ميسي في أمريكا: لحظات مؤثرة وإنجازات على الرغم من التحديات

ميسي في أمريكا: لحظات مؤثرة وإنجازات على الرغم من التحديات

عند ذكر الولايات المتحدة إلى جانب اسم ليونيل ميسي، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن عشاق اللاعب الأرجنتيني هو الدموع.

أرض الفرص أصبحت بالنسبة للبرغوث الأرجنتيني مسرحًا للمشاهد الدرامية الثقيلة، من انكسارات مؤلمة إلى إصابات موجعة، مرورًا بلحظات فردية مبهرة لم تقض على آثار الحزن. فهل تظل أمريكا عقدته الأبدية، عندما يشارك ميسي مع إنتر ميامي في مونديال الأندية الأسبوع المقبل؟

ليلة 26 يونيو/حزيران 2016، في ستاد “ميتلايف” في نيوجيرسي، أقيم نهائي كوبا أمريكا المئوية بين الأرجنتين وتشيلي.

انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، واتجهت المباراة إلى ركلات الترجيح، تقدم ميسي لتسديد أولى ركلات التانجو، لكن الكرة ذهبت فوق العارضة، وكأنها اختصرت كل مشاعر الإحباط التي كانت بداخله منذ خسارة نهائي مونديال 2014 ونهائي كوبا 2015.

بعد لحظات، انهار ميسي باكيًا على مقاعد البدلاء، مشهد صدم العالم بأسره، تلاه إعلان مفاجئ باعتزاله اللعب الدولي عندما قال: “لقد حاولت بكل الطرق، لكن يبدو أن الأمر ليس لي”.

كانت الدموع صادقة، دامية، وكشفت عن هشاشة نجم طالما بدا صلبًا في الملعب.

مشهد درامي

بعد 8 سنوات، وفي ذات الأرض، كانت الأقدار تجهز لمشهد درامي جديد، نهائي كوبا أمريكا 2024 في ميامي، المدينة التي احتضنته كنجم لناديها، شهدت إصابة ميسي وخروجه باكيًا من الملعب بعد تعرضه لالتواء في الكاحل.

لم تكن دموع الهزيمة هذه المرة، بل دموع الألم والخذلان الجسدي، ولم يستطع قائد الأرجنتين إكمال المباراة، ليترك زملاءه يكملون الطريق دونه.

لكن الأرجنتين فازت، ورفع اللاعبون الكأس، وحمل ميسي الكأس من مقاعد البدلاء، وسط تصفيق جماهيري هائل.

ومع ذلك، ظل في عينيه شيء من الحزن، وكأن الجرح لم يندمل بعد.

استقبال الملك

لكن لم تكن كل فصول ميسي في أمريكا حزينة، فمنذ انضمامه إلى إنتر ميامي صيف العام 2023، كتب البرغوث فصولًا جديدة من المجد، بدأها بهدف أسطوري من ركلة حرة في أول ظهور له، وتوّجها سريعًا بأول لقب في تاريخ النادي: كأس الدوريات 2023.

لم تكن الأرقام هي الأهم، بل الشعور الذي عاد إليه، الجماهير الأمريكية، من ميامي إلى لوس أنجلوس، استقبلته كملك، وتحولت كل مباراة إلى مهرجان حب.

ميسي بدا مرتاحًا، أكثر إنسانية، أكثر حضورًا، وجد في أمريكا وطنًا بديلًا كرويًا، يقدره ويصفق له حتى في ملاعب الخصوم.

مفترق طرق

الآن، وفي العام 2025، تعود الولايات المتحدة لتقف مجددًا في مفترق طرق بمسيرة ميسي.

هذه المرة عبر كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي ستقام على أراضيها، بمشاركة إنتر ميامي. فهل تكون هذه البطولة هي اللحظة التي يطوي فيها البرغوث كل فصول الدموع؟

من المستبعد تماما أن ينافس إنتر ميامي على لقب كأس العالم، لكن عرضا قويا بوجود أسطورته ميسي، قد يعتبر إنجازا بحد ذاته بالنظر إلى حداثة النادي، وصعوبة التنافس على فرق أخرى لديها باع طويل في عالم اللعبة.