فهمى عبد الحميد: أنا واثق تمامًا أن ما أطرحه لا يت contradict مع قيم الناس.

الأب الروحى للفوازير وملك الخدع
فهمى عبد الحميد كان سببا فى نشر البهجة والفرحة فى كل البيوت المصرية والعربية بالاستعراضات التى لا تنسى بالفوازير ، إذ كان يقدمها طوال شهر رمضان، فأطلق علية ملك الخدع والكرتون، الأمر الذى جعله يحصل على جوائز فى مهرجانات دولية عديدة.
تخرج عبد الحميد فى كليه الفنون الجميلة قسم رسوم متحركة عام 1963 ثم عمل بالتليفزيون المصرى عام 1964 بقسم الرسوم المتحركة وتتلمذ على يد المخرج الكبير على مهيب الذى ساعده فى بداية مشواره بتصميم التترات..
فى بداية حياته العملية صمم العديد من تترات المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية؛ منها فيلم الخيط الأبيض ومسلسل جحا بطولة عبدالمنعم مدبولى، كما قدم أغنيات للأطفال حققت نجاحا كبيرا، منها أغنية أبريق الشاى لسيد الملاح وأغانٍ لإيمان الطوخى عام 1974.. وجاءت انطلاقته الحقيقية من خلال فوازير رمضان بطولة نيللى، وكانت فكرتها تعتمد على استضافة فنانى الرسوم المتحركة ، ثم التقى مع الشاعر صلاح جاهين وقدم فوازير عروستى والخاطبة، لمدة 7 سنوات..
ثم قرر أن يجدد الفوازير فالتقى بالمؤلف عبدالرحمن شوقى وابتكر شخصية فطوطة للفنان سمير غانم فقدمها من 1983 حتى 1984 وحققت نجاحا كبيرا .
ثم أعاد ليغير من جديد فأخرج للإذاعة حلقات ألف ليلة وليلة تأليف الشاعر طاهر أبو فاشا، وقام الشاعر عبد السلام أمين بكتابة فوازير داخل الحلقات.
ثم جاءت شريهان على يده وقدمت فوازير ألف ليلة وليلة للتليفزيون على مدار ثلاث سنوات 85، 86، 87 ثم جاء كعادته يرغب فى التجديد فقدم عام 1988 فوازير مختلفة عما قدمه فى السابق بطولة يحيى الفخرانى وهالة فؤاد وصابرين، وتم تقديم الفوازير بشكل كوميدى وبداخلها فزورة يكتبها عبدالسلام أمين وفيها تعاون مع يوسف عوف، وفى عام 1989 قدم حلقات ألف ليلة وليلة مع الفنانة ليلى علوى وتعاون مع كبار الملحنين أمثال محمد الموجى وسيد مكاوى وخالد الأمير وسمير حبيب ومنير الوسيمى وعمار الشريعى وسامى الحفناوى وصلاح الشرنوبى وفاروق الشرنوبى ..
رحل فهمى عبد الحميد ملك الفوازير عام 1990 أثناء تصوير فوازير ألف ليلة وليلة مع النجوم مدحت صالح ورغدة ومنى عبدالغنى بعد تعرضه لأزمة قلبية، التقط أنفاسه الأخيرة فى 17 يناير 1990 وحصل على العديد من الجوائز، منها تكريم من الرئيس الراحل حسنى مبارك بمنحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى، كما حصل على العديد من الجوائز عن أغنية للأطفال وأغنيات وطنية مثل على ضفافك يا نيل غناء وردة ويوم الرضا غناء نجاة الصغيرة.
وجاء على لسان المخرج فهمى عبد الحميد متحدثا عن الخدع التى يستخدمها فى حوار هام له على صفحات مجلة الإذاعة والتليفزيون بعددها رقم (2481) الصادر بتاريخ 2 أكتوبر 1982 أجرى الحوار الكاتب ” لطفى عزيز” فكان كالاتى :
ما هى الخدعة وكيف يتم تنفيذها وماهى دواعى استخدمها؟
فقال فهمى : أن المخرج لا يستطيع أن يحقق تصوير العمل دون مساعدة للخدع، فممكن أن تتناول الرواية مشاهد الحرب، وقد يكون المشاهد به أنماط تاريخية تستخدم فيها السيوف والرماح، وقد تكون من حروب مصرية وأحداث بمستويات الحرب العصرية وتشمل الأرض والبحر والجو أو كوارث وانهيار مبانٍ.
وكيف يتم تنفيذ الخدعة ؟
الخدع تتم بطريقتين؛ الأولى بواسطة التصوير والإضاءة والثانية بواسطة المعامل وطبع الأفلام، فعندما تستخدم الكاميرا لعمل خدعة ما يمكن إخفاء جزء من الشكل المصور وتحرير جزء آخر، أو تعيد التصوير على نفس الفيلم حيث يختفى الجزء الذى تم تصويره وتعريض الجزء الذى لم يتم تصويره لمكانين مختلفين فى صورة واحدة ويمكن أن يتم تنفيذ الخدعة بطريقة مزج شكل بشكل آخر.
