ضعف الدفاع وهجوم بلا استراتيجيات.. المنطق يطيح بالمنتخب الأخضر أمام أستراليا

لعب المنطق دوره الحاسم في مواجهة السعودية وأستراليا، مساء الثلاثاء، في ختام المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، والتي انتهت لصالح الضيوف بنتيجة 2-1.
على ملعب “الإنماء” في جدة، فشل “الأخضر” في مهمته، في ظل حاجته ليس فقط إلى الانتصار، بل لتحقيق فوز بفارق 5 أهداف كاملة لضمان التأهل المباشر، وهو سيناريو لم يحدث مطلقًا في تاريخ مواجهات المنتخبين.
كما أن المنتخب السعودي سجل خلال مشواره في التصفيات 6 أهداف فقط، ما جعل المهمة تبدو مستحيلة قبل صافرة البداية.
واقع هجومي عقيم
دخلت كتيبة المدرب هيرفي رينارد اللقاء وهي تدرك ضخامة التحدي، لكن دون أدوات حقيقية لتحقيق المعجزة.
فالفريق يعاني من ضعف واضح في الفاعلية الهجومية، وسط افتقار للتنوع في الحلول وغياب اللاعب القادر على الربط بين الخطوط.
الهجوم بدا مشلولًا، خاصة مع اعتماد معظم الأندية المحلية على مهاجمين أجانب، ما قلص من خيارات رينارد في الخط الأمامي. وحتى في ظل الحاجة الملحة للتسجيل، لم تظهر على لاعبي “الأخضر” روح الثورة أو الحماس الكافي، باستثناء اللقطة الجماعية الوحيدة التي أنتجت هدف عبدالرحمن العبود بعد تبادل جميل بين فراس البريكان وسالم الدوسري.
دفاع هش.. وثقة غائبة
بينما سعى المنتخب السعودي للتقدم إلى الأمام، كانت الخطوط الخلفية مكشوفة، إذ أن أول تهديد حقيقي من أستراليا أسفر عن هدف التعادل في الشوط الأول، في ضربة معنوية موجعة أنهكت ما تبقى من آمال.
الهدف الثاني لأستراليا جاء كترجمة واضحة لضعف الرقابة داخل منطقة الجزاء، بعد ركنية ورأسية بلا أي ضغط، ما يعكس خللًا في التنظيم الدفاعي، وعدم جاهزية ذهنية للاعبين الذين بدوا وكأنهم لا يؤمنون بإمكانية تحقيق “المعجزة”.
رينارد.. غياب الحلول
الفريق تأخر 2-1، ولم يكن هناك وقت للحسابات، فالخسارة كالتعادل، والفوز بنتيجة غير كافية لا يغيّر شيئًا، ما يعني أن الهجوم الشامل هو الخيار الوحيد، لكن ذلك لم يتحقق لا على مستوى التغييرات التكتيكية، ولا عبر تحفيز ذهني من المدرب الفرنسي.
فالخوف سيطر على اللاعبين، بينما اكتسبت أستراليا الثقة تدريجيًا، فباتت أكثر هدوءًا وتنظيمًا، وأقل عرضة للمفاجآت.
حتى ركلة الجزاء التي حصل عليها المنتخب ضاعت، لتؤكد أن الخط الأمامي يفتقد للاعب الحاسم، وأن الأمل كان أضعف من أن يُترجم على أرض الملعب.
نهاية متوقعة
في النهاية، غابت الفاعلية، وتاهت الروح، ولم يكن المنطق ليسمح بتأهل منتخب يعاني على كل المستويات، هجومًا ودفاعًا.
ورغم قتال بعض الأسماء، إلا أن الصورة العامة كانت لمنتخب بلا أنياب، يودّع التصفيات وسط خيبة أمل كبيرة، ويحتاج إلى مراجعة شاملة تعيد له البوصلة والطموح.