أمين دابو.. رحلة ثعلب أهلي جدة من تنس الطاولة إلى كرة القدم

أمين دابو.. رحلة ثعلب أهلي جدة من تنس الطاولة إلى كرة القدم

في الثالث من ديسمبر/كانون الأول عام 1951 شهد حي شبرا بالقاهرة، بالعاصمة المصرية، مولد أمين محمد الأمين، والذي تحول بعد سنوات لأحد أساطير الكرتين المصرية والسعودية.

وكان أمين النجم السابق لأهلي جدة والذي وافته المنية قبل سنوات قليلة، معشوقا لجماهير الراقي لما تميز به من أداء رائع وموهبة فطرية جعلته يعشق كرة القدم وتعشقه لتخرج أفضل الإبداعات عندما تلامس قدمه الساحرة المستديرة.

وارتبط عشق أمين بكرة القدم مُبكرا عندما كان يشجع الأخ غير الشقيق سيد علام الذي لعب ضمن فرق الأحياء في منطقة القاهرة، لكن حياة النجم الراحل في بدايتها كانت شاهدة عل العديد من التحولات.

فمثلما تحول دابو من ممارسة كرة الطاولة إلى الساحرة المستديرة، فقد تحولت مسيرته الدراسية أيضا من مدرسة الليسيه الفرنسية إلى أحد المعاهد الأزهرية بناء على رغبة والده، الذي كان رجل دين، علاوة على سعيه لإبعاد نجله عن هوس كرة القدم أيضا.

لكن أمين صاحب الـ 15 عاما وقت انتقاله للمعهد الأزهري وجد الأمر فرصة مثالية لأن يلعب كرة القدم، فقد مثّل فريق المعهد، بجانب ممارسته لتنس الطاولة، والتي حصد فيها بطولتين من قبل بذلك الوقت.

ولعل ما عزز ارتباط أمين في بدايات حياته بتنس الطاولة، هو صديقه الصومالي سعيد واريه والذي كان يشاركه النجاح في تنس الطاولة، والتي من خلالها وجد اسمه يُنشر بالصُحف لأول مرة عندما فاز بالبطولة.

صدمة وبكاء

تحول أمين لكرة القدم، التي يعشقها، لاسيما وأن فترة الستينات كانت حافلة بأحداث كروية عربية وعالمية، فلا يوجد أبرز من الأسطورة البرازيلية بيليه في ذلك الوقت، الذي كان بمثابة مصدر إلهام لكثيرين.

لكن دابو اصطدم في بداياته برفض أحد المدربين له كونه صغير الحجم ولضآلة جسمه اعتبر أنه لن يكون لاعبا جيدا، ما صدم أمين وجعله ينخرط في البكاء.

وأمام دموع أمين استعطف زملائه المدرب لمنحه فرصة في الشوط الثاني لإحدى المباريات التجريبية، ولم يندم مدربه على هذا القرار، فقد منحه اللاعب الشاب هدف الفوز قبل نهاية المباراة بدقائق.

منذ ذلك الحين مثل أمين فريق “المدينة” ببورسعيد في كل المباريات التالية، لكن القدر لم يمنحه فرصة لالتقاط الأنفاس، ففي 1969 توفي والده، ما أثر عليه بشكل كبير لارتباطه به.

وتوقف أمين عن اللعب لفترة ثم عاد لممارسة الكرة من بوابة النادي الإسماعيلي، حيث جاء انضمامه للدراويش بعد قصة مثيرة كان بطلها النجم الراحل سيد عبد الرزاق “بازوكا” الذي أعجب بمهاراته خلال مباراة بالكأس.

وعرض بازوكا على دابو الانضمام للإسماعيلي، فلم يصدق الأخير نفسه، لينضم بالفعل للدراويش في عمر 19 عاما تحت قيادة المدرب طومسون، علما بأن الفريق حقق أول الألقاب المصرية ببطولة أفريقيا للأندية الأبطال (دوري أبطال أفريقيا لاحقا)، عام 1969، على حساب الإنجلبير بطل زائير (مازيمبي الكونغولي حاليا).

وزادت شهرة أمين بأن ساهم في تحقيق انتصار ثمين للإسماعيلي على الأهلي بهدف، حيث سجل هو ذلك الهدف الوحيد، وأصبح مادة ثرية للصحافة وقتها، قبل أن يتلقى عروضا احترافية لكن مدربه رفضها.

صدمة جديدة

بسبب حبه لكرة القدم انشغل أمين عن دراسته، ليترتب على ذلك رسوبه عامين، لتقرر السفارة السنغالية حرمانه من المنحة الشهرية التي كان يحصل عليها، ومن ثم لم يجد المقابل الذي يعول به أسرته، ليلجأ إلى الإسماعيلي أملاً في إلحاقه بمعد التربية الرياضية ليحصل على مقابل، لكن أمام الوعود الزائفة فوجئ دابو بأن وضعه لم يتغير.

ورغم سعي جماهير الإسماعيلي لحل أزمة اللاعب الشاب وجمع مبلغي 2000 جنيها، لمنحها إياه، إلا أنه قرر الرحيل وانتقل إلى السعودية بعدما تواصل معه بعض المسؤولين مثل الأمير خالد العبدالله واختار أن يمثل أهلي جدة.

وطالب الإسماعيلي وقتها بأحقيته في اللاعب، ليحصل في النهاية على مقابل مادي قدره 100 ألف دولار ليكن أغلى لاعب بالشرق الأوسط في ذلك الوقت.

أطلقت جماهير الأهلي لقب “الثعلب” على دابو بعدما كان قد سجل هدف الفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين على الاتفاق بطريقة ماكرة.

?i=corr%2f244%2fkoo_244685

وقبل ذلك الوقت بسنوات، اشتهر ثعلبا آخر وهو حمادة إمام نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، والذي نال نفس اللقب نتيجة لمراوغاته الماكرة، وأهدافه الذكية.

وحصل أمين على الجنسية السعودية ليضمن بذلك المشاركة مع الأخضر، كما نال دابو إشادة نجم عالمي وهو الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا والذي قال إن هذا اللاعب مكانه الدوري الإيطالي.

خيانة أخيرة

رغم الارتباط الكبير بينه وبين جماهير أهلي جدة، لكن ذلك لم يمنعه من تدريب الغريم المحلي الاتحاد، بعد سنوات من اعتزاله، لكن ركز بعد ذلك على اكتشاف المواهب والنشء في الكرة السعودية.

أما عن ألقابه مع الأهلي فقد حصد درع الدوري الممتاز مرتين و3 ألقاب في كأس خادم الحرمين الشريفين وبطولة كأس التعاون الخليجي، كأبرز المحطات في مسيرته.