التوازن في العواطف يعد من أهداف الشريعة السمحاء

التوازن في العواطف يعد من أهداف الشريعة السمحاء

أكد برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) أن المرء مأمور دائمًا بالاعتدال في إظهار المشاعر ، وعدم مجاوزة الحد المشروع فيها ؛ فالمبالغة في التعبير عن المشاعر من شأنها الوقوع بصاحبها في الإثم والظلم ، وربما الحرمان ، وفي المقابل فإن عدم إظهار المشاعر بالكلية وعدم الاكتراث بها يدل على قلة الاحساس ، وجفاف المشاعر ، بل ووجود خلل في النفس البشرية.

وأوضح البرنامج أنه ينبغي على العبد إذا فرح لأمر من أمور الدنيا كالحصول على مال أو وظيفة أو ولد أو قدوم غائب أن يكون معتدلاً في فرحه ، وألا يسرف أو يبذر أو يستعمل نعم الله في معاصيه ، فالعبد متاح له إظهار الفرح والسرور عند حدوث النعمة ، ولكن دون مجاوزة الحد ، فالذي ينهى عنه دين الإسلام الحنيف هو البطر والخيلاء وعدم الالتزام بحدود الشرع وعدم شكر النعمة ، قال تعالى : ﴿ ۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾

[ القصص: 76 ] ، فعلى المرء إذا بالغ في الفرح أن يتذكر أن نعم الله يجب أن تُشكر بطاعته ، وأن يتيقن أن الأيام دول ، وأن الدنيا جلبت على الأفراح والأحزان معًا ، وأن كلاهما لا يدوم ، فالنعيم المقيم والفرح الكامل الذي لا ينغصه شىء يكون في الجنة وحدها.

ومن جهةٍ أخرى ، أشار البرنامج إلى أنه ينبغي على العبد ألا يبالغ في حزنه عند فوات شىء من الدنيا أو في حال وقوع البلاء كفقد عزيز أو مرض أو غير ذلك، وعليه بالصبر والاحتساب، وألا يخرج عن حدود الله عز وجل التي حددها له في التعامل مع البلاء ، لذلك أباح الشرع للإنسان أن يُظهر حزنه كأن يبكي أو أن تدمع عيناه ، فقد روي عن أنس بن مالك أنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند موت ابنه إبراهيم : «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون». وإنما نهى الشرع عن الخروج من الحزن إلى التسخط والاعتراض على قضاء الله وقدره ، فقد روي عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ”.

وتابع البرنامج : إذا بالغ الإنسان في الحزن ، فعليه أن يتذكر أن دوام الحال من المحال، وأن الله سبحانه قادر على أن يغير حاله من الحزن والغم إلى الأفراح والسرور ، وعليه أن يعلم أن الله إذا قدر عليه البلاء فذلك لحكمة بالغة يعلمها الله تعالى، وأن الدنيا زائلة لا تستحق الأسف عليها ، قال الله تعالى في سورة الحديد: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}.

يذاع برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعي فوزي عبد المقصود .

 

لمتابعة البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم .. اضغط هنا