حلم لقب أمم آسيا للناشئين يراود السعودية

حلم لقب أمم آسيا للناشئين يراود السعودية

تختتم بطولة كأس آسيا تحت 17 سنة بنهائي مرتقب يجمع السعودية وأوزبكستان، في ملعب مدينة الملك فهد بن عبد العزيز الرياضية بمدينة الطائف، غدا الأحد.

وبدعم جماهيري كبير وإرادة لا تلين، بلغ منتخب السعودية نهائي كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاما، بعد مسيرة حافلة بالإصرار وثبات الأعصاب.

وقد حسم الفريق مواجهتي الدورين ربع النهائي وقبل النهائي عبر ركلات الترجيح، ما يعكس شخصية الفريق القوية.

في البداية كان المشوار قوي لأصحاب الأرض، حيث أتقن “الأخضر الصغير” استغلال الفرص الدفاعية والصلابة التكتيكية لتخطي منتخب الصين الطامح.

رغم التأخر بهدف مبكر عبر سيوكورن فونسان، عاد المنتخب السعودي بقوة، حيث عادل صبري دهل النتيجة، وأضاف عبد الرحمن السفياني ومختار علي برناوي هدفين في الشوط الثاني حسما الانتصار.

بعد ضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي، تلقى المنتخب خسارة واضحة أمام تشكيلة بديلة من أوزبكستان، في مواجهة لم تؤثر على مسار “الأخضر” نحو الأدوار الإقصائية.

تألق العتيبي

في مواجهة مثيرة أمام أحد عمالقة القارة، تقدم المنتخب السعودي 2 – 1 قبل أن تدرك اليابان التعادل وليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح.

وتألق الحارس عبد الرحمن العتيبي، حيث تصدى لتسديدة شوتا فوجي، فيما ارتدت كرة ريوتا هاريو من القائم، ليعبر الفريق إلى قبل النهائي.

وتأخر المنتخب السعودي بهدف أوه ها-رام، وعادل البديل أبو بكر سعيد النتيجة بهدف في الوقت بدل الضائع، ويفرض ركلات الترجيح للمرة الثانية على التوالي.

وكما في المباراة السابقة، واصل العتيبي التألق بتصديه لركلتين حاسمتين، ليؤمن مقعد “الأخضر” في النهائي.

وبات منتخب السعودية على بعد خطوة من حصد لقبه الثالث في البطولة، مستفيداً من الدعم الجماهيري والروح القتالية التي ميزت لاعبيه منذ البداية.

النهج الواقعي.. ومرونة تكتيكية

ويعد النهج الواقعي الذي يتبعه ماريو دا سيلفا أحد العوامل الحاسمة في مشوار منتخب السعودية خلال منافسات كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاماً، حيث لا يزال “الأخضر” يسعى للتتويج بلقبه الثالث والأول منذ عام 1988.

ونجح المدرب البرازيلي في قيادة فريقه لتجاوز خصمين بارزين في البطولة، بعدما أطاح باليابان في ربع النهائي، ثم كوريا الجنوبية في قبل النهائي، مظهراً قدرة تكتيكية عالية على التكيّف مع ظروف المباريات المختلفة.

وينحدر دا سيلفا من مدينة ريو دي جانيرو، ويبلغ من العمر 47 عاماً، وقد بدأ مسيرته في عالم تدريب كرة الصالات قبل أن ينتقل إلى كرة القدم عام 2015، حين بدأ مع أحد أبرز الأندية البرازيلية.

كانت بدايته مع نادي فاسكو دا جاما، حيث تولّى تدريب فريق تحت 15 عاماً لمدة عام، وانتقل إلى محطة أكثر شهرة مع نادي فلامنجو.

وفي فلامنجو، تولى دا سيلفا الإشراف على مختلف الفئات العمرية في قطاع الناشئين، بدءاً من فريق تحت 13 عاماً وصولاً إلى تحت 20 عاماً، وذلك خلال فترة امتدت لتسع سنوات. وخلال تلك المرحلة، تم تكليفه أيضاً بمهمة المدرب المؤقت للفريق الأول في مناسبتين.

وإذا كان هناك ما يميّز دا سيلفا في هذه البطولة، فهو قدرته على التكيّف مع متطلبات المباريات دون التقيّد بأسلوب واحد ثابت، حيث أظهر مرونة تكتيكية واضحة طوال مشوار البطولة.

