السر وراء ريبيرو ومشكلة الشحات: الدروس المستفادة من مباراة الأهلي وإنتر ميامي

السر وراء ريبيرو ومشكلة الشحات: الدروس المستفادة من مباراة الأهلي وإنتر ميامي

بين قرارات فنية غامضة، وتألق فردي لافت، كشفت مباراة الأهلي المصري وإنتر ميامي الأمريكي في افتتاح كأس العالم للأندية 2025 عن خبايا تستحق التوقف، وحملت إشارات تحذيرية وومضات أمل في آن واحد.

ومثلت المباراة، التي جرت فجر الأحد، اختبارًا مبكرًا لهوية الأهلي تحت قيادة الإسباني خوسيه ريبيرو، الذي اصطدم بليونيل ميسي ورفاقه في أول ظهور رسمي مع العملاق المصري.

واكتفى الأهلي بتعادل سلبي في المجموعة الأولى، بعد أن كان قريبًا من خطف انتصار ثمين في أول مباراة بكأس العالم للأندية في ثوبه الجديد، واستخلص كووورة فيما يلي أبرز الدروس المستفادة من المباراة:

ريبيرو يهدر الفوز

يبدو أن ضيق الوقت شكّل عائقًا أمام خوسيه ريبيرو، فالإسباني الذي تولى مهام الإدارة الفنية للأهلي قبل نحو أسبوعين لم يقدم الأداء المنتظر في أول مباراة رسمية.

وظهر ريبيرو وكأنه لا يعرف قدرات نجوم الأهلي، بدليل توظيفه لأكثر من لاعب في غير مركزه، إضافة إلى تجاهل الدفع بالمغربي أشرف بنشرقي، رغم استبدال الجناح الأيسر محمود حسن “تريزيجيه”.

كما أهدر المدرب الإسباني فرصة مباغتة إنتر ميامي لحسم المباراة مبكرًا في الشوط الأول، فبدلًا من استغلال المساحات الواسعة، وبطء حركة أصحاب الأرض، تراجع الفريق المصري للدفاع وانتظر ردة فعل المنافس.

الشناوي يستعيد بريقه

استعاد محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، بريقه بعدما قدم واحدة من أفضل مبارياته مع الفريق الأحمر منذ فترة طويلة.

وتعرض الشناوي لانتقادات إعلامية وجماهيرية قاسية طوال الفترة الماضية بعد استقباله أهدافًا من كرات، وصفها كثيرون بأنها “في المتناول”، لكنه رد بقوة أمام إنتر ميامي.

وتألق الشناوي في الشوط الثاني، وأمّن خروج الأهلي بنقطة التعادل في افتتاح مونديال الأندية، بعد أن أهدر الفريق عدة فرص في الشوط الأول، كانت كفيلة بمنحه انتصارًا مريحًا.

وتصدى الحارس الدولي لـ5 تسديدات، منها 3 من داخل منطقة الجزاء، حسب إحصائيات شبكة “سوفا سكور”، ليعيد للأذهان فترات تألقه مع الأهلي ومنتخب مصر.

وأبعد الشناوي كرتين خطيرتين في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الثاني، إضافة إلى تدخله في وقت مناسب لإنقاذ ارتباك مدافعي الأهلي أمام المرمى.

وأشاد أوسكار أوستاري، حارس إنتر ميامي، بالشناوي، حيث قال “لقد كان مذهلاً، اللجنة الفنية اختارتني كأفضل لاعب في المباراة، لكن كان بإمكانه الفوز بالجائزة بسهولة أيضًا”.

شراكة مثالية

نجح رهان ريبيرو على ثنائية ياسر إبراهيم، وأشرف داري في قلب الدفاع خلال مباراة إنتر ميامي، إذ ظهر الثنائي بشكل منسجم، وشكلا حائط صد ضد هجمات الفريق الأمريكي في الشوط الثاني، ليخرج الفريق بشباك نظيفة.

وأشارت تقارير صحفية إلى أن ريبيرو كان يفكر في الدفع بمصطفى العش أو أحمد رمضان “بيكهام” في قلب الدفاع، لكن مباراة إنتر ميامي أكدت جدارة إبراهيم وداري.

وشتت إبراهيم الكرة 9 مرات، مقابل 6 لزميله المغربي.

وصرح ريبيرو عقب المباراة بأنه “خرج ببعض الإيجابيات”، ويمكن اعتبار الشراكة الدفاعية الناجحة واحدة منها.

الأهلي يبطل سحر ميسي

رغم مخاوف الأهلي من الوقوع فريسة للأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد إنتر ميامي، إلا أن لاعبي الأحمر فرضوا سيطرتهم على البرغوث.

ولم يظهر ميسي بخطورته المعهودة خلال المباراة، باستثناء بعض اللقطات في غفلة الدفاع المصري.

ودخل النجم الأرجنتيني 18 مواجهة ثنائية أرضية، كسب منها 8 فقط، وهو رقم ضعيف مقارنة بمباريات اللاعب السابقة، بينما لم يدخل لاعب برشلونة الأسبق أي صراع هوائي.

وطوال 90 دقيقة، سدد ميسي كرتين فقط في إطار المرمى، ومثلهما خارج الخشبات الثلاث، كما فقد الكرة 25 مرة طوال المباراة، ما يبرز نجاح مدافعي الأهلي في تحجيم خطورة اللاعب الفائز بالكرة الذهبية 8 مرات.

