27 أبريل.. ليفربول يدفن جرح جيرارد في يوم نحسه

في ظهيرة يوم 27 أبريل/نيسان 2014، كانت مدينة ليفربول تعيش على إيقاع الحلم. جماهير الريدز كانت تؤمن أن الانتظار الطويل لإحراز لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 1990 سينتهي أخيرًا.
موسم استثنائي صنعه المدرب بريندان رودجرز ونجومه، وعلى رأسهم القائد الملهم ستيفن جيرارد. احتشدت المدرجات الحمراء لمواجهة تشيلسي، في مباراة بدت كبوابة إلى اللقب المفقود.
سارت الدقائق الأولى بحذر، قبل أن يحل ذلك المشهد الذي تحول إلى كابوس خالد في ذاكرة أنفيلد.
كرة عادية مرتدة وصلت إلى جيرارد، لكن لحظة واحدة من سوء الحظ غيرت كل شيء. انزلق القائد وهو يحاول استلام الكرة، لينطلق ديمبا با مهاجم تشيلسي منفردًا بالحارس مينيولي، ويودع الكرة في الشباك الباردة، وسط صدمة لا توصف في المدرجات.
بدا أن الزمن توقف، وجيرارد الذي لطالما حلم برفع الكأس، رأى حلمه يتبخر أمام عينيه.
لم ينجح ليفربول في العودة رغم محاولاته المحمومة، بل تلقى هدفًا آخر عبر ويليان في الوقت بدل الضائع، لينتهي اللقاء بخسارة قاتلة.
لم تكن تلك مجرد عثرة قائد؛ بل كانت رمزًا للسقوط المعنوي الذي أطاح بآمال ليفربول في استعادة عرش إنجلترا.
استغل مانشستر سيتي الفرصة وخطف اللقب في الأسابيع القليلة التالية، وبقيت دموع أنفيلد شاهدة على قسوة كرة القدم، ولم يفارق الجرح صدر جيرارد حتى نهاية مسيرته.
لكن كرة القدم، كما تحطم القلوب، قادرة أيضًا على تضميدها. حدث ذلك بعد 11 عاما وفي اليوم ذاته، 27 أبريل/نيسان، ليكتب ليفربول قصة مختلفة تمامًا عنوانها الفرح والانتصار.
في عصر مختلف، بقيادة مدرب هولندي جديد اسمه آرني سلوت، كان ليفربول يعيش موسمًا رائعًا، مبنيًا على إرث يورجن كلوب، لكن بروح جديدة وشجاعة تكتيكية مبتكرة.
في ذلك اليوم الموعود، استضاف الريدز فريق توتنهام على ملعب أنفيلد، وهو يعرف أن الفوز سيمنحه اللقب رسميًا.
حقق ليفربول الفوز 5-1 وغنت جماهير أنفيلد بفخر معتاد ومشاعر متجددة “لن تسير وحدك أبدًا”، وهي ترى لقب البريميرليج في أيدي نجومها للمرة 20 في تاريخ النادي، معادلًا رقم مانشستر يونايتد.
كان موسم ليفربول غير عادي، تحت قيادة مدرب يخوض تجربته الأولى في هذا الدوري الصعب، في وقت لم تلجأ فيه الإدارة أيضا إلى سوق الانتقالات، بل اكتفت بالأساس الذي بناه سابقه، الألماني يورجن كلوب قبل رحيله.
لقد عانى جيرارد كثيرا وداوى آلامه لدى طبيب نفسي، لكن جرحه الغائر لم يتعاف تماما إلا اليوم، السابع والعشرين من أبريل/نيسان، حيث دفنت ذكريات انزلاقته للأبد.
تحولت دموع صدمة جيرارد إلى دموع فرح في عيون صلاح وفان دايك والجيل الجديد في أنفيلد، حيث أثبت ليفربول أن الكبوات لا تلغي الأحلام، بل توفر الحافز لتحقيقها ليصبح الإنجاز أكثر حلاوة.