صراع العمالقة: كيف يهيئ إنريكي وأنشيلوتي الساحة لتفوق ألونسو؟

سيناريو مثير يبشر تشابي ألونسو بحقبة جديدة من الهيمنة تبدأ بمونديال الأندية
يعيد التاريخ نفسه مرارًا في عالم كرة القدم، واليوم يتكرر سيناريو مثير في مسرح الأبطال الأوروبي، يضع ريال مدريد على أعتاب حقبة جديدة من الهيمنة تحت قيادة تشابي ألونسو.
بدأت الحكاية قبل عشر سنوات، حينما فاز كارلو أنشيلوتي بدوري أبطال أوروبا 2014 مع ريال مدريد، ثم غادر بعد موسم مخيب في 2014/2015، بالتزامن مع تتويج لويس إنريكي بلقب 2015 مع برشلونة.
تلك اللحظة مهدت لفترة ذهبية بقيادة زين الدين زيدان، حيث هيمن الريال على البطولة في 2016، 2017، و2018.
اليوم، وبعد عقد من الزمن، يتكرر النمط نفسه: أنشيلوتي يفوز بدوري أبطال أوروبا 2024، ثم يغادر بعد موسم 2024/2025 دون لقب، ويتزامن ذلك مع نجاح إنريكي الذي قاد باريس سان جيرمان للفوز باللقب في 2025.
فهل يعيد تشابي ألونسو، المدير الفني الجديد لريال مدريد، كتابة هذا السيناريو، بدءًا من كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة؟
التاريخ يرسم الخطوط
في 2014، قاد أنشيلوتي ريال مدريد لتحقيق “لا ديسيما”، اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، لكنه فشل في الحفاظ على الزخم في الموسم التالي، حيث تفوق برشلونة بقيادة إنريكي.
هذا الفشل النسبي فتح الباب لزيدان ليقود الريال إلى ثلاثية تاريخية في دوري الأبطال (2016-2018)، محققًا إنجازًا غير مسبوق.
اليوم، يتكرر المشهد، فبعد فوزه بدوري أبطال أوروبا 2024، واجه موسمًا صعبًا في 2024/2025، حيث خسر الريال أمام أرسنال في ربع نهائي دوري الأبطال وسقط في نهائي كأس الملك أمام برشلونة.
وغادر أنشيلوتي إلى تدريب البرازيل، تاركًا إنريكي يتألق مع باريس سان جيرمان، الذي أذل إنتر ميلان بخماسية في نهائي 2025 بأليانز أرينا.
هذا التكرار التاريخي يضع تشابي ألونسو في مركز الصورة، فالإسباني الشاب، الذي أبهر العالم بقيادته باير ليفركوزن للفوز بالبوندسليجا 2024 دون هزيمة، تولى تدريب ريال مدريد في يونيو/ حزيران 2025، وسط توقعات عالية بأن يكون الخليفة الروحي لزيدان.
ألونسو مهندس المستقبل
يجلب تشابي ألونسو، بفلسفته التكتيكية المستوحاة من بيب جوارديولا ويورجن كلوب، هوية كروية جديدة إلى سانتياجو برنابيو.
ويعتمد الإسباني الشاب على تشكيلة 4-3-3 مرنة، مع التركيز على الاستحواذ، والضغط العالي، وبناء الهجمات من الخلف.
وتعزز تصريحات دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، هذه الرؤية، حيث قال إن ألونسو سيجعل ريال مدريد يلعب بأسلوب مشابه لباريس سان جيرمان إنريكي، مع التركيز على السيطرة والحيوية.
ويمتلك ألونسو ترسانة من النجوم على رأسها كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، وتبقى المهمة الأصعب أمامه هي فرض أسلوب عمل لا يعتمد على سياسة النجم الأوحد، مثلما فعل إنريكي في حديقة الأمراء.
كأس العالم للأندية.. نقطة الانطلاق
تبدأ رحلة ألونسو مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025، التي تُقام في الولايات المتحدة من 14 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز، بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة.
وتضم البطولة أبطال حاليين وسابقين لأغلب القارات، مثل مانشستر سيتي، وباريس سان جيرمان، والهلال، والأهلي، والعين، وريفر بليت، إلى جانب إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي.
ويقع ريال مدريد في المجموعة الثامنة مع الهلال، وباتشوكا، وسالزبورج، وهي مجموعة تبدو في متناوله، خاصة مع الأداء المنتظر من ألونسو.
وتمثل البطولة، التي تُقام في 12 ملعبًا بـ11 مدينة أمريكية، بما في ذلك ميتلايف ستايديوم للنهائي وهارد روك ستايديوم لافتتاحية إنتر ميامي، فرصة ذهبية لألونسو لتأكيد قدراته.
ويعتمد النظام الجديد على 8 مجموعات بـ4 فرق، يتأهل منها الأول والثاني إلى الأدوار الإقصائية، مما يتطلب استراتيجية دقيقة لمداورة اللاعبين في جدول مزدحم وبعد موسم طويل وشاق.
هل يكرر ألونسو سيناريو زيدان؟
يعد التشابه بين الفترتين واضحًا، والسيناريو مرسومًا: أنشيلوتي يفوز بلقب دوري الأبطال، ويغادر بعد موسم مخيب، ويترك الساحة لإنريكي، ثم يأتي مدرب جديد (زيدان سابقًا، ألونسو الآن) ليصنع التاريخ.
واستفاد زيدان من جيل ذهبي بقيادة كريستيانو رونالدو، بينما يعتمد ألونسو على مزيج من الشباب والخبرة.
وتعكس تصريحات ألونسو ثقته، حيث قال: “التحدي في مدريد رائع، ولدينا الطاقة لإثارة الجماهير”، ومع ذلك، التحديات كبيرة، فباريس سان جيرمان، بقيادة إنريكي ونجوم مثل أشرف حكيمي وعثمان ديمبلي، يدخل البطولة منتشيًا بلقب دوري الأبطال.
بينما يظل مانشستر سيتي، بقيادة بيب جوارديولا، عقبة صعبة، بينما تشكل أندية مثل بايرن ميونخ وإنتر ميلان وأتلتيكو مدريد، تهديدًا أيضا ولا يمكن استبعادها.
ويعي ألونسو تمامًا أن الضغط في ريال مدريد لا يُضاهى، وهو يعمل الآن على إصلاح الخلل، حيث كانت هزيمة الريال أمام أرسنال في دوري الأبطال كاشفة عن نقاط ضعف في التوازن الدفاعي.
وتشير توقعات الذكاء الاصطناعي، التي منحت باريس سان جيرمان أفضلية الفوز بالبطولة بنسبة تقترب من 23%، إلى أن ألونسو سيواجه منافسة شرسة، لكنه إذا نجح في فرض أسلوبه، كما فعل زيدان، فقد يعيد الريال إلى أيام المجد.