بطل من رحم الأزمات.. أولمو ورقة حاسمة في يد فليك

بطل من رحم الأزمات.. أولمو ورقة حاسمة في يد فليك

يومًا بعد يوم، يثبت داني أولمو، أنه أحد أهم الأوراق الرابحة في صفوف برشلونة، رغم الأزمات المحيطة بصفقة انتقاله إلى النادي الكتالوني الصيف الماضي.

وجاءت أحدث إسهامات أولمو، أمس الثلاثاء، عندما قاد برشلونة لفوز صعب على ريال مايوركا (1-0)، داخل ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، في الجولة 33 من عمر الليجا.

وبفضل هدف أولمو، عزز برشلونة صدارته لجدول ترتيب الليجا برصيد 76 نقطة، ليوسع الفارق مؤقتًا مع غريمه وملاحقه ريال مدريد إلى 7 نقاط، علمًا بأن الفريق الملكي سيواجه خيتافي اليوم الأربعاء ضمن نفس الجولة.

صفقة صعبة

حين أعلن برشلونة ضم داني أولمو في الصيف الماضي، لم تكن مجرد صفقة أخرى تضاف إلى قائمة التعاقدات المعتادة، بل كانت واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي.

نجم لايبزيج الألماني السابق، كان هدفًا لعدة أندية أوروبية كبرى، لكن رغبة أولمو في ارتداء قميص برشلونة لعبت الدور الحاسم في إنجاز الصفقة، خاصة أنه من أبناء لاماسيا.

إدارة الرئيس خوان لابورتا وجدت في أولمو نموذجًا للاعب الجاهز فنيًا والمثالي لمشروع المدرب هانز فليك الجديد، دون الحاجة لمبالغ فلكية، رغم أن قيمته السوقية لم تكن منخفضة.

المفاوضات مع لايبزيج استمرت لأسابيع، قبل أن تنجح الإدارة الكتالونية في تأمين توقيع اللاعب مقابل 55 مليون يورو، مع إمكانية إضافة 7 ملايين يورو كحوافز.

غياب متكرر

جاءت بداية أولمو مع برشلونة صعبة في ظل غيابه لفترات متقطعة بسبب إصابات عضلية متكررة أثرت على استمراريته مع الفريق.

عانى أولمو من إصابة في العضلة المقربة أبعدته عن الملاعب لأكثر من شهر، مما حد من فرصه في الاندماج بسرعة مع أسلوب لعب الفريق الجديد.

EPA

إضافة إلى ذلك، واجه أولمو أزمة تسجيل شهيرة في الليجا، حيث تأخر النادي في تسجيله رسميا ضمن قائمة الفريق بسبب تعقيدات مالية وقانونية مرتبطة بقواعد اللعب المالي النظيف، ما أجبره على الانتظار خلال أول أسبوعين في الليجا قبل أن يتمكن من المشاركة بشكل قانوني.

هذه الأزمة أثرت بشكل واضح على جاهزيته البدنية والفنية، وأجبرت المدرب هانز فليك على إدارة موقفه بحذر في الفترة الأولى من الموسم.

ومع تجاوز هذه العقبات، بدأ أولمو في استعادة مستواه تدريجيًا والمساهمة بشكل فعال في نتائج برشلونة.

عودة أزمة التسجيل

عادت أزمة تسجيل داني أولمو وزميله باو فيكتور إلى الظهور مجددًا مع بداية عام 2025، حيث واجه برشلونة صعوبة كبيرة في إدراج اللاعبين في قائمة الفريق الرسمية لدى رابطة الليجا.

هذا العجز في تسجيل الثنائي أثار جدلاً واسعًا، خاصةً بعدما أُتيحت فرصة لأولمو للرحيل مجانًا رغم توقيعه على عقد طويل الأمد مع البارسا يمتد لست سنوات.

وكاد الفشل في تسجيل أولمو يُكلّف النادي خسارة صفقة ضخمة دفع فيها برشلونة نحو 60 مليون يورو، بعدما كان من الممكن أن يغادر اللاعب دون أي مقابل.

لكن النادي الكتالوني تمكن في 8 يناير/كانون الثاني من تجاوز هذه الأزمة بعد تسجيل اللاعبين رسميًا، مما جعلهما مؤهلين للمشاركة في جميع المنافسات بشكل قانوني بأمر من المجلس الأعلى للرياضة.

هذا الموقف وضع إدارة برشلونة في موقف محرج للغاية، إذ كشف ضعف في التنسيق والرقابة على الوضع المالي والقانوني للنادي، لا سيما عند إتمام صفقات بهذا الحجم.

فعالية وتأثير

رغم أزمات الإيقاف والإصابات كان داني أولمو أحد أبرز الأوراق الرابحة التي استعان بها هانز فليك لإبقاء الفريق الكتالوني على قمة الليجا، بجانب وصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس ملك إسبانيا.

الدولي الإسباني لم يكتفِ بتسجيل 9 أهداف في الليجا، وصناعة 3 أخرى، بل جاءت معظمها في لحظات حاسمة، ساهمت بشكل مباشر في حصد 15 نقطة ثمينة للفريق الكتالوني.

?i=epa%2fsoccer%2f2025-03%2f2025-03-27%2f2025-03-27-11993019_epaEPA

أهداف أولمو كانت حاسمة في مواجهات صعبة مثل رايو فاليكانو، لاس بالماس، ريال سوسيداد، وسيلتا فيجو، قبل أن يضيف بصمته الأحدث في شباك ريال مايوركا بهدف منح برشلونة الفوز في الجولة 33.

وبينما جاءت بعض أهدافه لتُعزز الانتصارات، فإن الأهداف الحاسمة لأولمو كانت بمثابة طوق نجاة في مباريات معقدة، ليؤكد مجددًا قيمته العالية كلاعب يعرف جيدًا متى يُغيّر مصير المباراة.

ورقة حاسمة

مع دخول برشلونة المرحلة الحاسمة من الموسم، في صراع محتدم مع ريال مدريد على لقب الليجا، واقتراب موعد نهائي كأس الملك أمام نفس الخصم، بات داني أولمو ورقة لا غنى عنها في يد فليك.

أولمو لاعب يملك القدرة على شغل أكثر من مركز هجومي، ما يتيح الحرية لفليك من أجل الاعتماد عليه حسب متطلبات كل مباراة.

وأثبت الدولي الإسباني أنه يستطيع الانصهار داخل منظومة فليك الجماعية، دون إغفال الحلول الفردية التي حسمت مباريات عديدة.

لا ينتظر فليك من أولمو فقط تسجيل الأهداف، بل أيضًا تسريع اللعب وخلق المساحات وتوزيع الكرات الحاسمة.

فإذا كانت البطولات تُحسم بالتفاصيل الصغيرة، فإن داني أولمو قادر على استغلال أي تفصيلة في أي مباراة معقدة من أجل حسمها لصالح الفريق الكتالوني.