اتحاد الكرة وسندان الأندية

وضع الشيخ راشد بن حميد، الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم، النقاط على الحروف بعدما خرج في حوار كشف فيه العديد من التفاصيل التي تحد من تقدّم اللعبة لدينا، أبرزها أن الجميع يعمل في واد مختلف، ومن أجل مصلحته فقط، عندما قال إن الاتحاد والمنتخبات في واد، ورابطة المحترفين والأندية في واد آخر.

هذه النقطة أثّرت كثيراً في منتخباتنا الوطنية، لأن الأندية تهتم بمصالحها فقط دون الاكتراث بالمنتخبات، وهناك كثير من المصاعب التي عاناها اتحاد الكرة في هذا الجانب، على مستوى منتخبات المراحل السنية تحديداً.

وتمكنت منتخباتنا الوطنية من تجاوز هذه النقطة السلبية عندما حصلت على معسكرات طويلة، وهو ما حدث مع جيل مهدي علي، عندما كان مدرباً للمنتخب الأولمبي، لأن الأندية لا تُعِدّ اللاعبين من أجل المنتخب، وهو ما انكشف لاحقاً عندما توقفت منتخباتنا عن التجمعات الطويلة.

لا أعتقد أننا حللنا مشكلة كرة القدم الإماراتية عندما تم فتح الباب أمام التجنيس، لأن المعضلة لا تكمن في قلة المواهب أبداً، بل في سوء عمل أكاديميات الأندية، لأنها لا تعمل على إعداد اللاعبين بالشكل المطلوب، وسنشاهد ذلك في السنوات القليلة المقبلة، وسيكون هناك فارق شاسع بين ما يقدمه اللاعب للنادي والمنتخب، بسبب عدم زرع ثقافة تحقيق الإنجازات مع المنتخبات في أكاديميات الفرق، والتركيز على تحقيق الألقاب وصناعة الأمجاد المحلية فقط.

إذا لم يتمكن اتحاد كرة القدم من السيطرة على تكوين اللاعبين المميزين بالنسبة للناشئين والشباب، فلن يستجد أي شيء، المهم الآن أن نصل إلى آلية تمكننا من تحقيق مصالح منتخباتنا على المستوى الأول، ومن ثم الأندية، وسبق أن تحدثنا عن أهمية إنشاء أكاديمية خاصة بالاتحاد لتكوين اللاعبين في الخارج.

ففي السابق، كانت مشكلة اللاعب المحلي أنه لا يستطيع الاحتراف في الخارج لأسباب عديدة، لكن الآن لدينا كثير من المحترفين الذين يمتلكون القدرات للعب في كبريات المسابقات الأوروبية، ونأمل أن تكون هذه الخطوة المقبلة حتى تستفيد منهم منتخباتنا بأفضل شكل ممكن.

وإذا اعتمدنا على اللاعبين الموجودين في مسابقاتنا المحلية فقط، فلابد من تعاون الأندية مع اتحاد الكرة، وهذا أمر صعب بناء على التجارب السابقة، لكن الاحتراف الخارجي ربما يقصر المسافة، لكنه ليس سهلاً أيضاً، لأن الأندية جنّست اللاعبين من أجل تحقيق أهدافها.

نقلا عن صحيفة الإمارات اليوم