السوق الأوروبية يهدف إلى تعزيز أوراق الضغط في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة

السوق الأوروبية يهدف إلى تعزيز أوراق الضغط في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. حلفاء وضعتهم رسوم ترامب الجمركية على مفترق طرق.. الإجراءات الحمائية وضعت حلفاء واشنطن الاستراتيجين في الضفة الأخرى للأطلسي في ذات الجبهة مع خصوم الولايات المتحدة التاريخيين وأبرزهم الصين.. بروكسل تعمل على كسب أوراق ضغط في مفاوضاتها مع واشنطن إذ ترى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على تنازلات أحادية الجانب وصولا إلى اتفاق غير متكافئ لصالحها.

بخطى متسارعة تتجه بروكسل وواشنطن نحو التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي للمفاوضات والمقرر في يوليو.. التوصل إلى اتفاق على الخطوط العريضة قبل التاسع من يوليو يعد السيناريو الأفضل من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، إذ يسمح بمزيد من المحادثات لتحديد التفاصيل.
 
المباحثات تأتي في وقت تعتزم فيه واشنطن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع صادرات التكتل تقريبا ما يدفع دول الاتحاد – على الأرجح – لتبنى رد انتقامي. 
 
الاتحاد الأوروبي أعلن أن الرسوم التي فرضها ترامب تغطي صادرات بقيمة 380 مليار يورو بما يعادل نحو 70% من سلعه الراغبة في العبور إلى الأراضي الأمريكية.
 
من جانبه.. فرض الاتحاد الأوروبي رسوما مضادة بقيمة 21 مليار يورو، كما تُعد الكتلة قائمة إضافية برسوم جمركية على منتجات أمريكية بقيمة 95 مليار يورو، ردا على ما يعرف برسوم ترامب المتبادلة وستستهدف سلعا صناعية، بما في ذلك طائرات “بوينج”، والسيارات أمريكية الصنع.
 
وبحسب بلومبرج.. يجري الجانبين مناقشات صعبة حول قطاعات حيوية مثل الصلب والألمنيوم، والسيارات، والأدوية، وأشباه الموصلات، والطائرات المدنية، بالإضافة إلى الحواجز الجمركية وغير الجمركية.
 
بحسب الوكالة.. يعمل الاتحاد الأوروبي على إعداد خطة مضادة للتصدى لإي ضغوط أمريكية لاكتساب أرضية في المفاوضات.. إذ يحصر المجالات الاستراتيجية التي تعتمد فيها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي لاستخدامها كأداة ضغط.. 
 
مسؤولون في الاتحاد الأوروبي يرون فرصا للتعاون في مجال المعادن الحيوية، وهو ما يجري الجانبان بشأنه محادثات ثنائية وقد يطرح الملف الاستراتيجي للنقاش كذلك خلال قمة مجموعة السبع التي تعقد الشهر الجاري في كندا.
 
الاتحاد الأوروبي يسعى لبناء جدار من المصالح الأمريكية لديه للاحتماء خلفه إذ يرى أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على تنازلات أحادية الجانب وترجح أن يكون أي اتفاق غير متكافئ لصالح واشنطن.. فهل سيتوصل الجانبان إلى أرضية مشتركة هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.