الأهلي وصن داونز.. من يدق ناقوس الخطر قبل مونديال الأندية؟

ظلت مواجهة الأهلي المصري، وصن داونز الجنوب أفريقي، على مدار المواسم الأخيرة، بمثابة قمة حقيقية بين شمال القارة وجنوبها رغم الفوارق التاريخية بين الناديين على مستوى بطولات أفريقيا.

ويلتقي الأهلي، عصر السبت، صن داونز في جنوب أفريقيا، بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وأبهر صن داونز، عشاق الساحرة المستديرة في القارة السمراء خلال المواسم الأخيرة بأدائه المبهر الذي يتشابه إلى حد بعيد مع معطيات فرق أوروبا من حيث التنظيم والأداء التكتيكي الجماعي.

كما أن الأهلي خطف الأنظار بنتائجه التي تصل إلى حد تشبيهه بـ”ريال مدريد” أفريقيا في ظل سيطرته المطلقة على دوري الأبطال بحصد 12 نسخة والوصول إلى النهائي 7 مرات خلال آخر 8 نسخ حيث لم يغب عن المباراة النهائية سوى خلال نسخة 2019 فقط.

المواجهة لن تكون مجرد صدام عادي بين الفريقين، فهي “موقعة على حافة الهاوية” وخسارتها ستكون بمثابة نذير يدق ناقوس الخطر قبل كأس العالم للأندية التي يشارك فيها الفريقان.

كولر.. والخطوة الحاسمة

يبدو عرش السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي، مهتزًا لأقصى درجة قبل موقعة صن داونز لدرجة أن الأحاديث الدائرة في الإعلام المصري قبل ساعات من المباراة تدور حول المرشحين لخلافته وطرح أسماء بعينها مثل الألماني ماركو روزه، والبرتغالي جوزيه جوميز.

ويدرك المدرب السويسري، 64 عامًا، أن دوري الأبطال هذا الموسم ليس مجرد بطولة بالنسبة له بل خطوة حاسمة في تحديد مصيره مع الفريق الأحمر.

دخل كولر موسمه الثالث مع الأهلي وسط شكوك واسعة بعد خسارة لقب السوبر الأفريقي، والتي ألقت بظلالها وأدت إلى تغييرات في ملف كرة القدم بتعيين مدير رياضي هو محمد رمضان، كما أن التتويج بسوبر مصر لم يغير الواقع كثيرًا بخلاف أن الفريق لا يقدم أفضل مستوياته ولا يتصدر ترتيب الدوري المصري.

وبدأ الحديث عن خلافات داخل غرف ملابس الأهلي بين لاعبين بعينهم وكولر وعلى رأسهم محمد مجدي “أفشة”، وحسين الشحات وبالتالي فإن مواجهة صن داونز تأتي في توقيت حاسم بالنسبة للمدرب السويسري مع الأهلي فإما العبور للنهائي أو مواجهة تساؤلات عديدة حول مستقبله ووقتها سيكون الرحيل هو القرار الأقرب.

ذكريات غير جيدة

ويصطدم كولر خلال مواجهة صن داونز بذكريات غير جيدة بالمرة فالمدرب السويسري واجه صن داونز 4 مرات لم يعرف خلالها طعم الفوز بخلاف أنه ودع الدوري الأفريقي على يد الفريق الجنوب أفريقي، كما تلقى الهزيمة الأثقل في مسيرته مع الأهلي على يد صن داونز بالخسارة (2-5).

وتدور الشكوك حول أداء الأهلي قبل لقاء صن داونز في ظل مستواه الباهت خلال مباراتي الهلال السوداني في ربع النهائي رغم التأهل كما أن الفريق لم يستطع الفوز على بيراميدز في الدوري رغم مواجهة فريق منقوص عددياً وبدون أبرز نجومه..

صن داونز.. ومعادلة كاردوزو

ويبقى الشق الآخر في المعادلة مرتبطًا بصن داونز والذي لا يبدو بنفس الوجه الذي أظهره في السنوات الماضية على مستوى الأداء الجماعي والمهاري.

صن داونز لجأ إلى المدرب ميجيل كاردوزو الذي قاد الترجي التونسي إلى نهائي دوري الأبطال في النسخة الماضية وهو مدرب يختلف تمامًا عن أسلوب لعب الفريق الجنوب أفريقي فهو بارع في غلق المساحات واللعب المنظم دفاعيًا والوصول لمرمى المنافسين بأقل عدد من الأفكار الهجومية.

21 مباراة خاضها صن داونز تحت قيادة كاردوزو صاحب الـ 52 عامًا، وحقق الفريق 16 انتصارًا وهي نسبة جيدة ولكنه تعادل مرتين وتلقى 3 هزائم وخسر بطولة الكأس على يد كايزر تشيفز قبل مواجهة الأهلي ولكنه يتصدر ترتيب الدوري بفارق نقطة عن أورلاندو بيراتس الذي يتبقى له 3 مؤجلات.

كاردوزو ليس المدرب المبهر في الشكل الهجومي، لكنه يبحث عن الفوز فقط لا غير وسجل الفريق تحت قيادته 43 هدفًا خلال 21 مباراة بمعدل هدفين في كل مباراة ولكن الواقع أن نتيجة 1-0 هي الأكثر تكراراً مع المدرب البرتغالي في صن داونز خلال 5 مباريات.

ويفرض كاردوزو صرامة دفاعية باستقبال 14 هدفاً بمعدل أقل من هدف في كل مباراة بخلاف أنه خرج بشباك نظيفة أمام الترجي التونسي في ربع النهائي.

ورغم هذه الحالة الجيدة للمدرب البرتغالي إلا أن الخسارة أمام الأهلي والخروج قد يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبله خاصة أن الأداء الجمالي غائب عن الفريق وهو ما يخالف هوية صن داونز بخلاف أن خسارة بطولتين في غضون أيام قليلة سيكون ضربة قوية تهدد مستقبل المدرب البرتغالي.