بين أيقونة ألمانيا وموهبة إنجلترا.. من يخلف دي بروين في السيتي؟

بين أيقونة ألمانيا وموهبة إنجلترا.. من يخلف دي بروين في السيتي؟

جادل العديد من المحللين والجماهير، بأن موسم الدوري الإنجليزي الممتاز هذا لم يكن موسمًا لا يُنسى.

ويمكنهم الإشارة إلى حقيقة أن ليفربول حسم اللقب فعليًا في فبراير، وأن معركة تجنب الهبوط كانت شبه خالية من الدراما، حيث عاد الثلاثي الصاعد ساوثهامبتون وليستر سيتي وإيبسويتش مباشرة إلى الدرجة الأدنى.

ويقول المنتقدون إن حقيقة أن السباق نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا، هو الشيء الوحيد المثير للاهتمام، تُلخص كل شيء.

لكن فريقًا واحدًا قدّم ترياقًا لهذا الملل: نوتنجهام فورست.. فبعدما لامس الهبوط، في أول موسمين عقب عودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، إثر غياب دام 23 عامًا، كانت حملة “تريكي تريز” هذا الموسم مذهلة بكل المقاييس.

فقد تحدى فريق المدرب نونو إسبيريتو سانتو المشككين طوال الموسم، وكان تكرار إنجاز ليستر سيتي المذهل في 2016 ممكنًا بالفعل، على الأقل حتى يناير.

وفي النهاية، ثبت أن آمالهم في اللقب كانت خيالية، لكنهم لا يزالون في طريقهم لإنهاء الموسم في المركز الرابع، والتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ أن فازوا بالبطولة – التي كانت تعرف وقتها بكأس أوروبا – في موسمي 1979 و1980 على التوالي.

كما يترقب الفريق يوم الأحد المقبل، أول نصف نهائي له في كأس الاتحاد الإنجليزي منذ 34 عامًا، عندما يواجه مانشستر سيتي.

وقد كانت نجاحات فورست الجماعية مذهلة، حيث برز أمثال نيكولا ميلينكوفيتش وأنتوني إيلانجا وكريس وود بأفضل مواسمهم على الإطلاق.

لكن رجلًا واحدًا جذب الانتباه أكثر من أي شخص آخر، قبل موقعة ويمبلي: مورجان جيبس وايت، الذي يُتوقع أن ينضم إلى مانشستر سيتي في الصيف، كخليفة محتمل لكيفن دي بروين.

مطلوب بقوة

جيبس وايت ثالث أفضل هداف في فورست بالتساوي، وثاني أفضل صانع أهداف هذا الموسم، بإجمالي 12 مساهمة تهديفية، مقارنة بـ15 في الموسم الماضي و13 في موسم 2022-23.

إنه القلب النابض وقائد الفريق الفعلي، كلما غاب القائد الرسمي رايان ييتس عن التشكيلة الأساسية.

وعندما يُفتح سوق الانتقالات، سيكون جيبس وايت اللاعب الأكثر طلبًا في النادي.

تشير التقارير إلى أن مانشستر يونايتد وليفربول مهتمان بضمه، لكن مانشستر سيتي هو النادي الذي يحتاجه أكثر، في ظل بحثه عن خليفة لدي بروين.

ونظرًا لقدراتهم المالية، وهيمنتهم الأخيرة على الكرة الإنجليزية، وجاذبية العمل تحت قيادة بيب جوارديولا، يُعتقد أن السيتي في مقدمة الصفوف للحصول على توقيعه، في عمر الـ25 عامًا.

لا يزال فلوريان فيرتز، لاعب باير ليفركوزن، يُعتبر الخيار الأول للسيتي لخلافة دي بروين، لكن هناك شكوكا حول رغبته في مغادرة ألمانيا، ومدى استعداد السيتي لدفع أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (133 مليون دولار) لضمه.

ومع ذلك، يبدو أن جيبس وايت هو الخيار الثاني، وهناك عدة أسباب تجعله ربما يكون أنسب للسيتي، مقارنةً بفيرتز البالغ من العمر 21 عامًا.

السرعة والقوة والتمرير

قضى جيبس وايت مسيرته كاملةً في إنجلترا، وعلى عكس فيرتز، لن يحتاج إلى وقت للتأقلم مع أجواء الدوري الإنجليزي.

كما أنه سينسجم بسهولة مع غرفة ملابس السيتي، كونه صديقًا مقربًا لفيل فودين، الذي يعرفه منذ كان عمره 16 عامًا، عندما شاركا معًا في منتخبات إنجلترا للفئات السنية، بما في ذلك الفوز بكأس العالم تحت 17 سنة، عام 2017.

