“التنمية الاجتماعية في مواجهة تحديات الفضاء الرقمي” – ندوة لمجمع إعلام القليوبية

نفذ اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة تثقيفية تحت عنوان”التنشئة الاجتماعية في ظل تحديات الفضاء المفتوح” بالتعاون مع مجلس مدينة شبين القناطر بالقليوبية برئاسة د/ سلوى أبو العينين،وذلك في إطار اهتمام قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات ببناء الإنسان والاستثمار في رأس المال البشري لإعداد أجيال جديدة قادرة على المشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة،تحت إشراف الدكتور/أحمد يحيى مجلي- رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
حاضر في الندوة الدكتورة هند فؤاد – أستاذ علم الاجتماع بالمركزالقومي للبحوث الاجتماعية والجنائية المشرف على فرع المركز بالقليوبية،الدكتورة سارة مراد – خبير الإعلام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية،فضيلة الشيخ/ محمد أبوالفتوح حسين – مفتش الدعوة بإدارة أوقاف شبين القناطر.
بدأ اللقاء بكلمة الإعلامية ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام القليوبية،والتي أكدت أن الفضاء المفتوح أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد ولا يمكن منعه أوالاستغناء عنه مما يفرض علينا إعادة النظر في أساليب التربية والتوجيه؛فعلينا التوفيق بين الاستفادة من الوسائل الرقمية والحفاظ على أصالة القيم المجتمعية، مشيرًة إلى أن المعركة اليوم ليست مع التكنولوجيا بل مع كيفية تربية أجيال قادرة على العيش بوعي في عالم متغير،لهذا فإن الاستثمار في التربية السليمة والتنشئة الواعية هو استثمارفي مستقبل الأجيال ونهضة الأمم.
وأوضحت د/هند فؤاد أن في ظل الثورة الرقمية والانفتاح غيرالمسبوق على العالم عبرالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛أصبحت التنشئة الاجتماعية تواجه تحديات جديدة ومعقدة،فلم تعد الأسرة والمدرسة وحدهما المصدرالأساسي لتشكيل شخصية الطفل وغرس القيم والمبادئ؛بل أصبح الفضاء المفتوح يلعب دورًا موازيًا، وأحيانًا متناقضًا في التأثيرعلى السلوك والتفكير،وبينما يتيح هذا الفضاء فرصًا للتعلم والتواصل،إلا أنه في الوقت ذاته يفرض تهديدات جدية على هوية النشء وانتمائه،مما يستدعي وقفة تأمل ومراجعة للأساليب التربوية التقليدية،وإيجاد طرق جديدة لحماية الأجيال في عصر لم تعد فيه الحدود واضحة بين ما هو نافع وما هومضر.
وأضافت أن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها نقل القيم والمعتقدات والأعراف الاجتماعية من جيل إلى آخر،حيث أصبح الطفل يتلقى جزءًا كبيرًا من أفكاره وسلوكياته من الفضاء الإلكتروني،في ظل غياب الرقابة أوالتوجيه الكافي،وهو ما يتطلب تطويرأساليب التربية والدمج بين القيم الأصيلة والتقنيات الحديثة.
وأشارت د/ سارة مراد أن الفضاء المفتوح له تأثيرسلبي كبيرعلى تنشئة الطفل،لذلك يجب إعادة النظر في أساليب التنشئة الاجتماعية وتحديثها لتواكب متغيرات العصر،وتعزيزدورالأسرة من خلال الحوارالمفتوح والرقابة الواعية على استخدام الأطفال للتكنولوجيا،وتطوير المناهج التعليمية لتشمل التربية الإعلامية والرقمية، وتوعية النشء بكيفية استخدام الفضاءالمفتوح بشكل آمن،وتحفيزالأنشطة الواقعية التي تعزز من مهارات التواصل والانتماء مثل العمل الجماعي والمبادرات المجتمعية،إلى جانب بناء شراكات بين الدولة والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لتوفيربيئة رقمية صحية تدعم تنشئة سليمة وتدريب أولياء الأمورعلى مواكبة اهتمامات أبنائهم بطريقة ذكية وفعالة.
وأشارفضيلة الشيخ/ محمد أبوالفتوح إلى أن التنشئة في الإسلام تبدأ من اللحظة الأولى لولادة الطفل،وتُعتبر الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تزرع العقيدة وتُعلّم الأخلاق وتُرشد إلى الطاعة والاحترام،فالدين يحث على تنشئة الأبناء على الصدق،الأمانة واحترام الآخرين وحب الخيروالرحمة،كما يوجّه إلى بناء علاقة متوازنة بين الفرد ومجتمعه قائمة على التعاون والتكافل.
وأكد أبوالفتوح أن المساجد والمدارس والخطب تلعب دورًا مهمًا في تعزيزالتنشئة السليمة،وذلك من خلال التوجيه المستمروتصحيح المفاهيم وربط السلوك بالقيم الدينية،كما أكد أن التنشئة الاجتماعية لا تقتصرعلى تعلّم العبادات؛بل تشمل بناء الإنسان الصالح المتوازن نفسيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا،وفي زمن كثرت فيه المؤثرات السلبية يظل الدين هو الحصن المنيع الذي يحفظ الفرد ويضمن توازنه في مواجهة التحديات.
اللقاء من إعداد وتقديم الإعلامية ليلى محمد مسعد – أخصائي الإعلام بمجمع إعلام القليوبية.