د. هاني سليمان: كلمة نتنياهو تهدف إلى إثارة العداء في المجتمع الإيراني

تناول الدكتور هاني سليمان المتخصص في الشأن الإيراني بتحليلات معمقة التطورات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والوضع الداخلي الإيراني، بالإضافة إلى الفرص المتاحة لإيران في ظل الدعم الدولي الكبير لإسرائيل.
أوضح الدكتور سليمان خلال حواره لبرنامج (صباح الخير يا مصر) أن خطاب نتنياهو الأخير حمل رسائل متعددة، استهدفت المجتمع الدولي والإسرائيلي، بالإضافة إلى رسائل تحريضية موجهة للشعب الإيراني، ويهدف نتنياهو، حسب سليمان، إلى حث الشعب على الخروج ضد النظام الإيراني، مستغلاً ما وصفه بـ”انكشاف حجم الاختراق الاستخباراتي والأمني والعسكري” للأهداف الإيرانية، مما قد يمثل فرصة للمواطنين للثورة.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لخلق وضع داخلي جديد في إيران وبدء موجة احتجاجات تزيد الضغط على النظام، ومع ذلك يرى سليمان أنه على الرغم من رفض الشعب الإيراني لبعض سياسات النظام، فإن هناك تماسكًا ودعمًا للنظام في مواجهة إسرائيل لعبور هذه المرحلة الصعبة.
وتحدث عن وجود فجوة وأزمة ثقة بين المواطن الإيراني والنظام، خاصة بعد حوادث الاختراق والاستهداف والاغتيالات واستخدام الطائرات المسيرة داخل إيران. ومع ذلك، أكد أن هذه الأمور ليست كافية لدفع الشارع الإيراني للتحرك في هذا التوقيت، مما أدى إلى تحييد الجبهة الداخلية في مواجهة الصراع مع إسرائيل.
وأضاف إلى نقاط ضعف إيرانية متعددة، مثل استهداف قيادات أساسية في الحرس الثوري وقائد الجيش الإيراني، مما أحدث ارتباكًا وصدمة للقرار الإيراني، ويرى أن الرد الإيراني يجب أن يكون متناسبًا مع حجم الأضرار، وعلى الرغم من أن الرد الإيراني حمل تطورًا نوعيًا وتمكن من الوصول لأهداف داخل إسرائيل، إلا أنه لم يحقق الأضرار المتناسبة وليس الرد الكافي لجعل إسرائيل “تفكر مرتين”.
أوضح أن الموقف الأوروبي مفهوم، خاصة في ظل التواطؤ في استصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة بإدانة طهران. وأشار إلى أن الصمت الدولي الحالي قد يفسر بوجود رغبة في التخلص من مقدرات البرنامج النووي الإيراني، وربما القضاء على النظام إذا لم ترضخ إيران.
ويرى سليمان أن إيران تمتلك “سلاحًا موجهًا” للدول الغربية وإسرائيل إذا ما كانت لديها القدرة على استكمال تخصيب اليورانيوم، أو كانت قادرة على العودة مرة أخرى، مشيرًا إلى تحصين منشآت مثل “نتنز” و”فوردو” في أعماق كبيرة. وذكر أن إيران قد تحدث أضرارًا كبيرة داخل إسرائيل لأيام متتالية، مما سيشكل ضغطًا كبيرًا على الجانب الإسرائيلي ويخلق نوعًا من التوازن النسبي.
واستبعد التدخل العسكري لقوى أخرى مثل روسيا والصين، لكنه اعتبر تدخلها محتملًا على المستوى السياسي كوساطة. وأوضح أن الوقت الحالي هو للمواجهات العسكرية، وأن الدبلوماسية مؤجلة حتى تستقر الأوضاع على الأرض.
وفي الختام، أشار إلى أن التحالفات الصلبة بمفهوم الشرق والغرب لم تعد موجودة، وكل طرف يتصرف بشكل منفرد وفق مصالحه الخاصة. ويرى أن إيران تتحمل جزءًا كبيرًا من هذه التكلفة، لاعتقادها بأنها أعطت الأولوية للاستثمار في الميليشيات كدولة أيديولوجية، بدلاً من بناء تحالفات مع الدول الإقليمية.
يذاع برنامج ( صباح الخير يا مصر) يومياً على شاشة القناة الأولى المصرية في تمام الساعة السابعة صباحًا.