تقرير: تحليل أسباب وأرقام إخفاق سباليتي مع المنتخب الإيطالي

أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، إقالة المدرب لوتشانو سباليتي من تدريب المنتخب بعد يومين فقط من الخسارة المذلة (0-3) أمام النرويج في مستهل تصفيات كأس العالم 2026,
وأنهى المدرب بذلك فترته التي استمرت أقل من عامين، حيث تولى المهمة في سبتمبر/أيلول 2023 خلفًا لروبرتو مانشيني.
إقالة سباليتي بعد خسارة النرويج تعكس قرارًا حاسمًا من الاتحادي الإيطالي لتجنب تكرار فشل التأهل لكأس العالم.
لكن هذا القرار يضع المنتخب في موقف حرج، وسيواجه المدرب الجديد تحديات كبيرة، منها إعادة بناء الثقة بين اللاعبين، واستغلال المواهب الشابة، ومواجهة منافسين أقوياء في المجموعة التاسعة مثل النرويج وبلجيكا.
كما يتطلب الأمر إستراتيجية واضحة لدمج اللاعبين الشباب مثل دافيدي فراتيسي، وجياكومو راسبادوري مع القادة المخضرمين مثل دوناروما، وباريلا.
لكن يبقى السؤال، لماذا فشل سباليتي مع الأزوري، وهل هو ظالم أم مظلوم، ومن هو القادر على قيادة المنتخب من بعده.
Getty Images
أرقام سباليتي مع إيطاليا
خاض سباليتي 23 مباراة مع المنتخب الإيطالي منذ توليه المهمة في سبتمبر/أيلول 2023، محققًا 11 فوزًا، 5 تعادلات، و7 هزائم، بنسبة انتصارات 47.8%.
سجل المنتخب تحت قيادته 38 هدفًا، واستقبل 27 هدفًا، بدأ مشواره بفوز ساحق (4-0) على ليختنشتاين في تصفيات يورو 2024.
وتألق في دوري الأمم الأوروبية 2024/2025 بفوز لافت (3-1) على فرنسا خارج الأرض، لكنه خرج في ربع النهائي أمام ألمانيا (5-4) في مجموع المباراتين.
في بطولة يورو 2024، قدم أداءً مخيبًا، حيث فاز فقط على ألبانيا (2-1)، وتعادل مع كرواتيا (1-1) بفضل هدف متأخر، وخسر أمام إسبانيا (0-1) وسويسرا (0-2) في دور الـ16.
أما في تصفيات كأس العالم 2026، فكانت الخسارة أمام النرويج (0-3) بداية كارثية، حيث باتت إيطاليا في قاع المجموعة التاسعة بلا نقاط.
لماذا فشلت تجربة سباليتي؟
رغم نجاحه اللافت مع نابولي في موسم “2022/2023″، حيث قاده للقب الدوري الإيطالي بعد 33 عامًا، بدا سباليتي غير قادر على التكيف مع تحديات التدريب الدولي، الذي يتطلب مرونة أكبر وسرعة في تحقيق النتائج.
Getty
ويمكن تحليل فشل تجربة سباليتي من خلال عدة أسباب
1 – التكتيكات والمرونة التكتيكية
حاول سباليتي فرض أسلوب لعب يعتمد على السيطرة والضغط العالي، لكن الفريق افتقر للتناسق.
في يورو 2024، استخدم تشكيلات متذبذبة بين 4-4-2، و3-5-2، مما أربك اللاعبين. على سبيل المثال، في مباراة سويسرا، كشفت الفجوات الدفاعية عن ضعف التنظيم، حيث استغل الخصم المساحات بسهولة.
كما أشار سباليتي في مؤتمر صحفي بعد الخسارة إلى صعوبة تطبيقه لخطة دفاعية بـ3 مدافعين، ما أثار تساؤلات حول قدرته على التكيف مع طبيعة التدريب الدولي الذي يتطلب سرعة في بناء الفريق.
2 – نقص المواهب أم سوء استغلالها؟
تعاني إيطاليا من تراجع جيل المواهب مقارنة بعصورها الذهبية في التسعينيات وأوائل الألفية، حيث لا تملك نجومًا بقيمة مبابي أو هالاند.
لكن المنتخب يضم لاعبين موهوبين مثل أليساندرو باستوني، وريكاردو كالافيوري، ونيكولو باريلا، وفيديريكو ديماركو.
ووجهت انتقادات لسباليتي بسبب عدم استغلاله الأمثل لهذه العناصر، حيث بدا الفريق مفككًا ويفتقر للانسجام.
على سبيل المثال، فشل جانلوكا سكاماكا في استعادة تألقه مع أتالانتا على المستوى الدولي، كما أثرت فضائح المراهنات التي طالت ساندرو تونالي ونيكولو فاجيولي، إضافة إلى إصابات لاعبين مثل كالافيوري وأليساندرو بونجورنو، على استقرار الفريق، ما حد من قدرة سباليتي على بناء تشكيلة متجانسة.
3 – الضغوط والإدارة الخارجية
تولى سباليتي، المهمة في ظروف صعبة بعد استقالة مانشيني المفاجئة، ووسط مرحلة انتقالية للمنتخب عقب فشله في التأهل لكأسي العالم 2018 و2022.
واجه ضغوطًا هائلة من الجماهير والإعلام الإيطاليين، الذين يتوقعون عودة الأزوري إلى منصات التتويج.
تصرفاته خارج الملعب، مثل اتهامه لوجود “جاسوس” يسرب خططه التكتيكية للإعلام، وتصريحاته الحادة، أضرت بصورته وعلاقته باللاعبين.
كما أثار استبعاده لفرانشيسكو أتشيربي بعد خلاف شخصي جدلًا، مما زاد من التوتر داخل الفريق. هذه العوامل جعلت بيئة العمل غير مستقرة، مما أثر على أداء المنتخب.
تولى سباليتي، المهمة في ظروف صعبة بعد استقالة مانشيني المفاجئة، ووسط مرحلة انتقالية للمنتخب عقب فشله في التأهل لكأسي العالم 2018 و2022.
واجه ضغوطًا هائلة من الجماهير والإعلام الإيطاليين، الذين يتوقعون عودة الأزوري إلى منصات التتويج.
تصرفاته خارج الملعب، مثل اتهامه لوجود “جاسوس” يسرب خططه التكتيكية للإعلام، وتصريحاته الحادة، أضرت بصورته وعلاقته باللاعبين.
كما أثار استبعاده لفرانشيسكو أتشيربي بعد خلاف شخصي جدلًا، مما زاد من التوتر داخل الفريق. هذه العوامل جعلت بيئة العمل غير مستقرة، مما أثر على أداء المنتخب.
Imago
من يقود إيطاليا؟
بعد إقالة سباليتي، تتجه الأنظار نحو كلاوديو رانييري، الذي أنهى موسمه مع روما بنجاح، كمرشح رئيسي لتولي المهمة.
رانييري، بتجربته الطويلة وإنجازه التاريخي مع ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي 2016، يمتلك الخبرة اللازمة لإعادة الاستقرار.
يعتمد رانييري على التنظيم الدفاعي واللعب البراجماتي، مما قد يناسب إيطاليا في ظل الحاجة إلى نتائج فورية.
كما يُطرح اسم ستيفانو بيولي، مدرب النصر السعودي، كخيار بديل. بيولي، الذي قاد ميلان للقب الدوري الإيطالي 2022، يمتلك خبرة في بناء فرق متوازنة، لكنه قد يحتاج إلى وقت للتأقلم مع المنتخب.