والأهم من ذلك، أن جيبس وايت يمتلك خصائص بدنية، تندر بين لاعبي خط الوسط المهاجمين.. فكما قال جيمي كاراجر عنه، هذا الموسم على قناة “سكاي سبورتس”: “ما أحبه فيه.. أنه يتمتع بسرعة رائعة، وهذه ميزة يضيفها لفورست، لا تملكها الكثير من الفرق الأخرى في هذا المركز (رقم 10)”.

وقد ظهرت سرعته الفائقة بوضوح، عندما سجل هدفًا ضد فريقه السابق وولفرهامبتون، هذا الموسم.. وهذه السرعة الكبيرة، هي أحد الأسباب الرئيسية وراء رغبة السيتي في ضمه.

فإحدى نقاط ضعف السيتي الرئيسية هذا الموسم، كانت نقص الحدة البدنية، خاصة في خط الوسط، منذ إصابة رودري القوية في الركبة.

وكان خط وسط السيتي بطيئًا للغاية، حيث يضم لاعبين مثل برناردو سيلفا وماتيو كوفاسيتش، اللذين بلغا الثلاثين مع بداية الموسم.

وهذا إلى جانب لاعبين آخرين تجاوزوا الثلاثين، مثل دي بروين وإلكاي جوندوجان، اللذين كانا في سن 33 و34 عامًا على التوالي، عند انطلاق الموسم.

?i=afp%2f20250212%2f20250212-afp_36xn4q8_afp

ورغم أن جيبس وايت لا يمتلك خبرة اللعب في البطولات الأوروبية، بمعدل مباراة كل أسبوعين، إلا أن سجله في الحفاظ على لياقته مذهل، إذ غاب فقط عن 8 مباريات في الدوري الإنجليزي، خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وكانت اثنتان منها بسبب الإيقاف.

لقد بلغ الـ25 مؤخرًا، وهو في المرحلة المثالية من مسيرته، للقيام بخطوة كبيرة.

وبينما ستكون قيادة فورست إلى دوري الأبطال شرفًا عظيمًا، إلا أن جيبس وايت سيكون مجنونًا، إن لم يرغب في الانتقال إلى السيتي. 

في المقابل، فإن فيرتز أصغر من جيبس-وايت بأربع سنوات، وقد اعتُبر الخليفة العظيم لصناع اللعب، منذ أن أصبح أصغر هداف في تاريخ الدوري الألماني عام 2020، بعد فترة قصيرة من بلوغه 17 عامًا.

وتغلب على إصابة خطيرة في الركبة عام 2022، وعاد أقوى من قبل، ليقود ليفركوزن نحو أول لقب دوري في تاريخه – دون هزيمة – كما أحرز كأس ألمانيا ووصل إلى نهائي الدوري الأوروبي.

وساهم فيرتز في 37 هدفًا عبر جميع المسابقات، الموسم الماضي، وتم اختياره أفضل لاعب في البوندسليجا عن جدارة.

وهذا الموسم واصل تألقه، بمساهمته في 30 هدفًا في جميع البطولات.

?i=afp%2f20250426%2f20250426-afp_43l36dg_afp

ويزيد هذا الرقم عن ضعف مساهمات جيبس-وايت، رغم أن الأخير غاب عن جزء من الموسم، بسبب إصابة في الكاحل خلال مارس الماضي.

كما أن أرقام فيرتز تشبه كثيرًا أرقام دي بروين، في موسمه الثاني مع فولفسبورج، حين ساهم بـ30 هدفًا وصناعة هدف في الدوري الألماني، و10 أخرى في الدوري الأوروبي، قبل أن ينتقل إلى السيتي مقابل 55 مليون جنيه إسترليني (73 مليون دولار) وقتها.

طبعًا، جيبس-وايت يلعب مع فريق لا يسجل الكثير من الأهداف، إذ شكلت مساهماته (12 هدفًا وصناعة) نحو 22% من إجمالي أهداف نوتنجهام في الدوري. كما أن فريقه يعتمد بشكل أساسي على الهجمات المرتدة.  

وهذا يعني من جهة أنه قد يصبح أكثر إنتاجية مع السيتي، لكنه من جهة أخرى قد يواجه صعوبة في التأقلم مع فريق يهيمن على المباريات، ويواجه خصومًا يدافعون بعشرة لاعبين.

إذا لم يكن المال عائقًا أمام السيتي، وكان بإمكانه مواصلة الإنفاق، دون القلق بشأن التزامات قواعد الاستدامة المالية، فعليه أن يبذل قصارى جهده لضم فيرتز، ومحاولة استبدال أفضل صانع ألعاب في تاريخ البريميرليج بشخص يسير على خطاه.

لكن إذا قرر فيرتز توقيع عقد تجديد مع ليفركوزن – الذي يتم التفاوض حوله منذ شهور – فسيعرف السيتي بالضبط إلى من يتجه.

أما جيبس-وايت، فهو يعرف كيف يجذب انتباههم – بإقصائهم من كأس الاتحاد الإنجليزي.