نزيف النقاط وعدم الاستقرار الفني يهددان مستقبل صور

تواجه الإدارة المنتخبة لنادي صور تحديات جسيمة في ظل ظروف متقلبة تعرض لها فريق كرة القدم الأول بالنادي في بطولتي الدوري وكأس سلطان عمان.

ويعتبر هذا الموسم استثنائيا بالنسبة لصور، ليس فقط بسبب الأداء المتردي للفريق، ولكن أيضا بسبب التغييرات الإدارية والفنية التي شهدها النادي منذ بداية الموسم، والتي أثرت بشكل كبير على مسيرته.

وفي مسابقة الدوري، يحتل الفريق المركز 12 بعد خوضه 18 مباراة، حقق خلالها 3 انتصارات و4 تعادلات وتلقى 11 هزيمة، آخرها أمس أمام منافسه الرستاق 0-1، مما جعله الأقرب إلى الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وفقا لجدول الترتيب العام.

ولضمان البقاء في الدوري وتجنب الهبوط، يحتاج الفريق إلى تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية في المباريات المتبقية من الدوري الثاني للمسابقة، مما يتطلب جمع أكبر عدد ممكن من النقاط لتوسيع الفارق مع الفرق المهددة بالهبوط، وهي مهمة صعبة، خاصة أن الفريق لم يحرز سوى 6 أهداف في مبارياته الـ 18 الماضية.

وفي مسابقة كأس سلطان عمان، خرج صور من الدور التمهيدي بعد خسارته أمام صحم بنتيجة (1-3) في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أحبط آمال جماهيره في أي منافسة على لقب المسابقة التي سبق أن حصدها 3 مرات.

“جدل حول شرعية”

وجاء عقد جمعية عمومية للنادي في 11 أبريل/نيسان الجاري، تزامنا مع حساسية موقف الفريق في الدوري، إذ جرى اختيار خالد بن سالم المديلوي رئيسا لمجلس الإدارة للفترة المتبقية من عمر المجلس الحالي.

وجاء هذا الانتخاب وسط حضور محدود من أعضاء الجمعية العمومية، ما أثار جدلاً حول شرعية العملية، وانتقادات من بعض محللي ومراقبي الشأن الرياضي العماني.

وفي السياق، قال الناقد العماني، سالم ربيع الغيلاني، في تصريحات تلفزيونية، إن وزارة الرياضة تتحمل مسؤولية ما وصفها بـ “الفوضى” الإدارية في صور، معتبرا أن الانتخابات كان يجب تأجيلها حتى صدور حكم المحكمة في قضايا إدارية متعلقة بالنادي.

كما طالب الناقد هلال المخيني بتأجيل التغييرات الإدارية في الأندية حتى نهاية الموسم الرياضي، مشيرا إلى أن إجراء الانتخابات وسط الأنشطة الرياضية الجارية يؤثر سلبا على استقرار صور.

ويعتبر صور من الأندية العريقة في سلطنة عمان، حيث تأسس عام 1969، وحقق النادي العديد من الإنجازات، أبرزها الفوز بلقب الدوري العماني الممتاز مرتين متتاليتين في موسمي 1994-1995 و1995-1996، ولذا فإن عدم استقراره الإداري يجد صدى جماهيريا كبيرا بين مشجعي كرة القدم في السلطنة.

ويرتبط هذا التأرجح الإداري بآخر فني، إذ شهد الفريق تغييرات في الجهاز الفني منذ بداية الموسم، ففي أغسطس/آب الماضي، تعاقد النادي مع المدرب الإسباني، خوان مانويل مارتينيز، لقيادة الجهاز الفني للموسم 2024-2025.

ولم تتحسن النتائج بالشكل المطلوب، على أثر إصرار مارتينيز على أسلوب لعب المدرسة الإسبانية الذي يعتمد على بناء اللعب من الخلف والاستحواذ على الكرة، وهو ما بدا أن إمكانيات الفريق غير قادرة على تنفيذه.

ودفع تردي النتائج بالمدرب الإسباني إلى الاستقالة وتكليف مساعده بقيادة الفريق مؤقتا، وهذه التغييرات المستمرة أثرت سلبا على استقرار الفريق، وسط ضعف الفريق على المستوى الدفاعي أيضا، إذ تلقت شباكه 21 هدفا، وبذلك يكون صور هو أضعف هجوم في الدوري وثالث أضعف دفاع بعد الرستاق وصحار.

وإزاء ذلك، تواجه إدارة صور تحدي تحقيق الاستقرار الفني والإداري بسرعة، إذ عليها أن تسابق الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في 3 جولات أصبحت متبقية فقط من عمر الدوري العماني، ولا سبيل أمام فريق صور إلا الفوز بها للتشبث باحتمال البقاء، إذ يفصله عن أقرب منافسيه في منطقة الهبوط (صحار) 5 نقاط كاملة.