تحليل: في ليلة الكوارث.. يايسله يلقن جيسوس درسا لا ينسى

تحليل: في ليلة الكوارث.. يايسله يلقن جيسوس درسا لا ينسى

لقن الألماني ماتياس يايسله، مدرب أهلي جدة، نظيره البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للهلال، درسا لا ينسى في المباراة التي جمعتهما، مساء اليوم الثلاثاء في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.

الأهلي حقق فوزا مستحقا على الهلال، بنتيجة (3-1)، ليحجز بطاقة التأهل الأولى للمباراة النهائية، منتظرا الفائز من مواجهة النصر وكاواساكي الياباني، المقرر إقامتها غد الأربعاء.

استحواذ وهمي

بدأت المباراة بقوة كبيرة من الفريقين، حيث استحوذ الهلال بشكل واضح، لكن دون أي خطورة تذكر، حيث وصل إلى 54% مقابل 46% للأهلي.

في المقابل، كان الأهلي هو الطرف الأخطر، رغم فقدان الاستحواذ، حيث سدد 21 مرة مقابل 4 فقط للهلال، متفوقا بفارق 17 تسديدة.

لعب الهلال انحصر بشكل أكبر في وسط الملعب وتدوير الكرة يمينا ويسارا، لكن بدون خطورة، على عكس الأهلي الذي كلما امتلك الكرة، هدد خصمه سواء بالاختراق من العمق بتمريرات طولية أو بينية، بالإضافة لسلاح العرضيات.

وبالتالي، كان استحواذ الهلال وهميا، ليست له قيمة، بالإضافة لفقدان الشراسة في المواجهات الثنائية والحصول على الكرة الثانية (second ball).

درس تكتيكي

GettyImages-2212599301

تشابهت طريقة لعب الهلال والأهلي فيما يتعلق برسم تكتيكي واحد وهو (4-2-3-1)، وإن كان الهلال يميل للتحول أحيانا إلى (4-4-1-1).

لكن على الرغم من التشابه في الرسم التكتيكي، إلا أن التنفيذ على أرض الملعب، كان يصب في مصلحة الأهلي بشكل واضح، حيث كان منظما إلى حد كبير، بعدم المبالغة في الضغط واحتفاظ كل لاعب بواجباته الدفاعية أثناء التحول الهجومي.

الأهلي كان يبدأ عملية الضغط بداية من دائرة الوسط مع دفاع متقدم وتقارب واضح بين جميع الخطوط، وهو ما جعل الهلال يقوم بعدة تمريرات خاطئة على المستويين القصير والطويل.

وساهمت الرقابة اللصيقة التي فرضها الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي، على ميلينكوفيتش سافيتش، لاعب وسط الهلال، بواسطة فرانك كيسي، في تفوق الأهلي.

فيايسله يعلم جيدا أن سافيتش هو أحد أهم المحركات الهجومية، لذا قرر حرمان الهلال منه بالضغط عليه ومنعه من تستلم الكرات بحرية، بالإضافة لضغط الثنائي روبرتو فيرمينو وإيفان توني على روبن نيفيز، محور ارتكاز الهلال، لمنعه من بناء الهجمة بصورة سليمة.

كذلك، منح المدرب الألماني الشاب، تعليمات صارمة للظهيرين إزجيان أليوسكي وعلي مجرشي، بعدم التقدم، والبقاء في الحالة الدفاعية، لمنع مالكوم وسالم الدوسري من الاختراق، وهو ما نجح فيه ببراعة شديدة، تزامنا مع عودة الجناحين رياض محرز وجالينو لمساعدة الثنائي.

وإجمالا، تميز “الراقي” في هذه المباراة، بأنه كان يدافع ويهاجم ككتلة واحدة، بالإضافة للقوة البدنية التي منحته التفوق على الهلال بشكل واضح.

سقطات جيسوس

Jorge%20Jesus24

واصل البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال، الإخفاق في المباريات الكبرى خلال الموسم الحالي، بقراءة فنية وتكتيكية متراجعة.

جيسوس لعب بأسلوبه المعتاد وهو الضغط العالي والدفاع المتقدم، ولكنه ترك مساحات بالجملة خلف الظهيرين ياسر الشهراني ورينان لودي، وهو ما منح محرز وجالينو، فرصة المرور وتشكيل الخطر على مرمى فريقه.

وكان من المفترض منح الظهيرين لأدوار دفاعية أكبر، وعدم المبالغة في الضغط، لكن المدرب أغفل ذلك، ليتعرض فريقه لمرتدات نارية من الأهلي، كادت أن تجعل النتيجة أكبر.

كذلك، كان يجب بدء المباراة بالمدافع حسان تمبكتي سواء على حساب كوليبالي أو البليهي، لكن جيسوس قرر إبعاده عن التشكيل الأساسية، رغم مستواه المميز، وهو ما نتج عنه أخطاء دفاعية بالجملة.

فضلا عن البداية بالشهراني (الظهير الأيسر) في الجبهة اليمنى، رغم وجود حمد اليامي، بالإضافة للإبقاء على مالكوم “السيئ”، وسحب كايو سيزار بعد دقائق قليلة من نزوله، لتعويض طرد كوليبالي.

وإجمالا، فشل المدرب البرتغالي في مجاراة يايسله على المستوى التكتيكي، سواء في التحكم برتم المباراة، أو الحفاظ على شباكه من استقبال الأهداف، بترك المساحات وبعاد الخطوط، وغيرها من الجوانب السلبية.

أخطاء كارثية

GettyImages-2212599270

رغم فشل جيسوس الواضح في إدارة المباراة، إلا أنه عانى من كوارث دفاعية للاعبيه، تسببت في استقبال ثلاثية الأهلي، بالإضافة للفرص الأخرى التي كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة، بجانب إلغاء هدفين لتوني.

الهدف الأول الذي تم تسجيله بعد 9 دقائق، جاء بسبب تقدم الشهراني المبالغ فيه، ليتمكن جالينو في استغلال هذه المساحة، ليتحصل على تمريرة في المكان الخالي، ثم أرسل عرضية أرضية، وجدت فيرمينو الذي حولها في الشباك.

الغريب في الأمر، أن فيرمينو كان بعيدا كل البعد عن الكرة، ولكنه في ثوانٍ معدودة، تخطى قلبي دفاع الهلال، ووضعها ببراعة شديدة في الشباك.

وبالنسبة للهدف الثاني، فقد تمكن محرز من تمرير الكرة أمام أعين مدافعي الهلال، ليضع توني وجها لوجه مع الحارس.

وكان من المفترض الضغط على محرز من أحد لاعبي الوسط، والتقدم قليلا من مدافعي الهلال مع غلق زاوية التمرير، لكن ذلك لم يحدث.

وشهدت الدقيقة 60، تصرفا كارثيا من كوليبالي بخروجه مطرودا في مباراة لا تتحمل مثل هذه الهفوات، ليكمل سلسلة المستويات السيئة التي يقدمها مع الفريق.

أما الهدف الثالث، فقد جاء عن طريق فراس البريكان من أول لمسة بعد نزوله، حيث استغل سوء تمركز الدفاع، ليستثمر تسديدة ارتطمت في قدم تمبكتي، ليتجه نحو المرمى، ثم أطلق تسديدة فشل بونو في التعامل معها.

وعلى ذكر بونو، فإنه لا يُسأل على أي هدف في المباراة، حيث جاءت جميعها من سوء تمركز ومساحات كبيرة بين القلبين وخلف الظهيرين، بالإضافة لابتعاد محور الارتكاز عن رباعي الخط الخلفي، وهي كوارث بالجملة أدت للسقوط.