لقطة الموسم

من أجمل العبارات الخالدة في عالم الرياضة مقولة مدرب ليفربول الأسبق «بيل شانكلي» حين قال: «يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة حياة أو موت، وهم مخطئون لأنها أكبر من ذلك بكثير»، فعشاق هذه اللعبة الجميلة يعيشون معها أجمل وأقسى اللحظات، وفي حالات خاصة ينتقلون من الحزن إلى الفرح في غمضة عين مثلما حدث مساء الخميس في «لقطة الموسم».
في واحدة من أمتع مباريات الموسم كان لقاء إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي بين مانشستر يونايتد وليون، وكان الذهاب قد انتهى بالتعادل بهدفين لكل منهما، وبدأ الإياب تقدم اليونايتد بهدفين وكاد يسجل مثلهما إلا أن ضياع الفرص أحيا آمال الفرنسيين فسجلوا هدفين لينتهي الوقت الأصلي بذات نتيجة الذهاب مع طرد كابتن الفريق، وبدأت الأشواط الإضافية وتوقع الجميع تفوق اليونايتد لنقص ليون، إلا أن كرة القدم المجنونة كان لها رأي آخر فتقدم الضيوف بهدفين وجاءت الكاميرا على طفل مانشستراوي يبكي حال فريقه فكانت بداية «لقطة المباراة».
في الدقيقة 114 سجل برونو من ركلة الجزاء هدف تقليص الفارق، ثم أتبعه ماينو بالتعادل في الدقيقة 120، وكنا ننتظر الذهاب إلى ركلات الترجيح إلا أن ماجواير كان له رأي آخر فسجل هدف الفوز والتأهل لنصف النهائي في الدقيقة 121، ولأن المخرج محترف وعبقري فقد عاد لذات الطفل الصغير الذي كان يبكي لينقل لنا فرحته الجميلة التي أبكت الملايين، التقاطة مخرج لخصت الكثير من تفاصيل اللعبة الجميلة التي تكسونا بالحزن تارة وبعدها بلحظات تمنحنا الفرح وتنسينا الأحزان، ولذلك كان ذلك الطفل نجم الليلة وبطل «لقطة الموسم».
تغريدة tweet:
قال أبو الفتح البستي: «دع المقادير تجري في أعنتها.. ولا تبيتن إلا خالي البال، ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يبدل الله من حال إلى حال»، كما قال أبو البقاء الرندي في ذات السياق: لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان، هي الأمور كما شاهدتها دول.. من سره زمن ساءته أزمان»، صورتان شعريتان تلخصان الكثير من أحوال كرة القدم فليت جماهير الكرة تتمثل تلك الصور وتتذكر ذلك الطفل، وعلى منصات الحكمة نلتقي،
نقلًا عن الرياضية السعودية