الألمان في ليفربول: من براعة هامان إلى فشل كاريوس

لم يكن ليفربول، ليتحول إلى قوة أوروبية مجددًا، دون الثورة التي قادها المدرب الألماني يورجن كلوب.
وعلى مدار 9 سنوات، أعاد كلوب، تعريف “الروح الحمراء”، ممزوجًا بين فلسفته الألمانية وطريقته الإنسانية في إدارة اللاعبين، ليبني مجدًا، أعاد إلى الأذهان، عصر أساطير ليفربول، أمثال بيل شانكلي وبوب بيزلي.
واليوم، يكتب ليفربول، فصلًا جديدًا في علاقته مع الكرة الألمانية، بضم “الفتى المعجزة” فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن، في صفقة قد ترتفع إلى رقم قياسي يبلغ 116.5 مليون إسترليني، ليكون أحدث ألماني يحط الرحال في “أنفيلد”، على أمل تتبع خطى الكبار، وربما كتابة مجد يفوقهم جميعًا.
ورغم أن جماهير الريدز اعتادت على استقبال أسماء ألمانية في صفوف الفريق، إلا أن الترقب هذه المرة مختلف.
فيرتز، البالغ من العمر 22 عامًا، لا يأتي فقط بأرقام مبهرة، بل بموهبة فنية نادرة، تؤهله ليكون ركيزة المشروع الجديد للمدرب آرني سلوت، الذي يعول على نجم ليفركوزن، لقيادة الريدز في العقد الجديد.
AFP
لكن التاريخ يذكّر الجماهير العاشقة، بعدم التسرع في إطلاق الأحكام، فليس كل ألماني، سطع نجمه في سماء أنفيلد.
أول ألماني بارز ارتدى قميص ليفربول، كان كارل هاينز ريدله، نجم دورتموند السابق، والذي جاء إلى أنفيلد في 1997 بعد تتويجه بدوري الأبطال، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه مع بروز نجم مايكل أوين، ليرحل سريعًا بعد موسمين.
ثم جاء شون دندي، الذي لم يُذكر إلا كعابر سبيل، قبل أن يظهر أول نجم ألماني ناجح بحق في صفوف الريدز، وهو ديتمار “ديدي” هامان.
هذا اللاعب المتزن، لم يكن مجرد متوسط ميدان دفاعي، بل كان قلبًا نابضًا لفريق حصد 5 ألقاب خلال 2001، تحت قيادة جيرار أولييه، منها كأس الاتحاد الأوروبي.
ولمع اسم هامان أكثر في نهائي إسطنبول الشهير عام 2005، حين قرر المدرب رافائيل بينيتيز، الدفع به مع انطلاق الشوط الثاني أمام ميلان، والفريق متأخر بثلاثية نظيفة.
وبرغم أن الأضواء سلطت على جيرارد وشميتسر ودوديك، فإن دخول هامان كان نقطة التحول الحقيقية في أعظم عودة بتاريخ دوري الأبطال، وسجل أول ركلة ترجيحية بثبات، رغم كسر إصبع قدمه.
ولاحقًا، انضم ماركوس بابل وكريستيان تسيغه، في فترة متقطعة من النجاحات، قبل أن يبدأ الخط الألماني في التراجع، خاصة مع وصول لاعبين مثل سامد يسيل في 2012، الذي حرمته الإصابات من الظهور الحقيقي، واكتفى بمباراتين فقط في كأس الرابطة.
AFP
ثم ظهر إيمري تشان، الذي قدم مستويات قوية بعد انضمامه من ليفركوزن في 2014، وبلغ نهائيات 3 بطولات كبرى مع الفريق (الدوري الأوروبي وكأس الرابطة ودوري الأبطال)، لكنه رحل إلى يوفنتوس دون تتويج.
ولا يمكن الحديث عن الألمان في ليفربول، دون ذكر لوريس كاريوس، الحارس الذي تحول من حلم جميل إلى كابوس أليم في ليلة كييف خلال عام 2018، حين ارتكب أخطاء فادحة أمام ريال مدريد، وخرج من ليفربول على وقع الانتقادات، وأمضى مواسمه الأخيرة بين الإعارات والهامش، قبل أن يعود مؤخرًا إلى ألمانيا.
والآن، تأتي اللحظة التي ينتظرها عشاق ليفربول بشغف.. فلوريان فيرتز، بعقليته البافارية ومهاراته الاستثنائية، يدخل من الباب الكبير، وسط تطلعات بأن يكون حجر الأساس لجيل جديد من المجد الأحمر.
فهل يكون فيرتز الألماني الذي يُتوج هذه السلسلة أخيرًا بنجاح مستدام؟ وهل يمكنه أن يرتقي يومًا ما لمكانة كلوب في قلوب جماهير أنفيلد؟