يامال.. تعويذة برشلونة السحرية أمام ريال مدريد

“26 أبريل/نيسان الجاري” لن يكون مجرد موعد آخر في أجندة عشاق كرة القدم، بل سيكون ليلة كلاسيكية حاسمة، عندما يواجه برشلونة، غريمه ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا، على ملعب لا كارتوخا بمدينة إشبيلية.
وفي ظل كل الضغوط والتحديات، يبدو أن المدرب الألماني هانز فليك، يملك ورقة رابحة قد تحسم الصراع، إنه لامين يامال، المعجزة الصغيرة التي صارت كابوسًا لعمالقة الليجا وأوروبا.
ورغم أنه لم يتجاوز 17 من عمره، أصبح يامال، ركيزة أساسية في تشكيل برشلونة، سواء في الليجا أو على الصعيد الأوروبي، فالموهبة الفطرية والجرأة اللافتة والقدرة على المراوغة وصناعة الفارق، جعلت منه لاعبًا لا غنى عنه.
موهبة استثنائية
تشير الأرقام إلى أن يامال شارك في 46 مباراة هذا الموسم بجميع المسابقات، سجل خلالهم 14 هدفا وصنع 22 آخرين، وفقا لموقع “ترانسفير ماركت“.
مسيرة يامال مع برشلونة هذا الموسم كانت بمثابة قصة ملهمة، حيث ساهم بشكل مباشر في انتصارات الفريق الكبرى، بما في ذلك فوزين ساحقين على ريال مدريد (4-0) في الليجا و(5-2) في كأس السوبر الإسباني، وهذه النتائج عززت من ثقة يامال وجعلته محور الحديث قبل النهائي المنتظر.
وفي نصف نهائي كأس الملك، أظهر يامال شجاعة استثنائية أمام أتلتيكو مدريد، رغم إصابة دامية أثارت قلق الجماهير، حيث قاد الفريق إلى التأهل بنتيجة 5-4 في مجموع المباراتين، مقدمًا أداءً يمزج بين الإبداع الهجومي والروح القتالية.
EPA
مفتاح النصر
يُنظر إلى يامال كمفتاح برشلونة لتحقيق الفوز في هذا النهائي، فقدرته على المراوغة واختراق الدفاعات، وصناعة الفرص جعلته لاعبًا لا يمكن التنبؤ بتحركاته.
وفي مباريات الكلاسيكو السابقة هذا الموسم، كان يامال عنصرًا مزعجًا لدفاع ريال مدريد، حيث ساهم في تسجيل وصناعة الأهداف بثقة نادرة للاعب في سنه، فهذه الثقة، إلى جانب دعم زملائه وخطة فليك التكتيكية، تجعل برشلونة مرشحًا قويًا للفوز باللقب.
ومع ذلك، يواجه يامال، تحديًا كبيرًا في هذا النهائي، فريال مدريد، رغم خسائره، يظل فريقًا يمتلك خبرة واسعة في المباريات الحاسمة، وقد يكون لديه خطة لتحييد تأثير النجم الشاب.
وقد يكون الضغط النفسي للعب في نهائي بهذا الحجم، عاملاً إضافيًا، لكن يامال أظهر نضجًا استثنائيًا في التعامل مع مثل هذه المواقف، مما يجعل الجماهير الكتالونية متفائلة.
ويعلم فليك أن ريال مدريد سيحاول تعطيل مفاتيح اللعب المعروفة مثل بيدري ورافينيا، لذا يعوّل على تحركات يامال السريعة وغير المتوقعة على الطرف الأيمن، والتي أربكت دفاعات الميرنجي في أكثر من مواجهة سابقة.
Reuters
لعنة ما بعد ميسي
وقبل هذا الكلاسيكو، هناك عقدة تلازم برشلونة في كأس ملك إسبانيا، حيث أن الفريق لم يتوج باللقب منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في عام 2021.
ويأمل فليك في أنه مثلما كسر عقدة دوري الأبطال بالوصول بالفريق الكتالوني لأول مرة للدور قبل النهائي بدون ميسي، أن يتجاوز أيضا هذا الحاجز النفسي وينتزع كأس الملك في طريقه لتحقيق الثلاثية المحلية، لرفع المعنويات سعيا لتحقيق الهدف الأكبر وهو دوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن البارسا منذ 10 أعوام.
وتعد موقعة السبت المقبل، فرصة للبارسا لإثبات أن مشروعه الجديد يمكنه حصد البطولات، وفرصة ليامال ليحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي وهو لا يزال في عمر المراهقة.