تقرير كووورة: هل يُكرر مبابي سيناريو رونالدو الكلاسيكو؟

لطالما انتظر عشاق ريال مدريد اللحظة التي يشاهدون فيها كيليان مبابي، في أجواء “الكلاسيكو” المتوهجة أمام برشلونة، لكن ما لم يتوقعه كثيرون هو أن تكون بدايته في هذه المواجهات الكبرى أقرب إلى بدايات مثله الأعلى، كريستيانو رونالدو، والتي لم تكن وردية كما خُيِّل للجميع.
بداية مخيبة
في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024، خاض مبابي أول كلاسيكو له بقميص ريال مدريد، على ملعب “سانتياجو برنابيو”، ضمن منافسات الليجا.
وبينما كانت التوقعات تشير إلى ظهور مبهر من نجم باريس السابق، جاءت النتيجة صادمة: خسارة قاسية (4-0) أمام الغريم التقليدي.
ورغم محاولاته المتكررة، وقع مبابي في مصيدة التسلل 8 مرات، وهو رقم قياسي سلبي لم يُسجل من قبل في الدوري الإسباني، وأُلغيت له أهداف بداعي التسلل، مما أثار انتقادات إعلامية واسعة وأعاد للأذهان بدايات رونالدو المعقدة أمام برشلونة.
في ثاني ظهور لمبابي بالكلاسيكو، خلال نهائي كأس السوبر الإسباني يوم 12 يناير/كانون الثاني 2025، نجح في تسجيل هدفه الأول في شباك برشلونة، لكن ريال مدريد خسر اللقاء بنتيجة (5-2). ورغم النتيجة، اعتبر كثيرون أن الهدف قد يكون شرارة البداية لما هو قادم.
وبين ضغوط جماهيرية، وإرث ثقيل يحمله رقم “7”، يبدو أن مبابي يسير على خطى رونالدو خطوة بخطوة.
ورغم البدايات المتعثرة، لكن الكلاسيكو المقبل في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل/نيسان قد يكون مسرحًا لتغيير السردية… تمامًا كما فعل رونالدو من قبل.
Reuters
من الصبر إلى الانفجار
كريستيانو رونالدو، الذي يُعد قدوة مبابي ومصدر إلهامه، عاش بداية مشابهة.
ففي أول 5 مباريات كلاسيكو له بعد انضمامه إلى ريال مدريد في 2009، لم يُحقق أي فوز، وسجل هدفًا يتيمًا، بينما تكبد خسائر ثقيلة أبرزها (5-0) في كامب نو.
حين وطأت أقدام كريستيانو رونالدو ملعب “كامب نو” لأول مرة بقميص ريال مدريد في كلاسيكو الأرض يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، كانت الجماهير تترقب تأثير النجم البرتغالي في واحدة من أكثر المواجهات إثارة على وجه الكرة الأرضية.
وعلى الرغم من حضوره البدني والذهني في تلك المباراة، إلا أن ريال مدريد خسر اللقاء بهدف نظيف، وأهدر رونالدو فرصة محققة أمام الحارس فالديز، ليغادر الملعب في الدقيقة 66 بعد أداء لم يرق لطموحات المدريديستا.
وفي لقاء العودة على ملعب “سانتياجو برنابيو” بتاريخ 10 أبريل/نيسان 2010، تكرر السيناريو بخسارة جديدة بهدفين دون رد، ومرت المباراة دون أن ينجح كريستيانو في زيارة شباك الفريق الكتالوني.
أما الكلاسيكو الثالث، فكان الأسوأ على الإطلاق في بداية رونالدو، حيث سقط ريال مدريد بخماسية مدوية على أرض “كامب نو” يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 في ليلة سوداء لفريق جوزيه مورينيو، ولم يتمكن “الدون” خلالها من صناعة أي تأثير يذكر.
لكن الأمور بدأت في التحول في ربيع عام 2011.
ففي 16 أبريل/نيسان وعلى ملعب “البرنابيو”، كسر كريستيانو عقدة الصمت التهديفي في الكلاسيكو، عندما سجل هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 82، لينقذ فريقه من هزيمة رابعة على التوالي أمام برشلونة.
وبعد أربعة أيام فقط، كتب رونالدو أول سطور مجده الحقيقي في مواجهات الغريم، عندما ارتقى في الدقيقة 103 ليسجل برأسه هدف الفوز في نهائي كأس ملك إسبانيا، ويمنح ريال مدريد أول لقب في البطولة منذ عام 1993، مهديا مورينيو أول ألقابه مع الميرينجي.
ورغم أن بدايته في الكلاسيكو شابها الغياب التهديفي والنتائج السلبية، إلا أن كريستيانو رونالدو استطاع في خامس لقاء فقط أن يضع بصمته الحاسمة، ويبدأ رحلة تحوله إلى أحد أعظم الهدافين في تاريخ الكلاسيكو، برصيد بلغ لاحقًا 18 هدفًا في شباك برشلونة.