيق التفوق في البطولة، وإظهار شخصية الفريق بالاختبار الأصعب ضد ريال مدريد.

وتتمثل مهمة مدرب الإنتر السابق مع الهلال في إعادة الثقة للاعبيه سواء من نالوا قسطا وافرا من الانتقادات الفترة الماضية مثل علي البليهي وكوليبالي وغيرهم، أو حتى أجانب الزعيم الذين يعول عليهم في استعادة أفضل مستوياتهم، وتجاهل محاولات الإدارة لاستبدال بعضهم بآخرين أكثر فاعلية قبل المونديال.