البداية كنهاية.. 20 فريقًا بلا أمل في رفع كأس العالم

في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، تحول حلم الفوز بكأس العالم للأندية، إلى رفاهية لا يجرؤ على التفكير فيها سوى الأوروبيين.
ومع الإعلان عن النسخة الجديدة من المونديال بـ 32 ناديًا، بدت البطولة أكثر شمولًا من أي وقت مضى، لكنها في الحقيقة، أصبحت ساحة احتكار ناعمة للكرة الأوروبية، يصفق فيها البقية على هامش المجد.
فجوة متزايدة
توسعة البطولة إلى 32 ناديًا، والتي تُقام لأول مرة في صيف 2025، جاءت كخطوة لإضفاء طابع عالمي أكثر، وتوفير مساحة لأندية من القارات الأقل تمثيلًا.
لكن تلك الخطوة – التي بدت عادلة نظريًا – عمَّقت الفجوة عمليًا، حين منحت 12 مقعدًا لأندية أوروبا، بما يعني أن أكثر من ثلث المشاركين من قارة واحدة، هي نفسها القارة التي فازت بجميع الألقاب منذ 2013 حتى الآن.
كلمة السر كورينثيانز
هنا تظهر المفارقة الكبرى: أول بطل لكأس العالم للأندية كان كورينثيانز البرازيلي عام 2000، وآخر بطل من خارج أوروبا أيضًا كان كورينثيانز في 2012، عندما أسقط تشيلسي بهدف في النهائي.
ومنذ تلك اللحظة، لم يقدر أحد على الاقتراب من العرش الأوروبي، لا من أمريكا الجنوبية، ولا من آسيا، ولا حتى من أفريقيا.
ضيوف شرف
بنظرة سريعة على قائمة المشاركين في النسخة الموسعة، نجد أن 20 فريقًا من خارج أوروبا ستخوض المغامرة، تحمل على أكتافها رايات الأمل، لكنها في الحقيقة أقرب إلى أن تكون بمثابة “كومبارس” في عرض تُديره آلة المال والبطولات الأوروبية.
ففي النسخ الماضية، كانت المفاجأة ممكنة، ومباراة واحدة كفيلة بإقصاء العملاق الأوروبي، لكن البطولة الجديدة بصيغتها المطولة، تعني جدولًا مزدحمًا ومنافسات متعددة، ستختبر العمق والجودة واللياقة، وهي مقومات لا تملكها سوى الأندية الأوروبية الكبرى.
فهل هي بطولة عالمية فعلًا؟ أم نسخة موسعة من دوري أبطال أوروبا بغطاء دولي؟
قد يظهر فريق من أمريكا الجنوبية ويُقاتل، وربما تُفاجئنا أفريقيا بممثل شجاع، أو تخرج آسيا بأداء بطولي، لكن كل الطرق، بحسب المعطيات، تؤدي إلى تتويج أوروبي.
فالكرة العالمية اتسعت رقعتها، لكن سطور النهاية ما زالت تُكتب بنفس الحبر الأوروبي.
وهكذا تحوّل مونديال الأندية من حلم عالمي إلى سردية مكررة، تبدأ بشغف الشعوب وتنتهي بكأس تذهب لخزائن الملوك في أوروبا، بينما تُصفق باقي القارات على هامش البطولة، وتُعيد تذكير نفسها: “البداية كانت كورينثيانز… والنهاية أيضًا كورينثيانز”.