خبراء يقدمون خطة لمواجهة تحديات صناعة حليب الأطفال

خبراء يقدمون خطة لمواجهة تحديات صناعة حليب الأطفال

بعد توجيهات الرئيس فى موسم حصاد القمح ..
خارطة إنتاج 50 مليون عبوة لبن أطفال سنويا وامكانية التصدير إلى الدول الأفريقية
نقيب صيادلة البحيرة: نحتاج بالتوازى للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء افتتاحه موسم حصاد القمح، بضرورة البدء فى تصنيع ألبان الأطفال، مشيرا إلى أن مصر تستور من 40-45 مليون علبة سنويا، كما أشار رئيس الوزراء إلى استيرادنا ل100 الف طن سنويا من لبن البودرة.

 التوجيه جاء ليعكس مدى أهمية صناعة لبن الأطفال وضرورة توطين هذه الصناعة باعتبارها جزءًا مهمًا من تأمين الاحتياجات الأساسية بشكل مستقر مع تقليل فاتورة الاستيراد.

وبشأن اشكالية لبن الأطفال قال دكتور جمال الليثى رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية، إن صناعة لبن الأطفال بشكل كامل غير موجودة فى مصر والمصنع الموجود “لاكتومصر” يقوم بالتعبئة فقط، لذا فأهم التحديات التى تواجه هذه الصناعة هى توافر نوع الحليب المكون للبن الأطفال، فالثروة الحيوانية المتاحة فى مصر غير مناسب حليبها لبودرة لبن الاطفال، والأنواع المناسبة لا يتوافر منها سوى 100: 125 ألف رأس، ونحتاج على الأقل 300 ألف رأس للبداية، أيضا الاستثمار فى لبن الأطفال تكلفته عالية،  فإنشاء مصنع واحد لتلبية احتياجاتنا كبداية يحتاج 200 مليون يورو.

فى ذات السياق، قال دكتور أحمد زعلوك نقيب صيادلة البحيرة قال إن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتصنيع لبن الأطفال من الأهمية بمكان، نظرا لوجود حالات تحتاج إليه بشكل أساسي، ومادام وجه الرئيس فإن العجلة تدور مباشرة، وبدأت بالفعل الترتيبات ووضع التصورات والدراسات استعدادا للتنفيذ الفترة القادمة، ولبن الأطفال لا علاقة له باللبن العادي، فلبن الرضع له مواصفات خاصة لضمان امداده بالمغذيات التى يحتاج لها وبالكميات المناسبة لكل سن، ولبن الاطفال أيضا تختلف أنوعه باختلاف الفئة المستهدفة واحتياجاتها، فلبن الأطفال صناعة قائمة بذاتها تختلف عن اللبن الحليب أو اللبن المجفف للاستخدامات الأخرى، ورغم حاجته لتكنولوجيا متقدمة إلا أن مصر أثبتت الفترة الماضية قدرتها على الدخول فى أى مجال واحراز نجاح فيه، وتصنيع ادوية علاج الاورام والادوية البيولوجية وغيرها خير دليل، فعدم وجود خبرات سابقة لا يعنى التوقف عن اقتحام هذا السوق لما له من أهمية  رئيسة فى الحياة للطفل، وأهمية للدولة فى تأمين غذاء اطفالها فى شهورهم الأولى  من ناحية وتوفير العملة الصعبة من ناحية أخرى.

وأضاف نقيب صيادلة البحيرة: إن تصنيع ألبان الأطفال يستلزم أيضا ان تهتم وزارة الصحة، بزيادة ونشر التوعية بالرضاعة الطبيعية فهى تعطى للطفل ما لا يعطيه اللبن الصناعي، يكفينا العوامل النفسية بين الأم ورضيعها سببا لعدم استسهال اللجوء للبن الصناعي، لابد أن يكون استخدامه فى اطار الحاجة إليه فقط.

فى الاطار ذات وأشاد دكتور محمود فؤاد رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن تصنيع لبن الأطفال خاصة أنه وجه كلامه لوزير الصناعة كامل الوزير، والذى عمل خلال الفترة الماضية على عدم غلق المصانع، فكان هناك حوالى 80 مصنع دواء مغلقًا، مع توليه الوزارة أصدر توجيهاته بألا يتم اغلاق أى مصنع لمجرد رأى هيئة واحدة، لكن يتم تشكيل لجنة من ثلاث هيئات تبت فى أمره وما إذا كان يستحق الاغلاق فعلا أم يمكن تشغيله، وهو ما حفز أصحابها على التطوير والعمل بخطط تصحيح جنبا لجنب استمرار العمل، بدلا من أن يتوقف الانتاج، استبشارنا أيضا لأن الوزير شخصية دؤوبة وقيادة حازمة فى العمل، ما يعنى أننا سنمضى قدما ليكو*ن لدينا تصنيع محلى للبن الأطفال، السلعة التى تعد الغذاء الوحيد لهذه الفئة وهم الرضع، وبالفعل أكثر من مستثمر بدأوا فى لقاء الوزير للاستثمار فى هذا الملف، والتى يمكن أن يكون انطلاقة لمصر بالتصدير بعد ذلك للقارة الأفريقية، حيث إنها أكبر مستهلكى لبن الأطفال فى العالم، بسبب الأزمات وعوامل سوء التغذية فى بلدانها، فضلا عن توفير العملة الصعبة وتقليل تكلفة الاستيراد،  وخلق فرص عمل.