لغز الجناح الأيمن

مثّل مركز الجناح الأيمن للأهلي لغزًا محيرًا في أولى مباريات الفريق تحت قيادة ريبيرو، إذ لعب العملاق المصري طوال المباراة “مكسور الجناح”.

وبدأ ريبيرو المباراة معتمدًا على وسام أبو علي كمهاجم صريح، وتريزيجيه في الجناح الأيسر، بينما بقي مركز الجناح الأيمن شاغرًا، إذ ظهر محمد هاني فقط في هذه الجهة.

ورغم أن المنافسة شديدة بين عدد من اللاعبين في هذا المركز، أبرزهم زيزو وطاهر محمد طاهر، وحسين الشحات، إلا أن ريبيرو قرر تجاهل كل الخيارات.

حتى بعد إصابة إمام عاشور في الربع ساعة الأول من المباراة، دخل زيزو ليلعب في وسط الملعب تارة ومركز الجناح الأيسر تارة أخرى.

وصمم ريبيرو على أسلوبه في الشوط الثاني، فرغم الدفع بالثنائي طاهر والشحات، وكليهما يجيد اللعب على اليمين، ظل هذا المركز شاغرًا، لينقل الفريق اللعب إلى اليسار.

وظهر هاني طوال المباراة وحيدًا في الرواق الأيمن، رغم المساحات الواسعة في دفاع إنتر ميامي، والتي كان يمكن استغلالها من خلال سرعات زيزو أو طاهر.

الشحات يورط نفسه

في ظل المنافسة بين لاعبي مركز الجناح في الأيمن، أعلن الشحات خروجه من السباق بأداء ضعيف في أولى مباريات ريبيرو.

وتقلصت حظوظ الشحات في اللعب أساسيًا مع الأهلي خلال الموسم الجديد، رغم أنه يجيد اللعب يمينًا ويسارًا، بعد التعاقد مع لاعبين مثل زيزو، وتريزيجيه، وبنشرقي.

وأضعف الشحات فرصه بنفسه بعدما قدم مردودًا هزيلًا في 25 دقيقة لعبها في مباراة الافتتاح، إذ لم يكن موفقًا في معظم قراراته.

وأهدر الشحات فرصة ذهبية على الأهلي لتسجيل هدف قاتل في الهجمة الأخيرة من المباراة، إذ انطلق في موقف 4 على 2، وكان بإمكانه التسديد أو التمرير، لكنه تباطأ ليسمح للاعب إنتر ميامي بالتشتيت.

كما فقد الشحات كرة في الناحية اليسرى برعونة، لترتد وتشكّل خطورة على مرمى الأهلي.

ورغم قصر المدة التي لعبها، فقد الشحات الكرة 9 مرات، كما فاز بمواجهة ثنائية واحدة من أصل 5 دخلها مع المنافس، وسدد كرة واحدة تجاه المرمى.

أنانية تريزيجيه

صدم تريزيجيه جماهير الأهلي بموقف غريب في مباراة افتتاح المونديال، بعدما خالف تعليمات ريبيرو في أول ظهور رسمي مع الفريق، حيث أصر على تسديد ركلة الجزاء قبل أن يضيعها.

وأراد نجم أستون فيلا الأسبق أن يكون صاحب أول هدف في تاريخ مونديال الأندية بشكله الجديد، لكنه بات أول لاعب يهدر ركلة جزاء بعدما نجح الحارس أوسكار أوستاري في التصدي لكرته.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أن تريزيجيه أمسك بالكرة، وأصر على تسديد الركلة، رغم مطالبات وسام أبو علي، وزيزو.

كما كشف وسام أبو علي، في تصريحات إعلامية، عقب المباراة، أنه المتخصص الأول في ركلات الجزاء بتعليمات من ريبيرو، لكن تريزيجيه طلب تسديد هذه الركلة.

ومثلت هذه الركلة نقطة تحول في المباراة الافتتاحية، فبعد أن كان الأهلي مسيطرًا وقريبًا من التسجيل، هبطت معنويات الفريق وتحولت الهيمنة لأصحاب الأرض.

من جانبه، طالب علاء ميهوب، لاعب ومدرب الأهلي السابق، بمعاقبة اللاعب، إذ قال “ليس منطقيًا أن يسدد تريزيجيه، بينما هناك ترتيب للمسددين يتصدره وسام أبو علي، خاصةً أنه انضم للفريق مؤخرًا”.

إحباط زيزو؟

تعرض زيزو لموقف مفاجئ في أول ظهور رسمي له مع الأهلي، بعد انتقاله قادمًا من الزمالك في صفقة أثارت الجدل.

فبعد أن دخل النجم الدولي بديلًا لإمام عاشور عند الدقيقة 14 في تغيير اضطراري مبكر، فوجئ اللاعب باستبداله مجددًا لصالح محمد مجدي “أفشة” في الدقيقة 79، في موقف نادر.

وكان منطقيًا أن يبدأ زيزو المباراة على مقاعد البدلاء، كونه لم يخض أي لقاء رسمي منذ نحو شهرين، لكن استبداله بعد دخوله بديلًا قد يحبط اللاعب في بداية مشواره مع الفريق.

ولم يسدد زيزو أي كرة على المرمى طوال 65 دقيقة لعبها، لكنه أزعج دفاع إنتر ميامي، ونجح في الحصول على ركلة الجزاء التي أهدرها تريزيجيه.