يأتى النجوم ويرحلون ويبقى الكلاسيكو
حين رحل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد فى ٢٠١٨ ثم ليونيل ميسى عن برشلونة فى ٢٠٢١.. توقع كثيرون نهاية شهرة وبريق الدورى الإسبانى ونهاية أسطورة الكلاسيكو الكروية.. فمن الذى سيظل يتابع هذا الدورى أو ينتظر أى كلاسيكو ليس فيه رونالدو وميسى اللذان تقاسما العرش الكروى طويلًا وكرات الذهب واهتمام وإعجاب العالم.
وبات هؤلاء الكثيرون الذين توقعوا ذلك قبل أربع سنوات مطالبين اليوم بالاعتذار لرابطة الدورى الإسبانى وأيضا للناديين الكبيرين سواء الريال أو برشلونة.. فوفقا للتقرير الاقتصادى الخاص بالموسم الماضى الذى أعلنته رابطة الدورى الإسبانى أمس الأول.. بلغ إجمالى إيرادات الدورى أكثر من ٥ مليارات يورو.. وللموسم الثانى على التوالى تتخطى الإعلانات التجارية فى الدورى حاجز المليار يورو.. وشاهد مباريات الموسم الماضى ١٦ مليون متفرج.. وتشير كل المؤشرات إلى زيادة هذه الأرقام كلها فى نهاية الموسم الحالى.. وكلها أرقام تعنى أن الدورى الإسبانى لا يزال محتفظا بقوته بل إنه الدورى الثانى فى أوروبا بعد الدورى الإنجليزى من حيث حجم الإيرادات والأرباح.
والأهم من ذلك هو أن الإسبان يديرون كرة القدم كلعبة يحبها الناس وليست مجرد مسابقة تختصرها المنافسة بين ريال مدريد وبرشلونة أو رونالدو وميسى.. لعبة تديرها رابطة حقيقية أقوى من أى ناد إسبانى وتعرف أن أحد أهم واجباتها هو العمل على زيادة أرباح الأندية من بيع حقوق البث التليفزيونى والرعاية وبيع تذاكر المباريات أيضا.. فالنجوم يأتون ويرحلون ولن يتأثر الدورى الإسبانى بحضورهم أو غيابهم طالما بقى هذا الدورى محكومًا بنظام قوى ومستقر وإدارة لا ينقصها ذكاء التخطيط والقدرة على تدوير ماكينات الدعاية والترويج سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. والدليل أن كلاسيكو اليوم أو نهائى كأس ملك إسبانيا بين الريال وبرشلونة فى ملعب لا كارتوخا فى أشبيليه لا يزال يحظى بنفس الاهتمام العالمى القديم.
أول نهائى بين الناديين الكبيرين منذ ٢٠١٤ حين تواجه الناديان وفاز الريال بالكأس.. البطولة المفضلة لبرشلونة الذى فاز بهذه الكأس ٣١ مرة مقابل ٢٠ فقط للريال.. وفى ١١ أبريل المقبل لكن فى بطولة الدورى سيتكرر هذا الكلاسيكو وستقام المباراة فى استاد لويس كومبانيس فى برشلونة.. ويأمل برشلونة الفوز بها ليسهل اقترابه من اللقب الذى لا يزال الريال حاملا له ويتمنى الاحتفاظ به.. وأعلن برشلونة أسعار تذاكر كلاسيكو الدورى التى تراوحت من ٢٤٩ يورو لأرخص تذكرة وصولا لتذكرة المقصورة وقيمتها ٧٤٥ يورو.. ويتوقع مسؤولو برشلونة مبيعات تصل إلى ١٠ ملايين يورو أى أكثر من أرباح برشلونة من نصف نهائى دورى أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان دلالة على قوة الليجا ونجاح إدارته.
نقلًا عن المصري اليوم