واشار ، الدكتور محمود فؤاد لى أن صناعة لبن الأطفال أمامها تحديات كثر، فليست هذه المرة الأولى التى يوجه الرئيس بالاهتمام بتصنيعه فى مصر وتأمين تواجده، سبق وتحدث فى 2017، وليست الأزمة الوحيدة التى مر بها مستهلكوه،  فالملف ملئ بالتحديات، فلدينا تحد مثلا فى الأسعار، فنظرا لأن سوق الخاص تعمل به خمس شركات منذ خمسين سنة ما يجعله سوقًا مغلقًا يسمح بالاحتكار، كذلك فلبن الأطفال على استراتيجية توفيره، هو لا يعد دواء بالتالى غير مسعر، وبالتالى فالشركات التى تستورده لا يشترط أن تكون شركات أدوية وإنما شركات تجارية، كل ذلك أدى لارتفاع أسعاره خلال العامين الماضيين، بنسبة 600%، ما كان يُباع ب65 جنيهًا بات بـ315، وذلك المباع بـ750 كان بـ105 جنيهات، هذه ملفات لا بد من دراستها عند المضى فى سوق لبن الأطفال، خاصة أنه بالفعل لدينا مصنع مصرى هو “لاكتو مصر”، لكن تواجهه العراقيل، فلا بد من الوقوف على مدى استعداد هذا المصنع للعمل، كذلك مدى امتلاكنا للخبرات ولتكنولوجيا التصنيع العالية.

وأوضح محمود فؤاد، أن مصر من الدول كثيرة الاستهلاك للبن الأطفال على مستوى العالم، بحوالى 50 مليون عبوة سنويا، فى القطاعين العام المدعم والخاص، 30 إلى 40 مليون للعام، والباقى يستورده القطاع الخاص، ويتم توزيع المدعم منه عبر 2240 منفذ تابع لمراكز الأمومة والطفولة على مستوى الجمهورية، وتدعم الحكومة العلبة ب25 لـ50 جنيهًا فى حين يدفع المستهلك 15جنيهًا فقط ثمنا لها، وهو ما أغرى بتسريبه لسوق صناعة الحلويات والمقاهى وخلافه، قبل أن تتدارك الأمر وزارة الصحة قبل عامين وميكنت الصرف لتحد من الفساد، محددة للمستحقين له معتبرة ذلك تشجيعا للرضاعة الطبيعية بحيث يصرف المدعم فقط الأطفال ذوى الحاجة الحقيقية له، كالرضيع الذى توفيت أمه، أو التوائم، أو من تتعرض والدته لجلسات كيميائى أو غسيل كلى، وإن كان هذا جيدًا إلا أننا نواجه هنا تحديًا أخر نحتاج النظر فيه وهو أن 40% من قوة العمل فى مصر من السيدات، ومع تغير مفاهيم العمل ومتطلباته، صار من الموظفات من يبتن كما فى المستشفيات أو المصانع فى 6 أكتوبر والعاشر من رمضان وبدر و15 مايو وغيرها، وحتى من تعمل بالنهار قد يمتد عدم تواجدها لعشر ساعات، بل إن بعض القطاع الخاص صار يمنع ويتعسف مع موظفاته الأمهات فى ساعة الرضاعة، فمن يهتم لغذاء الرضيع وقتها، غير لبن الاطفال المخصص، مع الأخذ فى الاعتبار أن لو قدمت الحكومة ست علب لكل مولود فقد لا تكفيه الشهر، لان الرضعات تفسد بعد وقت معين أى أن الرضيع قد لا يستفيد بكامل ما يصرف له، فنجد الاسرة مضطرة لاستخدام علب اكثر بالشراء من القطاع الخاص، وهو ما يثقل كاهل العديد من الاسر سواء الأمهات المعيلات أو أصحاب الأعمال اليومية وغيرهم، لكل ذلك، فتوفير لبن الاطفال هو مسألة حيوية فى بلد ضمن 63 دولة يعانى أطفالها من سوء التغذية وفقا لمنظمة الصحة العالمية فى 2018، والتى هى سبب للعديد من الأمراض المناعية والجينية والتقزم وغيرها، خاصة أنه ووفقا لجمعيات وخبراء طب الأطفال فإن 30% من المواليد تحتاجه، ولدينا فى مصر حوالى مليون و600 ألف وليد سنويا، والأعداد تزداد وبالتالى الحاجة له تزداد.+*