أخصائي ترميم: مصر تمتلك واحدًا من أحدث مراكز الترميم عالميًا في المتحف الكبير

أخصائي ترميم: مصر تمتلك واحدًا من أحدث مراكز الترميم عالميًا في المتحف الكبير

أكد الدكتور محمد نصير أحمد، أخصائي ترميم الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، أن المرمم المصري جزء أصيل من علم الآثار منذ بدايات القرن العشرين، مشيرًا إلى أن عمليات الترميم واستخراج الآثار كانت تتم في بدايتها على أيدي عمال فنيين مصريين بسطاء اكتسبوا مهاراتهم من خلال معايشتهم المباشرة للآثار، وأوضح أن هذه الخبرات العملية تراكمت حتى أصبح هناك تخصص أكاديمي معترف به، حيث تم إنشاء قسم ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، ثم توالى إنشاء أقسام مماثلة في جامعات الفيوم وسوهاج وغيرها، مما أسهم في تنوع جغرافي لتخصص ترميم الآثار على مستوى الجمهورية.

وأشار نصير خلال حديثه لبرنامج (الأنامل الذهبية) إلى أن المرمم المصري يتعامل مع الأثر بنوع من التوحد والارتباط العاطفي، وهو ما يجعل عملية الترميم أكثر من مجرد عمل تقني وأضاف أن مصر تمتلك الآن أحد أكبر مراكز الترميم على مستوى العالم، وهو مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، إلى جانب المركز التاريخي في المتحف المصري بالتحرير، والذي يعد منبعًا رئيسيًا لتخريج المرممين، لافتًا إلى أن بعض المرممين المصريين ينشرون أبحاثهم في مجلات علمية دولية متخصصة في علم الترميم.

وأضاف أخصائي الترميم بالمجلس الأعلي للآثار أن نقل الآثار من أماكنها الأصلية أو إلى المتاحف أمر معمول به دوليًا، ويتم وفق ضوابط علمية شديدة الدقة، خاصة إذا كان الأثر معرضًا للخطر مثل نقل معبد أبو سمبل بالتعاون مع منظمة اليونسكو، مؤكدًا أن بعض القطع الأثرية مثل المقابر القديمة في الصحراء يستلزم وضعها داخل متاحف لضمان حمايتها، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة أثناء الفك والنقل والتركيب.

وأكد الدكتور محمد نصير أن خروج بعض الآثار المصرية لعرضها مؤقتًا في الخارج له أهمية كبيرة في الترويج للثقافة والحضارة المصرية، لافتًا النظر إلى أنه قبل خروج أي قطعة أثرية يتم أخذ بصمة دقيقة لها، وعند عودتها تُطابق هذه البصمة لضمان أنها نفس القطعة، مشيرًا إلى أن عمليات التغليف والنقل تخضع لإشراف متخصص ومعايير دولية صارمة.

وأضاف أن استخدام الآثار في تحقيق التنمية المستدامة يمثل توجهًا مهمًا، إذ يمكن إعادة توظيف المواقع الأثرية بشكل يحقق مردودًا اقتصاديًا، شريطة الحفاظ الكامل على الأثر وعدم الإخلال بطابعه الفني أو المعماري أو الزخرفي ولفت إلى أن الدولة تسمح بإقامة فعاليات وحفلات في بعض المواقع الأثرية تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، مثلما يحدث في وكالة الغوري وبيت العود العربي، وحتى بعض المساجد الأثرية التي لا تزال مستخدمة كأماكن للعبادة، مشددًا على أهمية وضع ضوابط صارمة لاستخدام هذه المواقع، بما يحافظ على قيمتها التاريخية والثقافية.

برنامج (الأنامل الذهبية) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، فكرة وإعداد أحلام أبو نوارة وتقديم جيهان الريدي.