ليلة ساخنة فى 4 مدن أوروبية

ليلة ساخنة فى 4 مدن أوروبية

من لندن سافر فريق أرسنال إلى مدريد لملاقاة الريال فى مباراة الإياب لدور الثمانية لدورى أبطال أوروبا.. ومن ميونخ سافر فريق البايرن إلى ميلانو لمواجهة إنتر ميلان فى نفس الدور لأبطال أوروبا.. وانضم ملايين من عشاق كرة القدم مساء الأربعاء الماضى إلى أهل الأربعة مدن لمتابعة المباراتين المثيرتين بين أربعة من أكبر أندية أوروبا.. ويمكن التوقف قليلًا قبل الحديث عن نتيجة هاتين المباراتين لمعرفة لماذا كانت ليلة ساخنة فى تلك المدن.

فأرسنال هو النادى الوحيد الذى لا يشير اسمه إلى مدينة لندن.. بعكس الحال فى ريال مدريد وبايرن ميونيخ وإنتر ميلان.. وبقدر الحساسية التاريخية السياسية والكروية والاجتماعية بين الألمان والإيطاليين.. لم تكن هناك حساسية مماثلة بين الإنجليز والإسبان.

لكن خسارة الريال بثلاثة أهداف فى مباراة الذهاب فى لندن أضفت المزيد من الإثارة والترقب إلى لقاء الريال على ملعبه أمام أرسنال.. وباستثناء أهل لندن ولاعبى ومسؤولى أرسنال.. توقع الجميع نجاح الريال فى تعويض الثلاثة أهداف والفوز والتأهل لقبل نهائى البطولة.. فالريال هو الأقوى الذى فاز بهذه البطولة ١٥ مرة كرقم لا يقترب منه أى ناد آخر فى أوروبا.. والريال فى البيرنابو تصعب هزيمته وهناك وقائع تاريخية سابقة كان فوز الريال فيها أقرب للمستحيل وفى كل منها كان الريال قادرا على تحقيق هذا المستحيل.. ولا يملك أرسنال فى هذه البطولة تاريخًا يمنحه القدر الضرورى من الثقة والتفاؤل حتى رغم أهدافه اللندنية الثلاثة.. فلم يفز أرسنال بهذه البطولة من قبل وتأهل للنهائى مرة وحيدة فى ٢٠٠٦.

وبمنتهى الحذر والترقب وثقة غير معلنة بوضوح.. استقبلت مدريد فريق أرسنال وهى تعرف أن ناديها لا يخذلها فى مثل هذه المواجهات.. وفى مقابل ثقة مدريد كانت ميلانو خائفة من مواجهة العملاق الألمانى الفائز بهذه البطولة ٦ مرات من قبل بينما لم يفز إنتر ميلان سوى ٣ مرات من قبل آخرها كانت ٢٠١٠.. وتخيلت ميلانو أن فوز ناديها فى مباراة الذهاب قد لا يكون كافيًا لتخطى البايرين رغم مباراة فى ملعب السان سيرو التاريخى فى ميلانو.. وبالفعل لم يفز الإنتر فى ميلانو لكن التعادل كان يكفيه لإخراج العملاق البافارى والتأهل لقبل النهائى.

واحتفلت لندن وسط دموع مدريد بفوز جديد لأرسنال على الريال فى مدينته وعلى ملعبه وأمام جماهيره.. ولا يمكن وصف هذه النتائج بالمفاجآت الكبرى.. فالأربعة أندية لكل منها قيمته ومكانته.. لكنها رغم ذلك كانت ليلة كروية أوروبية استثنائية.. ليلة شهدت هزيمة اثنين من أكبر أندية القارة والعالم.. وعودة ناديين عريقين لمنصة الأضواء الأوروبية من جديد.

نقلًا عن المصري اليوم