مفارقات القدر: تريزيجيه يُخفق الأهلي ويُثير باجيو في ليلة ميامي

مفارقات القدر: تريزيجيه يُخفق الأهلي ويُثير باجيو في ليلة ميامي

في ليلة افتتاح كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة، كان روبرتو باجيو، أسطورة إيطاليا، ضيف شرف المباراة المنتظرة بين الأهلي المصري وإنتر ميامي الأمريكي.

انتهت المواجهة بالتعادل السلبي، لكن الدراما الحقيقية كانت في لحظة أعادت للأذهان كابوساً قديماً. حين صمم محمود حسن “تريزيجيه”، نجم الأهلي، على تسديد ضربة جزاء، لكنه أهدرها بتصدٍ رائع من حارس ميامي، أوسكار أوستاري.

تلك اللحظة لم تُحبط الأهلي فحسب، بل أثارت ذكرى مأساة باجيو في نهائي مونديال 1994، عندما أضاع ركلة الجزاء الحاسمة أمام البرازيل، وظل واقفاً كمن “مات واقفاً”، كما وصفه المعلق آنذاك.

تريزيجيه يوقظ أشباح باجيو

في 1994، كان باجيو نجم مونديال أمريكا، لكنه تحول إلى رمز للألم بعد إهداره ركلة الجزاء التي منحت البرازيل اللقب. وقف باجيو مذهولاً، مشلولاً بالصدمة، في لحظة وصفها لاحقاً في سيرته الذاتية بأنها “الموت وأنا واقف”.

ردود فعل الجماهير الإيطالية كانت قاسية، واعتبرها باجيو أسوأ لحظة في حياته.. وفي 2025، بدا تريزيجيه وكأنه يعيد تمثيل تلك التراجيديا، ليس فقط بإهداره الركلة، بل بقراره المثير للجدل بانتزاع الكرة من زملائه، متجاهلاً ترتيب الفريق.

غضب وجدل

قرار تريزيجيه أشعل موجة غضب عارمة بين جماهير الأهلي. لقطات المباراة أظهرت استياء وسام أبو علي، المنفذ الأول لركلات الجزاء، وهو يشير بحيرة نحو دكة البدلاء، بينما اكتفى زيزو، في مباراته الرسمية الأولى مع الفريق، بمراقبة المشهد عن بُعد.

إحصائياً، كان وسام (نسبة نجاح 81.25%) وزيزو (81.39%) أفضل من تريزيجيه، الذي أضاع 4 من 10 ركلات في مسيرته (60%).

كما أن تصرف تريزيجيه لم يكن جديداً؛ ففي 2014، أصر على تسديد ركلة جزاء أمام غزل المحلة رغم اعتراض محمد نجيب، ليهدرها أيضاً.

انتقادات حادة

ما حدث من تريزيجيه أثار انتقادات حادة، خاصة من سيد عبد الحفيظ مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي، الذي وصف المشهد بـ”حوار ثلاثي عشوائي”، مُطالباً بتدخل المدرب ريبيرو لوضع ترتيب واضح لتفادي الفوضى.

بينما يرى حسام غالي، عضو مجلس إدارة الأهلي، أن تريزيجيه هو الخيار الثالث بعد زيزو ووسام، معتبراً تصرفه “مشكلة كبيرة” إن لم يكن المسدد الأساسي.

من جانبه، طالب علاء ميهوب، نجم الأهلي السابق، بمعاقبة تريزيجيه فوراً لمخالفته قواعد الفريق، مؤكداً أن وسام هو المنفذ الأول.

كما أن وسام نفسه، في تصريحات هادئة، أقر بأنه المسدد الأساسي، لكنه دافع عن تريزيجيه قائلاً: “الإهدار يحدث في كرة القدم”.

لكن عبد الحفيظ شدد على أن غياب التنظيم في فريق بحجم الأهلي غير مقبول، خاصة في بطولة مثل مونديال الأندية، مُحذراً من تكرار الخطأ قبل مواجهة بالميراس المقبلة.

في النهاية الضربة التي ارتدت على الأهلي، لم تكسر فقط فرصة فوز مبكر في البطولة، بل كشفت خللًا تنظيميًا خطيرًا، وتسببت في ردود فعل واسعة داخل البيت الأحمر.

أما باجيو، فربما غادر الملعب وفي داخله جرح قديم نزف من جديد، لا بفعل ذاكرته، بل بأقدام لاعب آخر.. تريزيجيه.