تحليل كووورة.. غابت فرديات ريال مدريد فصنع آرسنال ليلة تاريخية

تحليل كووورة.. غابت فرديات ريال مدريد فصنع آرسنال ليلة تاريخية

شهد ملعب “الإمارات” سقوطا ذريعا لريال مدريد، بعد خسارته بثلاثية نظيفة أمام مضيفه آرسنال، في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، ما يوحي بأن نهاية عهد كارلو أنشيلوتي مع الفريق الملكي بدأت تلوح في الأفق.

عاد ريال مدريد ليُظهر وجهه المرتبك من جديد. فريق بلا أفكار واضحة، يعتمد على الفرديات، دفاعه مهزوز، وأداؤه في فترات كثيرة كان قائمًا فقط على تألق تيبو كورتوا، الذي تصدّى لكل شيء باستثناء تسديدتين ثابتتين لا يُمكن الوقوف في وجههما.

عاد كورتوا بأفضل نسخة منه، لكن ريال مدريد ما يزال عاجزًا عن إيجاد المفتاح الصحيح لطريقة اللعب، يعيش على موهبة نجومه، لكن لا يوجد عزف جماعي حقيقي.

وفي ملعب الإمارات، لم يظهر أي بريق.. فينيسيوس كان مرتبكًا أكثر من أي وقت مضى، رودريجو غائب تمامًا، ومبابي كان مثل الصقر بلا مخالب.

في الوسط، تذبذب مستوى إدواردو كامافينجا، وفي الدفاع، ارتكب دافيد ألابا أخطاء كلفت الفريق الكثير، وكان ريال مدريد عشوائيًا مرة أخرى، نجا في الشوط الأول، لكنه غرق في الثاني أمام إعصار كاسح.

اعتمد أنشيلوتي على طريقة اللعب 4-3-3، حيث وقف راؤول أسينسيو إلى جانب أنطوينو روديجر في عمق الخط الخلفي بإسناد من الظهيرين فيدي فالفيردي ودافيد ألابا، وحاول كامافينجا أداء دور لاعب الارتكاز بمساندة من المخضرم لوكا مودريتش، مانحا جود بيلينجهام حرية التحرك خلف ثلاثي الهجوم فينيسيوس ورورديجو ومبابي.

EPA

براعة كورتوا

دفاعيا، ظهر ريال مدريد صلبا بعض الشيء في الشوط الأول، رغم أنه كان محظوظا بعدم احتساب ركلة جزاء ضده بعد لمسة يد على أسينسيو، بيد أن اختراق الدفاع كان ممكنا، ولولا براعة كورتوا لخرج الميرينجي متخلفا من الشوط الأول بأكثر من هدف.

لعب فيدي فالفيردي بمركز الظهير الأيمن، وكان تحفظه مفرطا، التزم بالتعليمات الدفاعية ولم يُغامر بالتقدم كثيرًا. نجح في الحد من خطورة مارتينيلي، لكن لم يقدم أي مساهمة هجومية.

ثم سجل ديكلان رايس هدفين من ركلتين حرتين، ليكسرا صمود ريال مدريد، وأضاف ميكيل ميرينو الهدف الثالث، ليحرج الميرينجي الذي بات مطالبا بـ”ريمونتادا” أوروبية أخرى في لقاء الإياب الأسبوع المقبل.

فنيا، لا يمكن الحديث كثيرا عن أداء ريال مدريد، لأنه بدا عشوائيا بدون خطة واضحة، لكن تتوجب الإشارة إلى اختفاء رودريجو عن الأنظار، في وقت لعبه فيه فينيسيوس واحدة من أسوأ مبارياته.

والأهم من ذلك، أن التغييرات تأخرت، وأصر أنشيلوتي على بقاء رودريجو وكامافينجا الذي ارتكب الكثير من الأخطاء في وسط الملعب، قبل أن يخرج مطرودا في اللحظات الأخيرة.

?i=albums%2fmatches%2f2684715%2f2025-04-08-12018979_epaEPA

ليلة لن تنسى

أما آرسنال، فقدم ليلة لن تنسى في تاريخ النادي، حتى لو تمكن ريال مدريد بـ”قدرة قادر” من قلب النتيجة في لقاء الإياب، وفي وقت كان فيه تركيز النقاد على أدائه الهجومي، فإن الدفاع أظهر قدرته على النجاة حتى بغياب جابرييل ماجالهاييس.

لجأ مدرب آرسنال ميكيل أرتيتا إلى طريقة اللعب 4-3-3، حيث وقف ياكوب كيويور إلى جانب ويليام ساليبا في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين يورين تيمبر ومايلز لويس سكيلي، فيما أدى توماس بارتي دور لاعب الارتكاز، وتحرك أمامه ديكلان رايس ومارتن أوديجارد، خلف الثلاثي الهجومي المكون من بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي وميكيل ميرينو.

وكان ساكا شعلة نشاط على الجناح الأيمن، وأرغم ألابا على ارتكاب الكثير من الأخطاء، فيما قدم تيمبر أداء مقبولا في مواجهة فينيسيوس، وتمكن كيويور من تهدئة مخاوف جمهور آرسنال بشأن مشاركته أساسيا.

وأدى ميرينو مرة أخرى دور المهاجم الصريح بتقنية عالية ليتوج مجهوده بهدف، لكن نجم المباراة كان رايس، ليس فقط بسبب هدفيه من ركلتين حرتين، بل أيضا لقدرته على السيطرة في وسط الملعب برفقة أوديجارد.

لكن في نهاية المطاف، سهلت فوضى ريال مدريد الخططية من مهمة آرسنال، الذي بدوره بات مطالبا بعدم الانجرار وراء التكهنات بأن تأهله إلى نصف النهائي بات محسوما، لأن التاريخ يقدم لنا برهانا تلو الآخر، بشأن قدرة الميرنجي على قلب كل شيء في “سناتياجو برنابيو”.