مصطفى همت: سحر المذيعة يفوق جمالها

أول مذيعة تظهر على الشاشة وتقرأ النشرة
همت مصطفى هى أول وجه نسائى يطل على الناس من الشاشة الصغيرة بجملتها “هنا القاهرة… تليفزيون مصر يقدم لحضراتكم نشرة الأخبار” بهذه الجملة افتتح التليفزيون بثه فى 23 يوليو 1960..
ولدت بالمنصورة فى 27 يناير 1927، والتحقت بمدرسة النيل الثانوية، ورغم أنهم كانوا يعدونها فى البيت لتصبح طبيبة إلا أنها اختارت آداب قسم التاريخ لتتخرج منه عام 1950 بتقدير جيد جداً،
انضمت للإذاعة عام 1951 بعد تجربة قصيرة فى الترجمة بدار الهلال، بعد خوضها لعدة امتحانات نجحت فيها هى وجلال معوض من ضمن مئات المذيعين وشاركت فى البداية فى ركن المرأة فى البرنامج العام لتنتقل بعده إلى البرامج السياسية ونشرة الأخبار وكانت أول نشرة لها فى الإذاعة مع جلال معوض 4-7-1951، وجذبت الانتباه ببرنامجها الذى استمر طوال فترة عملها فى الإذاعة “الأسبوع فى ساعة”، رغم انتدابها سنة 1958 للعمل فى إذاعة الإقليم الشمالى لتكون أيضاً أول امرأة تقرأ نشرة الأخبار وتتوالى زميلاتها بعد ذلك، وفى عام 1960 اختيرت همت مصطفى لتكون ضمن الجيل الأول الذى يتولى مسئولية الجهاز الجديد “التليفزيون”،
وقدمت العديد من البرامج، منها برامج “تذكرة إلى دمشق”، “خللى بالك”، “5 شهور فى ساعات”، “البرنامج الثقافى”، 3×3، “حوار مفتوح”، “على شط النيل”، “لو كنت المسئول” والذى رشحت سهير الإتربى لتقديمه بعدها، وكان الأخير أحد أسباب تلقيبها بـ “ثائرة ماسبيرو” لجرأتها فى مناقشة المسئولين بالإضافة لأسلوب تناولها للأحداث،
تولت عام 1962 منصب رئيس القناة الثانية، وكانت عائدة للتو من بعثة إلى ألمانيا لدراسة ما يتعلق بالعمل التليفزيونى، وعلى الصعيد السياسى.. فازت بالتزكية فى انتخابات مؤتمر المحافظة سنة 1963، وفازت بـ572صوتاًً فى انتخابات الاتحاد الاشتراكى محتلة الترتيب الرابع بين الرجال والأول على النساء، وأصبحت عضو لجنة المحافظة عن دائرة عابدين كما صارت عضواً بالمؤتمر الإسلامى، ولأول مرة يصدر وزير الإعلام قراراً بتعيين امرأة على رأس بعثة الحج المصرية وتكون هذه المرأة لتلقب بعدها بـ “الحاجة همت”، فى يوليو-1965 عينت مديرة للبرامج التوجيهية فى التليفزيون إلى جانب قراءتها لنشرة الأخبار، وفى أبريل 1974 كانت أول امرأة تشارك فى مؤتمر القمة الإسلامى وأول امرأة تلقى نشرة الأخبار فى التليفزيون الباكستانى باللغة العربية وهو ما أثار دهشة الوفود الإسلامية فى “لاهور” وقتها.
بدأت “همت مصطفى” سلسلة حوارات مع الرئيس السادات فى المناسبات المختلفة، وكانت تسجل معه فى قريته ميت أبوالكوم وكان أول حوار بينهما عام 1976، وكلفها فيه بنقل كل رحلاته المهمة لأمريكا وأوروبا بما فيها رحلته للقدس 1977، ثم عينت رئيساً للقناة الأولى، وتولت همت مسئولية فيلم “مسيرة النصر” الذى جاءت فكرته من الفريق أول عبدالغنى الجمسى وزير الحربية ونائب رئيس الوزراء،
وفى عام 1978عينت وكيلة للتليفزيون ومدير عام الأخبار والشئون السياسية، وفى مايو 1980 صدر قرار بتعيينها رئيساً للتليفزيون، وسكرتيرة علاقات إعلامية فى مكتب الرئيس السادات فى نفس الوقت، وفى نوفمبر 1982 فضلت ترك منصبها كرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعينت أميناً عاماً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس المكتب الإعلامى المصرى بلندن، فاستقالت من عضويتها بمجلس الشورى والذى انضمت له بالتعيين، كما عينها صفوت الشريف وزير الإعلام السابق عضواً فى مجلس أمناء الاتحاد..
بعد إحالتها للمعاش تولت الإشراف على محطات شبكة راديو وتليفزيون العرب حتى وفاتها فى 14 ديسمبر 1995 فى روما عقب عودتها من عملية جراحية أجريت لها بلندن، وكانت بعد عودتها أصيبت بالتهاب رئوى حاد دخلت على أثره غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات روما حتى توفيت.
** وفى أحد حواراتها أيضاً.. قالت عن أكثر المواقف إحراجاً لها على الشاشة: “فى أحد الأيام وأنا أقرأ نشرة الأخبار شعرت بضيق شديد واختناق وأخذ الضعف يسرى فى جميع أوصالى والدوار يزداد فى رأسى وكدت أقع على الأرض كل هذا وأنا أتحامل على نفسى وأتابع القراءة، وجاء خبر مصحوباً بصورة فشربت جرعة ماء بسرعة شعرت بعدها بالتحسن”، والمرة الثانية أيضاً كنت أقرأ فيها نشرة الأخبار وفجأة سمعت أحد الزملاء الفنيين يخبط بشاكوش جانبى، وانتهزت ظهور صورة على الشاشة، وأغلقت المايك لأنبه إلى عدم الخبط “يا أخى اللى انت بتعمله بطل خبط بقى” وللأسف كان المفتاح به خلل فلم يغلق وسمع الجمهور عبارتى.
نستكمل كلامها: يجب أن تتسم المذيعة الناجحة بان لا تكون ملكة جمال، المهم أن تكون جذابة، وجهها مريح، مظهرها يدعو للثقة ويبعث على الاحترام، متفاهمة مع الجمهور الذى تدخل بيته، وتكون مثقفة لتعرف كيف تخاطب المستويات المختلفة، وأنا عادة أرتدى ملابسى العادية فى التليفزيون، فهو زائر جديد على الأسرة العربية، وعلى أن أحترم البيت الذى أدخله، ولا اظن أن الأسرة العربية ترحب كثيرا بفتاة متبرجة أو متأنقة أكثر من اللازم.