مدرب المنتخب.. لا وقت للتجربة

يمر الأبيض الإماراتي بمفترق طريق نحو مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وذلك إبان قرار إنهاء عقد البرتغالي باولو بينتو، بعد فترة متقلبة الأداء والنتائج، أثارت معها الاستياء والسخط لدى الشارع الرياضي، الذي أجمع توافقاً وترحيباً على قرار الإقالة. ورغم المخاض العسير الذي يحتاجه للتأهل، إلا أن هناك من يرى أملاً في الخروج من هذه الزاوية الضيقة والانطلاق مجدداً، لا سيما أن العناصر الموجودة قادرة على إحداث ذلك التحول والتغيير في حال تم توظيفها واستغلالها بالشكل الصحيح والمثالي، فهي لحظة فارقة لها وعليها كثير من الاحتمالات، التي يراها المتابعون من منظور يتفاوت مقياسه بين معيار التفاؤل والتشاؤم استناداً إلى القراءات والفرضيات المتاحة. ولعل قرار تغيير المدرب قبل المواجهتين الحاسمتين، قد فتح باب التساؤل حول مدى التقاء الظروف والمعطيات إيجاباً في خدمة المنتخب وتمكينه من عبور هذا المنعطف المصيري.

اتحاد الكرة أمام قرار مفصلي نحو تكليف مدرب مؤقت لإدارة المباراتين، وما سيؤول إليه موقفنا بعدها، أو التعاقد مع مدرب طويل الأمد يبدأ عمله من هذه المرحلة ويستمر للمستقبل.

المؤشرات تؤكد تسارع الخطى في إنهاء مسألة التعاقد، والإعلان عن الاسم الجديد قريباً، لكن ثمة اعتبارات يجب أن تأخذ موضعها في متن القرار، خصوصاً في المتطلبات والمواصفات المتوافرة بالمدرب، مثل معرفته الكاملة بالمؤهلات والقدرات المتاحة عند مجموعة اللاعبين، مثلما يكون مُطلعاً على دهاليز الكرة الآسيوية وطبيعة منافساتها، مع قدرته في التعامل مع هذا التحدي الكبير، بينما الأهم هو إعادة الثقة في العناصر الحالية وتحفيزها فنياً، فلا وقت للتجريب والتقييم، كون ما تبقى بمثابة نهائي لا يقبل أنصاف الحلول، وبما يضع الجميع أمام اختبار لاجتياز هذه المرحلة الحرجة، من أجل الوصول إلى بر المونديال.

– استقالة الإدارة النصراوية قد تكون نتاجاً لمسلسل الانحدار السلبي على صعيد نتائج الفريق الأول، الذي يفتقد الاستقرار، ويتحرك في دائرة مغلقة دون حصادٍ مُثمر أو تموضعٍ ثابت في محيط البطولات، التي تنشدها جماهير العميد منذ سنوات.

المشكلة قد تكون شائكة بين فكر المتعاقبين وإدارة المنظومة في هذا الكيان، الذي لا تنقصه مقومات النجاح والإنجاز، بل قادر على البلوغ إلى ما هو أبعد منها. لكن ما حدث هل سيضع حداً لهذا المسلسل الطويل، وسيدفع المعنيين لإعادة هيكلة المنظومة وفق مسارها الصحيح، وصلاحياتها التي تصنع القرار بعيداً عن العاطفة وانفراد الرغبات.

نقلاً عن الإمارات اليوم