بلمسات بطل معركة بايرن.. طوق النجاة والورقة الرابحة أمل أنشيلوتي أمام آرسنال

بلمسات بطل معركة بايرن.. طوق النجاة والورقة الرابحة أمل أنشيلوتي أمام آرسنال

يواجه الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، تحديًا كبيرًا لإنقاذ الملكي من شبح توديع دوري أبطال أوروبا، من الدور ربع النهائي، على يد آرسنال.

وخسر ريال مدريد في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات (3-0)، ويستعد لمعركة مصيرية مساء اليوم الأربعاء، على ملعب سانتياجو برنابيو، في مواجهة الإياب.

ومن أجل تحقيق الريمونتادا، يحتاج المرينجي لاستغلال كافة الأسلحة المتاحة، سواء من الناحية التكتيكية أو العناصر الأساسية وأيضًا البديلة.

واعتاد ريال مدريد في السنوات الأخيرة، قلب الطاولة على منافسيه في دوري أبطال أوروبا، والتأهل بسيناريوهات إعجازية، على حساب أندية كبرى في القارة، على رأسها بايرن ميونخ ومانشستر سيتي وتشيلسي.

غياب مؤثر

مع دخول ريال مدريد مواجهة الإياب ضد آرسنال، يجد كارلو أنشيلوتي نفسه أمام تحدٍ كبير، يتطلب منه تجاوز كل الحسابات التقليدية.

الغياب المؤثر لإدواردو كامافينجا بداعي الإيقاف بعد طرده ذهابًا، يزيد صعوبة المهمة، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبه الفرنسي في وسط الميدان بفضل ديناميكيته وقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم.

لكن غياب كامافينجا قد يجبر أنشيلوتي على اتخاذ قرار شجاع، يُعيد التوازن للفريق ويضخ الحيوية في منتصف الميدان، شرط أن ينجح اللاعب الذي سيشغل مكانه في تقديم مباراة مثالية على المستويين الدفاعي والهجومي.

ويمتلك أنشيلوتي عدة خيارات، لتعويض كامافينجا أبرزها الدفع بأوريلين تشواميني وبجانبه فيدي فالفيردي في وسط الميدان، أو ربما يبدأ المباراة بداني سيبايوس العائد مؤخرًا من الإصابة.

طوق النجاة

EPA

في هذا التوقيت الحاسم من الموسم، تمثل عودة داني سيبايوس من الإصابة بمثابة طوق نجاة لأنشيلوتي.

ورغم أن سيبايوس لم يكن من العناصر الأساسية في بداية الموسم، إلا أن أدائه الثابت عندما حصل على الفرصة، جعله خيارًا مهمًا في وسط ملعب المرينجي.

ويستطيع سيبايوس الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، بجانب تمريراته القصيرة والدقيقة، ما يجعله خيارًا مميزًا للسيطرة على الإيقاع، خاصة في الشوط الأول حيث يحتاج ريال مدريد لفرض هيمنته مبكرًا.

سيبايوس يملك أيضًا ذكاء تكتيكيًا يؤهله للتمركز في المساحات الضيقة، مع ميل واضح للتقدم بالكرة نحو الأمام، وهو ما يحتاجه الفريق لمحاصرة آرسنال في مناطقه.

علاوة على ذلك، فإن طبيعته القتالية قد تساعده على تعويض جزء من الصلابة التي يفتقدها الفريق بغياب كامافينجا.

أنشيلوتي قد يفضل إشراكه على حساب لاعب مثل تشواميني إذا أراد التحكم في نسق المباراة بدلًا من الدخول في صراعات بدنية قد تستهلك الفريق مبكرًا.

وجود سيبايوس أيضًا قد يُحرر مودريتش (إذا لعب أساسيًا) للعب في مناطق أعلى، وهو ما يفتح المجال أمام تدوير الكرة بشكل أسرع واستغلال المساحات خلف دفاع آرسنال، وهي مناطق يُجيد فينيسيوس ومبابي ورودريجو اقتحامها سريعًا.

ورقة رابحة

رغم صغر سنه وحداثة عهده بالفريق، فإن البرازيلي إندريك قد يتحول إلى الورقة الرابحة لأنشيلوتي في هذه المواجهة المصيرية.

اللاعب الشاب أثبت في أكثر من مناسبة أنه لا يخشى الضغوط، وظهر بجرأة وثقة لافتة في كل فرصة حصل عليها، وآخرها في كأس الملك حين سجل هدفين حاسمين في مباراتي نصف النهائي ضد ريال سوسيداد.

أنشيلوتي يدرك أن آرسنال سيلعب بطريقة حذرة وسيسعى لإضاعة الوقت وقتل نسق المباراة، وبالتالي فإن دخول إندريك في الشوط الثاني، قد يمنح الهجوم دفعة قوية من حيث السرعة والانقضاض على المرمى.

?i=afp%2f20250401%2f20250401-afp_38qe74d_afp

يتميز المهاجم البرازيلي بسرعة رد الفعل والتمركز الجيد داخل المنطقة، فضلًا عن لمسته التهديفية المميزة.

ومن الممكن أن يدخل كبديل لرودريجو أو فينيسيوس في حال الإرهاق، أو حتى يلعب كمهاجم ثانٍ إلى جانب مبابي إذا احتاج الفريق إلى كثافة هجومية في الدقائق الأخيرة.

في هذه الحالة، قد يعتمد أنشيلوتي على الكرات العرضية والانطلاقات الجانبية، وهو سيناريو يُناسب كثيرًا تحركات إندريك داخل منطقة الجزاء.

هذا فضلا عن وجود عناصر هجومية أخرى على دكة البدلاء، قد تستطيع قلب المباراة في أي لحظة على رأسها الثنائي إبراهيم دياز وأردا جولر.

لمسات بطل معركة بايرن

لا يمكن الحديث عن التحولات التكتيكية في ريال مدريد دون الإشارة إلى دور دافيدي أنشيلوتي، مساعد ونجل المدير الفني كارلو أنشيلوتي.

منذ انضمامه للجهاز الفني، ساهم دافيدي في تطوير الجانب التحليلي والتفاعلي داخل الفريق، واشتهر بملاحظاته الدقيقة حول سلوك الخصوم وتعديلاته بين الشوطين.

أحد أبرز الأمثلة كان في مواجهة بايرن ميونخ الموسم الماضي بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حين قرأ بدقة تراجع الألمان بدنيًا في الشوط الثاني، وأوصى بإدخال خوسيلو كثقل هجومي، وهو ما أثمر عن هدفين قاتلين من المهاجم الإسباني.

دافيدي كذلك طالب في عدة مباريات باستخدام فالفيردي كجناح وهمي يتحول إلى خط الوسط في الحالة الدفاعية، وهي فكرة ساعدت الفريق على التماسك كثيرًا بعد رحيل كاسيميرو.

وفي لقاء آرسنال، سيكون لدافيدي دور أساسي في تهيئة اللاعبين نفسيًا وتكتيكيًا، خاصة في كيفية استدراج الفريق الإنجليزي لفتح مناطقه، ثم مباغتته بتحولات سريعة.

هذا النوع من القراءة لا يُرصد في الكاميرات، لكنه يظهر في القرارات الدقيقة التي تغير مسار المباريات.