فأل سيئ.. سباعية خادعة تضع الهلال على طريق الأشواك

فأل سيئ.. سباعية خادعة تضع الهلال على طريق الأشواك

لا توجد أفضل من الطريقة التي قص بها الهلال السعودي، شريط مباريات ربع نهائي دوري النخبة الآسيوي، بعدما سحق جوانجو الكوري الجنوبي، بنتيجة (7-0) أمس الجمعة.

الهلال اكتسح خصمه طولا وعرضا، وتصرف في المباراة كيفما شاء، ليضع قدما في نصف النهائي، منتظرا الفائز من مباراة مواطنه أهلي جدة وبوريرام التايلاندي، ضمن منافسات الدور ذاته.

إنذار شديد

يعتبر فوز الهلال، بمثابة إنذار شديد اللهجة لجميع منافسيه في النسخة الحالية من البطولة القارية، خاصة وأنه حقق الفوز على فريق لا يستهان به.

صحيح أن النتيجة ساحقة ومن يشاهدها يتوقع أن الهلال، كان يواجه نفسه، ولكن حقيقة الأمر، هي أن “الزعيم” كان الطرف الأشرس، وباغت الفريق الكوري بثلاثية في أول 33 دقيقة، كانت كفيلة لإنهاء المباراة.

وتحدث البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال بعد المباراة عن هذا الأمر، مؤكدا أن “الخصم ليس سهلا، بل فريقه هو الذي جعل المباراة بهذا الشكل”، موضحا “لم نحقق شيئا حتى الآن، وهدفنا هو التتويج باللقب في النهاية”.

كذلك، أكد الثلاثي الهلالي، المتمثل في المغربي ياسين بونو والصربي ميلينكوفيتش سافيتش، بجانب حسان تمبكتي، أن “الأزرق” سيسعى بكل قوة لتحقيق اللقب.

تلك التصريحات بجانب النتيجة الساحقة، تعبر عن تركيز  اللاعبين والمدرب، بالإضافة إلى أنها تعد رسالة تهديد للخصوم، قبل خوض المربع الذهبي.

ومع الانتقادات التي تعرض لها الفريق في أغلب فترات الموسم، يبدو أن الهلال يستعد للرد على الجميع، بوضع النجمة القارية الخامسة على قميصه خلال الأيام القليلة المقبلة. 

سباعية خادعة

Gwangju%20hilal

لا يوجد في قاموس كرة القدم، كلمة مستحيل، فمن الوارد أن يخسر الهلال، اللقب، بعد هذا العرض المثير، لأن ظروف المباريات لا تتشابه مع بعضها.

ورغم الرسالة النارية التي قدمها الهلال، إلا أن هذه السباعية، يمكن أن تجعل الأندية الأخرى تتوخى الحذر، وتركز على كافة التفاصيل حتى لا تلقى نفس مصير الفريق الكوري.

الهلال حتى الآن لم يحقق شيئا كما تحدث جيسوس، بل تأهل فقط للدور نصف النهائي، والتاريخ لا يذكر سوى الأبطال في نهاية المطاف، لذا فإن المهمة لم تنته بعد.

وأكبر دليل على ذلك، هو فوز الهلال بنفس النتيجة أمام الدحيل القطري، في نصف نهائي نسخة 2022-2023، وفي النهاية خسر اللقب أمام أوراوا الياباني، رغم أنه كان المرشح الأبرز لنيل اللقب، نظرا للمستوى المذهل الذي كان يقدمه في تلك المرحلة.

وبالتالي، فإن السباعية إن دلت على شيء، فإنها تدل على قوة الهلال، وليس تحقيق اللقب، وهو ما يجعلها خادعة للبعض، نظرا لأن كرة القدم لا تعترف سوى بالفريق الذي يتمكن من اعتلاء منصات التتويج في النهاية. 

مهمة مستعصية

Gwangju%20hilal3

يمكن للهلال أن يواجه أهلي جدة، حال نجح الأخير في التأهل للدور القادم، وهو ما سيجعل مهمة “الزعيم” صعبة للغاية.

المقارنة بين الأندية السعودية في الوقت الحالي وغيرها من مختلف بقاع القارة، بعيدة كل البعد، وذلك بعد الطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار بداية من الموسم الماضي، باستقطاب نجوم الكرة العالمية، حيث جعل الفوارق الفنية كبيرة.

وتسببت هذه الطفرة، في تفوق الثلاثي السعودي الهلال والأهلي والنصر في دور المجموعات وثمن النهائي، بفارق واضح عن الجميع.

لكن إذا تواجه الهلال مع أحد منافسيه في السعودية، سيكون الأمر صعبا، لأن الفوارق متقاربة، حيث سقط “الزعيم” هذا الموسم أمام أهلي جدة (منافسه المحتمل) بنتيجة (2-3)، وجاره النصر (1-3)، على مستوى دوري روشن.

وبالتالي، فإن الهلال قد يواجه مهمة مستعصية وهي اللعب ضد “الراقي” الذي يقدم واحدة من أفضل النسخ في تاريخه على المستويين الفني والتكتيكي.

طريق الأشواك

Gwangju%20hilal2

على الرغم من البسمة التي رسمها الهلال على وجوه مشجعيه، بالسباعية التاريخية أمام جوانجو، إلا أن الفترة القادمة لن تكون سهلة.

طريق “الزعيم” لن يكون مفروشا بالورود، حيث أنه قد يصطدم بالأهلي، وإذا أفلت من هذا الصراع، فمن الممكن أن يلعب ضد النصر أو يوكوهاما الياباني في المباراة النهائية، حال تمكن أي منهما مواصلة المشوار.

وبالتالي، فإن الفريق الهلالي أصبح يسير على طريق من الأشواك، وذلك لأن الخسارة، ستفتح نيران الانتقادات الجماهيرية والإعلامية في وجه الإدارة، وبعض اللاعبين، مع تأكد رحيل جيسوس بنسبة كبيرة.

فضلا عن التأثير النفسي الذي سيعاني منه الفريق، بعد العودة للمنافسة مع اتحاد جدة على لقب الدوري السعودي، حيث يحتل المركز الثاني بفارق 6 نقاط عن “العميد”.

لكن حال، تمكن من التتويج باللقب، فإنه سيستعيد ثقة جماهيره بعد سلسلة من الانتقادات، فضلا عن العودة بشهية مفتوحة من أجل حصد الدوري، لذا فهي مهمة مليئة بالمخاطر.