فصل جديد

فصل جديد

نجح فريق الشارقة في كتابة فصل جديد لمسيرته الكروية، إثر تأهله المثير إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2، بعدما نجح في قلب تأخره إلى فوز دراماتيكي على التعاون السعودي، واضعاً قدمه بجدارة في النهائي الآسيوي. فقد كانت واحدة من الأمسيات السعيدة التي لا تُنسى عندما التقى الإصرار بالرغبة، وتجليا بالروح وصبر الدقائق الأخيرة.

هذا انتصار لم يكن ليتحقق لولا الانضباط الذهني وصلابة الروح التي توهجت في اللحظات الحاسمة، مع تدخل وإنقاذ بطولي للحارس الحوسني الذي كان نقطة التحول، بعد تصديه لركلة جزاء كادت أن تُسدل الستار مبكراً، مثلما لعبت حنكة الجهاز الفني دوراً في التعامل مع ضغط المباراة، وتصحيح القراءة والقرارات التي قلبت الطاولة، ونجح في العبور إلى المحطة الأخيرة التي وضعته على عتبة مجدٍ قاري ومنصةِ ذهب تنتظر الشارقة.

في الوقت نفسه بات من الضروري على المدير الفني لفريق الشارقة أن يُدرك التحدي الأكبر الذي ينتظره في الموقعة القادمة. ففي لقاء التعاون، كاد الفريق أن يُقصى بسبب البداية السلبية وتأخر التغيير، وهو ما كان سيُكلّف الفريق باهظًا لولا تصحيح القرار وفاعلية التدخلات التي حدثت. لذا، فإن قراءة المباراة النهائية بذكاء، واستباق فكر وتخطيط الخصم، مع اختيار التشكيلة المناسبة ودقة التبديلات، ستكون عوامل حاسمة لتحقيق الإنجاز، فالجهاز الفني الذي صنع مشهد وفرحة الدقائق الأخيرة، مطالبٌ الآن بصناعة سيناريو يبدأ بالقوة نفسها التي أنهى بها المواجهة السابقة، خصوصاً أنه سيكون أمام خصم يمتلك الخفة والانضباط وسرعة التحول والارتداد.

لكن يبقى مكان إقامة النهائي محل جدلٍ واختلاف، إذ إن ملعب جالان بيسار السنغافوري ذا السعة المحدودة والعُشب الصناعي، يُعد اختياراً قاصراً، ويفتقر للعدالة المحايدة. ولهذا فإن تغيير المكان ونقله إلى ملعبٍ آخر يبدو منطقياً وإنصافاً للفريقين، فمثل هذه الملاعب لا توفر البيئة المثالية لجودة وفخامة المرافق فقط، بل ستعكس الطموح الآسيوي في تعزيز مكانة البطولة قارياً ودولياً. ولهذا فإن النهائي ليس مجرد مباراة بقدر ما هو محطة فاصلة في تاريخ «الملك»، فالظروف تبدو مهيأة لكتابة نهاية سعيدة لقصة بدأت بروح وانتهت بإرادة كبيرة. وقديماً قالوا: الطريق إلى المجد لا يُفرش بالورود، لكن حين يُكتب بالروح، يستحق أن يُروى للأجيال!

نقلاً عن جريدة الإمارات اليوم