تحليل: قروش أهلي جدة تنهش عظام بوريرام المستسلم

أظهر أهلي جدة، تفوقه الواضح على بوريرام التايلاندي، في ليلة الانتصار (3-0) مساء اليوم السبت، في ربع نهائي دوري النخبة الآسيوي.
وضرب الأهلي، موعدا ناريا مع مواطنه الهلال، مساء الثلاثاء المقبل، بالدور نصف النهائي من المسابقة القارية الأعرق على مستوى آسيا.
بداية نارية
رغم أن الفريق التايلاندي، دخل المباراة، وهو يعتمد على رسم تكتيكي (5-4-1)، بوجود 5 مدافعين في الخط الخلفي، إلا أن الأهلي لم يمنحه فرصة جس النبض، عبر بداية نارية.
الأهلي بدأ المباراة بطريقة (4-2-3-1)، بضغط قوي مع تضييق المساحات، بالإضافة لاندفاع جميع الخطوط للأمام، حيث تواجد قلبي الدفاع على دائرة الارتكاز، مع تقدم الظهيرين للثلث الأخير من الملعب على الخط.
فضلا عن دخول الجناحين رياض محرز وجالينو للعمق، بجانب إيفان توني، وخلفهما روبرتو فيرمينو، الذي يتواجد أمام ثنائي الارتكاز زياد الجهني وفرانك كيسي.
وتسبب ضغط “الراقي” بجميع خطوطه من البداية في تسجيل هدفين خلال 6 دقائق فقط، حيث افتتح محرز التسجيل (4) ثم عزز جالينو (6).
تلك البداية، كانت سببا في تفكك خطوط بوريرام، ليتراجع بشكل أكبر، وهو ما جعل “الراقي” يسيطر على المباراة بطولها وعرضها، بفرض الاستحواذ ونقل الكرة كيفما شاء، مع تهديد مستمر لمرمى الخصم.
دفاع مفكك
فلسفة الفريق التايلاندي، كانت تعتمد على اللعب بطريقة دفاعية بحتة، مع الخروج بهجمات مرتدة، لاستغلال تقدم لاعبي أهلي جدة.
لكن رغم ذلك، كان الخط الخلفي مفككا بشكل واضح، وقد ظهر ذلك في الثلاثية التي سجلها الأهلي خلال 31 دقيقة، حيث جاء الهدف الأول من تمريرة فيرمينو التي اخترقت الدفاع بأسهل طريقة ممكنة، ليحولها محرز في الشباك من الجهة اليمنى.
الهدف الثاني، كان نسخة كربونية، ولكن كيسي مرر الكرة لجالينو بالجهة اليسرى، ليضع الكرة بسهولة بين أقدام حارس المرمى.
أما الهدف الثالث، فقد جاء بسبب سوء تمركز خط الدفاع في الركلة الركنية، بعدما نفذها محرز، ثم حول روجيه إيبانيز الكرة برأسه على القائم البعيد، لتجد قدم فيرمينو التي حولتها إلى الشباك.
وإجمالا، كان من السهل على “الراقي” ضرب الخط الخلفي بجميع الطرق، سواء بالتمريرات الطولية أو البينية، بالإضافة لسلاح العرضيات من الجانبين الأيمن والأيسر.
أمواج يايسله
في كل مباراة يخوضها الأهلي، فإن بصمات المدرب الألماني الشاب ماتياس يايسله، تظهر بصورة أكبر مع الفريق، حيث أصبح خطوط “الراقي” أكثر تماسكا.
وبالنظر لمنظومة الأهلي، نجد أنها تشبه الأمواج في تحركها، حيث تهاجم ككتلة واحدة وترتد بنفس الشكل، وهو ما جعل المباراة أكثر صعوبة على الخصم.
فضلا عن قوة الترابط بين الخطوط، بالإضافة إلى التناغم الذي أحدثه في هذه المباراة تحديدا، عندما أشرك المقدوني إزجيان أليوسكي، بعد فترة طويلة في الرواق الأيسر، خلف جالينو، حيث شكل الثنائي جبهة نارية على المستوى الهجومي.
والأهم من كل هذه الأمور، هي الطريقة التي يقوم فيها الأهلي ببناء الهجمة، حيث تتحول الطريقة أحيانا إلى (3-4-3)، بعودة كيسي بجانب ميريح ديميرال وإيبانيز، لضمان بناء الهجمة بأفضل شكل ممكن.
ومع تراجع بوريرام للخلف، فإن المهمة أصبحت سهلة للغاية، حيث سيطر رجال يايسله على 66% من الاستحواذ مقابل 34%، وسددوا 17 مرة على المرمى، متفوقين على خصمهم بفارق 10 تسديدات كاملة (7).
قروش الأهلي
كان خط هجوم الأهلي في مباراة اليوم، بمثابة القروش التي نهشت خصمها، بتحركات عرضية وداخلية، خلخلت دفاع الخصم بشكل واضح.
ودائما ما تشهد مباريات الأهلي، تحركات لا مركزية، من جانب الثلاثي الهجومي، وخاصة توني، الذي على الرغم من عدم التسجيل في مباراة الليلة، إلا أنه لعب دورا بارزا، في إخلاء مساحة العمق، للثنائي محرز وجالينو.
كذلك، يعمل توني دائما على الخروج من منطقة الجزاء لسحب مدافع أو اثنين، وهو ما سمح لفيرمينو وكيسي أحيانا لافتحام منطقة الجزاء.
هذا وبالإضافة إلى المدافع إيبانيز الذي تحول إلى قرش هجومي هذا الموسم، بصناعة هدف ضد بوريرام، بجانب تسجيله المستمر في المباريات الماضية، وهو ما يعتمد عليه يايسله في الضربات الثابتة.
وإجمالا، فإن الأهلي أحد أقوى خطوط هجوم القارة بتسجيل 29 هدفا في النسخة الحالية، لذا فإن قروش يايسله دائما ما ترجح الكفة في المباريات الكبرى.