​​​​​​​

الإيقاع السريع والضغط العالي

من جانبه، شق منتخب أوزبكستان (الذئاب البيضاء) طريقه في كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاماً 2025 في السعودية بثقة وانضباط واضحين، ليؤكد منذ المباراة الأولى أنّه أحد أبرز المرشحين للقب، وها هو يقف الآن على بُعد خطوة واحدة من معانقة المجد القاري مجدداً.

واستعرض الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم مسيرة منتخب “الذئاب البيضاء” حتى الوصول إلى النهائي، حيث فرض إيقاعه السريع وضغطه العالي أمام تايلاند، وافتتح المهاجم أصيلبيك علييف سجله التهديفي، فيما تألق سيف الدين سوديكوف بصناعة هدفين.

في مواجهة متقاربة المستوى، أظهر المنتخب الأوزبكي تماسكاً كبيراً، حيث عادل صدر الدين حسنوف النتيجة في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، قبل أن يحسم علييف الانتصار بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة.

رغم ضمان التأهل، لم يتراخَ المنتخب الأوزبكي، حيث أجرى المدرب إسلامبيك إسماعيلوف تغييرات في التشكيلة وحقق فوزاً كبيراً على أصحاب الأرض، مؤكداً صدارته للمجموعة. وأظهرت المباراة عمق التشكيلة وانضباطها التكتيكي.

أمام خصم عنيد من غرب آسيا، قدّم لاعبو أوزبكستان أداءً قوياً وفرضوا سيطرتهم على اللقاء ليحسموا بطاقة العبور إلى قبل النهائي بجدارة.

واستغل منتخب أوزبكستان النقص العددي في صفوف خصمه الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول، وفرض هيمنته على المباراة من خلال قوة هجومية لافتة وصلابة دفاعية مميزة.

وبهذا الأداء المتكامل، باتت أوزبكستان على بُعد خطوة واحدة من التتويج بلقبها الثاني في البطولة بعد إنجاز 2012، عندما تخوض النهائي المرتقب في الطائف.

الوظيفة الحلم.. والسيطرة المستمرة

وعلى الصعيد الفني، يعيش إسلامبيك إسماعيلوف ما يشبه “الوظيفة الحلم”، إذ يقود منتخب أوزبكستان الموهوب بسلاسة نحو المجد، ويطمح لإضافة لقب جديد في كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاماً 2025 في السعودية إلى الإنجاز التاريخي الذي تحقق عام 2012.

وقدّم المنتخب الأوزبكي عروضاً رائعة في البطولة، حيث حقق الفوز في جميع مبارياته خلال الوقت الأصلي، مسجّلاً 15 هدفاً، فيما تقع على عاتق إسماعيلوف مهمة صعبة تتمثّل في ضمان حصول جميع اللاعبين على فرص المشاركة.

ويعد إسماعيلوف، البالغ من العمر 32 عاماً، أصغر مدرب في البطولة، وقد بدأ مسيرته التدريبية في سن مبكرة، حيث تولّى في عام 2020 تدريب نادي تورون في الدوري الأوزبكي الممتاز وهو في السابعة والعشرين من عمره، وأشرف حينها على 22 مباراة بين عامي 2020 و2021.

ولفتت قدراته الأنظار سريعاً، وعندما جاء عرض الاتحاد الوطني، لم يتردد، فبدأ مشواره مع منتخب تحت 14 عاماً، حيث رافق هذه المجموعة من اللاعبين في مسيرتهم من تحت 14 إلى تحت 15 عاماً، ما أتاح له الوقت الكافي لصقل التشكيلة التي يطمح إليها، وهو ما بدأت ثماره تظهر بشكل واضح.

ويواصل إسماعيلوف ترسيخ تقليد التفوق الأوزبكي في بطولات الفئات العمرية على المستوى القاري، حيث لم يعرف فريقه طعم الهزيمة في طريقه إلى نهائي كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاماً 2025 في السعودية.

ويفضل المدرب الشاب أن يقدم فريقه كرة هجومية قائمة على السيطرة المستمرة والسعي الدائم نحو تسجيل الأهداف، وقد تحوّلت أوزبكستان إلى أحد أكثر المنتخبات جذباً للأنظار في البطولة.