بعد موسم مفاجئ.. كبرياء رونالدو يطيح بالأعداء (قصة بطل)

بعد موسم مفاجئ.. كبرياء رونالدو يطيح بالأعداء (قصة بطل)

يبدو أن الأسطورة كريستيانو رونالدو، قائد منتخب البرتغال، لا ينوي الاستسلام في نهاية رحلته بملاعب كرة القدم، رغم الإخفاقات العديدة التي تعرض لها في آخر موسمين.

الدوافع والاستمرارية في تحقيق البطولات، تبدأ في التراجع عندما يتجاوز لاعب كرة القدم عمر 30 عاما، أو بعد التتويج بالعديد من الإنجازات، ولكن رغم تجاوز “الدون” لعمر الـ40، إلا أن شغفه لا ينتهي متحديا الجميع.

موسم صادم

عاش رونالدو موسما صادما مع النصر على كافة الأصعدة، عبر الخروج بدون أي ألقاب محلية أو قارية، بسيناريوهات قاتلة، جعلته يتحدث مع نفسه أمام عدسات المصورين حتى تصور البعض بأنه فقد عقله.

رونالدو كان يتطلع لحصد لقب واحد محلي أو قاري واحد على الأقل بعد موسمين ونصف مع النصر، ولكنه خسر الدوري السعودي للمرة الثالثة تواليا، بجانب وداع ثمن نهائي كأس الملك أمام التعاون.

غير أنه استهل الموسم الماضي، بخسارة كأس السوبر على يد الهلال، بالإضافة لوداع دوري أبطال آسيا من الدور نصف النهائي، بعد الخسارة أمام كاواساكي الياباني.

وما زاد الطين بلة، هو عدم مشاركة النصر في دوري أبطال آسيا للنخبة في الموسم المقبل، ليكمل “الدون” سلسلة أزمات الموسم الصادم.

واكتفى “صاروخ ماديرا” بالاحتفاظ بلقب الحذاء الذهبي للمرة الثانية تواليا في دوري روشن، بتسجيل 25 هدفا، بجانب 3 تمريرات حاسمة في 30 مباراة خاضها بالمسابقة.

Getty Images

تقليل وهجوم

رغم المسيرة المذهلة التي حققها رونالدو مع المنتخب وكافة الأندية التي لعب لها، إلا أنه عانى من انتقادات وهجوم مستمر من جانب الجماهير والنجوم السابقين وخبراء الكرة السعودية.

ووصل الأمر إلى ظهور أحد الجماهير أمام الشاشات وهو يطالب رونالدو بعدم التجديد في مباراة الخليج بالجولة 33، وهو ما أثار استغراب “الدون”.

فضلا عن ذلك، فهناك بعض النجوم الذين طالبوا رونالدو بعدم الاستمرار مع النصر، حيث أكد المصري أحمد حسام “ميدو” أن “وجود الدون يمثل عبئا كبيرا على أي مدرب”.

كذلك، طالب حسين عبد الغني، إدارة النصر، بعدم التجديد لرونالدو والتخلص منه، وهو ما سار على نهجه فهد الهريفي، أسطورة العالمي.

غير ذلك، ظهرت العديد من الهاشتاجات والتعليقات المستمرة من الجماهير عبر منصة “إكس” للمطالبة برحيل النجم البرتغالي، والتعاقد مع بدائل أصغر سنا، رغم أنه الهداف الأول للفريق منذ وصوله في يناير/كانون ثان 2023.

اغتيالات مستمرة

بعد نهاية الموسم، اتجه رونالدو لمعسكر منتخب البرتغال، لاستئناف منافسات دوري الأمم الأوروبية، حيث واجه انتقادات عديدة كالعادة، بسبب استمراره مع “برازيل أوروبا”، رغم تقدمه في العمر.

لكن النجم البرتغالي كان في الموعد، وظهر بصورة رائعة ضد ألمانيا بالدور نصف النهائي، بقيادة بلاده نحو الفوز (2-1)، حيث سجل هدف الانتصار بالدقيقة 68.

وشهدت هذه المباراة، هتافات جماهير المنتخب الألماني ضد رونالدو، بترديد اسم غريمه الأزلي الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولكنه رد عليهم بهدف الفوز واحتفاله الشهير “كالما”.

وتأهل للمباراة النهائية في مواجهة إسبانيا، ليجد نفسه أمام مقارنات غير منطقية بالشاب لامين يامال، ولكنه تعامل مع الأمر باحترافية شديدة، بالحديث عن تحقيق كل شيء في كرة القدم، وطالب الجماهير بعدم الضغط على نجم برشلونة.

FBL-EUR-NATIONS-POR-ESPGetty Images

قطع رؤوس الأفاعي

كانت أغلب التوقعات تشير إلى تتويج إسبانيا بلقب دوري الأمم الأوروبية، نظرا للجيل المليء بالمواهب الرائعة والتي توجت باليورو الأخيرة، ولكن رونالدو كان له رأي آخر.

رونالدو ظهر في المباراة كشاب في منتصف العشرينات، بركض مستمر في جميع جوانب الملعب، والمساهمة في بناء الهجمات بالتحرر والنزول إلى وسط الملعب، فضلا عن ضغطه المستمر على دفاعات ولاعبي وسط إسبانيا.

وأثبت رونالدو مجددا أن العمر مجرد رقم بالنسبة له، حيث ساهم بنسبة كبيرة في تسجيل هدف بلاده الأول، بفضل التحرر من الرقابة وإخلاء المساحة لنونو مينديز، فضلا عن تسجيل التعادل بالدقيقة 61.

وتمكن المنتخب البرتغالي من التتويج في نهاية المطاف بركلات الترجيح، ليحصد اللقب الثاني من البطولة والثالث عبر تاريخ البلاد.

والمثير أن الألقاب الثلاثة جاءت في عهد رونالدو، ليقطع رؤوس الأفاعي التي كانت تهدف لقتله وتدمير في نهاية الرحلة، سواء جماهير أو نقاد ومحللين.

وبالتالي، فإن الفترة المقبلة، ستشهد تنفيذ جميع شروط رونالدو فيما يتعلق بعملية تجديد عقده مع النصر، بعدما أكد استمراره مع الفريق.

Portugal v Spain - UEFA Nations League 2025 FinalGetty Images