ويضيف: ولقد خضت الخدع خطوة هامة بعد اختراع التليفزيون ، ولقد ساعد على ذلك الإرسال الإلكترونى.. ففى التليفزيون تم إنشاء أستديوهات كاملة مجهزة لعمل الخدع بطريقة أبسيط وأسرع من السينما التى تأخذ وقتاً طويلاَ وشاقاً ومضنياً ..
والمشكلة التى تواجة الفنيين فى عمل الخدع فى التليفزيون هى أن السرعة بالبساطة التى نستعملها عن طري الخدع الاليكترونية، أصبحت سهلة بحيث يغرى المخرج غير المتمكن من فنه أن يستعملها بطريقة خاطئة فتسقط الخدعة وبالتالى العمل كله، لأن الخدع إذا اكتشفها المشاهد فأنها تسقط من رؤيته وتفكيرة وكلما كانت الحرفية فى استخدامها متقنة وغير معروفة للمشاهد كلما كانت غريبة ومبهرة .
وتحدث عن الفوازير التى يقدمها مع يحيى الفخرانى وهالة فؤاد من خلال حواره فى عدد المجلة رقم (2760) الصادر بتاريخ 6 فبراير 1988 أجرت الحوار الكاتبة الصحفية “وفاء عوض” .
فقال عندما سئل.. قلت الفوازير ليست حكرا على شخصية معينة؟
الفوازير ليست عملا روتينيا مقصورا على شخصية معينة، بل هى عمل فنى قابل للتغيير والتبديل والتجديد، وكلها أساسيات قائمة، ولو أبقيت على نيللى طوال 13 عاما.. سيكون السؤال لماذا نيللى كل هذه المدة؟
طالما هناك تغيير فى الفوازير .. لماذا لا يشمل مصمم الاستعراض ؟
أنا الذى أصنع الفوازير، ومن حقى أن أختار الشخصيات التى أعمل معها، وليس هناك حجر على فكرى واختيارى، وكل المجموعة التى أعمل معها منذ 13 سنة مقتنع بهم تماما .
قلت الفوازير ليست حكرا على شخصية معينة.. رغم ذلك مازال فهمى عبد الحميد صانع الفوازير منذ 14 عاما ؟
يسأل فى ذلك الجهات المختصة والتى ترشحنى لعمل الفوازير .
وهذا التكرار ألم يخلق نوعا من الصراع المهنى بينك وبين زملائك المخرجين ؟
لم أحس بذلك.. ولم يواجهنى أى انسان، وعموما أنا لا ألتفت لهذه المسائل، أنا أعمل فقط، وإذا كان هناك من يعارض ذلك فهو حر
فى مجال الإخراج دائما ما يكون هناك أجيال متعاقبة.. مثلا فى الواقعية عاطف سالم جيل لاحق لصلاح أبو سيف.. أين الجيل اللاحق لمخرجى الاستعراض ؟
يعمل معى مجموعة من المساعدين ومنهم من أصبح على مستوى عال ويعمل لصالحه.. أما كونهم حققوا نجاحا أو لم يحققوا فهذا شىء يرجع لهم.. وأنا لم أبخل على أحد بخبرتى، وعملى مفتوح على الجميع بالاستوديو.. والمفروض أن يستفيدوا وإذا لم يحدث ذلك فهذه ليست مشكلتى.
قدمت عددا قليلا من أفلام التليفزيون مثل “مبروك جالك ولد”.. فى نظرك هل نجاحها محدود؟
فى رأيى النجاح كبير جدا.. وسيظل فيلم “مبروك جالك ولد” علامة فى الدراما الاستعراضية .
لماذا لا تستمر ؟
لعدم وجود العرض المناسب، والمنتج الجرىء الذى يصرف على أفلام استعراضية تتكلف الكثير، خاصة إذا كان فيلما سينمائيا فهو يكلف الكثير مقارنة بالفيلم التليفزيونى.. وقد عرضت علىّ موضوعات كثيرة جدا للسينما ورفضتها لأننى لم أجد فيها نفسى .
هل معنى ذلك أن تكتفى بالفوازير؟
أفضل أن أكتفى بالفوازير حاليا إلى أن أجد عملا أقتنع به وأحقق فيه ذاتى .
كانت هناك ضغوط.. واعتراض على فوازير شريهان ؟
أنا واثق تماما أن ما أقدمه لا يتعارض مع حياء الناس، سواء فى الملابس أو المكياج والحركات الاستعراضية، جميعهم يخلو من الابتذال.. بحيث تشاهده زوجتى وأختى .