الترجي: بطل متعب يسعى لاستعادة هويته في كأس العالم للأندية

الترجي: بطل متعب يسعى لاستعادة هويته في كأس العالم للأندية

هل يصنع الكنزاري معجزة شيخ الأندية التونسية؟

يستعد الترجي التونسي لخوض مغامرته الرابعة في كأس العالم للأندية، والتي تنطلق غدا السبت في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة تاريخية هي الأضخم على الإطلاق، تضم 32 فريقًا من مختلف قارات العالم.

وأوقعت القرعة الفريق التونسي في المجموعة الرابعة النارية، التي تضم عمالقة مثل تشيلسي الإنجليزي وفلامنجو البرازيلي، إلى جانب كلوب ليون المكسيكي، في تحدٍ يبدو شاقًا بكل المقاييس لبطل تونس.

تراث عملاق.. وبطاقة متجددة

يُعد الترجي النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب في تونس، وأحد أكثر الفرق حضورًا وتأثيرًا في الساحة الإفريقية، ويُمثل أحد سفراء القارة في هذا المحفل الكبير إلى جانب الأهلي المصري والوداد المغربي وماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.

لكن على الرغم من هذا الإرث الكبير، يخوض الترجي نسخة 2025 من البطولة مثقلًا بجراح موسم شاق، حاول خلاله النهوض من الكبوة والعودة إلى سكة البطولات في اللحظات الحاسمة.

موسم صعب.. وبداية جديدة مع الكنزاري

وصل المدرب ماهر الكنزاري إلى قيادة الفريق في آذار/مارس الماضي، في وقت كان فيه الترجي يعاني من اضطرابات داخلية وتراجع فني واضح، مع اقتراب نهاية الموسم المحلي.

تغيير الجهاز الفني في تلك المرحلة كان مخاطرة كبيرة، خاصة أن الترجي كان يتقاسم صدارة الدوري مع الاتحاد المنستيري قبل خمس جولات من الختام، ما وضع الكنزاري أمام مهمة لا تقبل الفشل.

لكن المدرب البالغ من العمر 52 عامًا، تمكن من قلب الطاولة، واستعاد الفريق توازنه سريعًا، حيث قاده لتحقيق 4 انتصارات وتعادل وحيد في الجولات الأخيرة، حافظ بها على الصدارة وتُوج بلقب الدوري دون أي خسارة في فترة قيادته.

أرقام تُعيد الهيبة

رغم الصعوبات، خرج الترجي من موسمه المحلي محملًا بأرقام لافتة، أبرزها: (الأكثر تحقيقًا للانتصارات في الدوري بـ19 فوزًا، والأقوى هجوميًا بتسجيل 57 هدفًا).

كما نجح الكنزاري في ضخ الروح داخل الفريق، معتمدًا على مزيج من عناصر الخبرة والشباب، مدعومًا بجماهير وفيّة لم تتخلَّ عن الفريق في أحلك اللحظات.

الكنزاري: لا للاستسلام

وفي تصريحات صحفية عقب حسم اللقب، قال الكنزاري: “المرحلة كانت صعبة جدًا، لكن الإيمان بعدم الاستسلام، ودعم الجمهور، وخبرة اللاعبين، ومساندة الإدارة، كانت عناصر النجاح التي ساعدتنا على تجاوز كل العقبات”.

تصريح يلخّص تمامًا الحالة التي يعيشها الترجي حاليًا: فريق خرج من النفق المظلم محليًا، ويسعى الآن لإثبات الذات عالميًا في بطولة تحتاج إلى ما هو أكثر من التاريخ.

مونديال الفرصة.. لا التبرير

يدخل الترجي كأس العالم للأندية بطموحات كبيرة لكن بواقعية أشد. فالمجموعة التي تضم تشيلسي وفلامنجو لا ترحم، وكلوب ليون خصم لا يُستهان به.

لكن الفريق التونسي يعلم أن البطولة ليست فقط فرصة للمنافسة، بل أيضًا منصة لإظهار الشخصية والهوية والقدرة على مقارعة الكبار.

الكنزاري ولاعبوه يدركون أن تجاوز هذه المجموعة سيكون بمثابة الإنجاز، لكن حتى تقديم أداء مشرف أمام هذا الثلاثي العالمي، قد يُعيد للترجي بريقه القاري والعالمي، ويفتح أبوابًا جديدة لمستقبل أكثر استقرارًا.