الخطايا الخمس: كيف قضى مانشيني على آمال 20 مليون سعودي في 6 ساعات؟

الخطايا الخمس: كيف قضى مانشيني على آمال 20 مليون سعودي في 6 ساعات؟

عندما دقت عقارب الساعة التاسعة والربع، من مساء العاشر من يونيو/حزيران، كانت الشكوك تساور جماهير المنتخب السعودي، حول القدرة على هزيمة أستراليا بخماسية، للتأهل مباشرةً إلى نهائيات كأس العالم.

ورغم التسجيل مبكرًا، أصبح الحلم كابوسًا، لم يفز “الأخضر” بهدفين فقط، ولا هدف، بل لم يتعادل، ولكن تعرض لهزيمة مدوية على ملعبه، ختم بها المرحلة الثالثة من التصفيات، ليكون مجبرًا على خوض الملحق المؤهل للمونديال.

مشهد النهاية لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة طبيعية لمشهد البداية، والذي قص شريطه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، فلم يتمكن خليفته هيرفي رينارد من الإنهاء الجيد لسباق بدأ بأسوأ شكل ممكن.

20 مليون سعودي تحطمت آمالهم بسبب 6 ساعات لعبها “الأخضر” تحت قيادة مانشيني، تتمثل في أول 4 مباريات من ثالث مراحل التصفيات، ولم ينجح في تعويضها خلال 9 ساعات تالية، تتمثل في 6 مباريات.

اختيارات غريبة

رحلة مانشيني مع المنتخب السعودي كانت سمتها الرئيسية هي سوء الاختيارات، لا سيما فيما يتعلق بنجوم “الأخضر”.

المثال الأبرز على تلك الاختيارات، كان سلمان الفرج، نجم الهلال السابق ونيوم الحالي، الذي استبعده المدرب مانشيني من اختياراته بشكل مستمر.

الفرج لم يكن الوحيد، حيث استبعد المدرب الإيطالي، عدة لاعبين، على غرار سلطان الغنام ونواف العقيدي وياسر الشهراني.

تلك الاختيارات جعلت المنتخب السعودي منقوصًا من بعض عناصر الخبرة، وكذلك من بعض البدائل القادرة على إيجاد الحلول وحل المشكلات.

توظيف خاطئ

حتى النجوم الذين كان مانشيني يستدعيهم بشكل مستمر، عانوا من توظيفه الخاطئ لهم في أرضية الملعب.

أكثر من عانوا من هذا التوظيف، سالم الدوسري، نجم الهلال، الذي فقد بريقه تمامًا تحت قيادة المدرب الإيطالي.

مانشيني منح الدوسري، أدوارًا دفاعية زائدة، كما ألزمه بالدخول للعمق بشكل أكبر، على عكس ما اعتاد اللاعب عليه طوال مسيرته.

فراس البريكان عانى أيضًا من نفس ما عانى منه سالم الدوسري مع مانشيني، وكذلك صالح الشهري الذي لم يجد له مقعدًا أساسيًا.

علاقة سيئة

لم يتوقف الأمر على الجانب الفني، بل إن مشكلة مانشيني الأكبر، كانت سوء تعامله مع اللاعبين على المستوى الإنساني.

المدرب الإيطالي كان يرفض ركوب الحافلة مع اللاعبين، بحسب ما كشفت عنه تقارير صحفية، وهو ما ساهم في المزيد من الجفاء بينه وبينهم.

بل إن مانشيني كان يهاجم اللاعبين علنًا، ويتهمهم بالتمرد، كما فعل مع سلمان الفرج وسلطان الغنام ونواف العقيدي.

وبحسب تصريحات سابقة لعدة لاعبين، على غرار سلمان الفرج وعلي مجرشي، فإن مانشيني كان يتعامل مع اللاعبين بقلة احترام، ويتجاهل السلام عليهم.

هجوم نادر

ما زاد الطين بلة، حالة التحفظ الغريبة التي كان مانشيني يدخل بها المباريات التي يخوضها المنتخب السعودي في التصفيات.

وألزم مانشيني، سالم الدوسري وفراس البريكان بأدوار دفاعية، فقتل قدرة الثنائي على صناعة الفارق في الخط الأمامي.

ولم يفرق مانشيني بين مباراة يخوضها على أرضه وبين جماهيره، وأخرى يخوضها خارج الديار، وبين منافس قوي أو ضعيف.

تلك الحالة من التحفظ انتهت بتسجيل 3 أهداف في 6 ساعات كاملة، بمعدل هدف كل ساعتين.

ومن بين الأهداف الثلاثة، سجل المدافع حسن كادش في مباراة الصين، الهدف الثاني كان في الوقت بدل الضائع.

دفاع هش

هذه الندرة الهجومية كان لا بد وأن تنبئ عن صلابة دفاعية، ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق.

واستقبلت شباك المنتخب السعودي، أهدافًا في 3 مباريات من أصل 4، وذلك بواقع 4 أهداف، منها 3 على ملعبه.

وانتهت رحلة مانشيني في أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد 4 جولات، لم يحصد فيها “الأخضر” سوى 5 نقاط من أصل 12.

غير أن المشكلة الأكبر، أن ما فعله المدرب الإيطالي لم يكن من الممكن إصلاحه بين يوم وليلة، لا سيما وأن “الأخضر” خاض مباراتين بعد أقل من شهر على رحيله.

وحين بدأ المنتخب السعودي يلتقط أنفاسه، وجد نفسه مُطالبًا بالفوز على أستراليا بخماسية، وهو لم يسجل طوال التصفيات سوى 6 أهداف.