د. شاهر الشاهر: آثار النزاع بين إيران وإسرائيل تصل إلى سوريا

قال الدكتور شاهر الشاهر أستاذ الدراسات الدولية من دمشق إن الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران تمثل تحوّلًا غير مسبوق في شكل الصراعات في المنطقة، لكونها حربًا بين دولتين غير متجاورتين، وتحمل أبعادًا دينية واضحة، ما يزيد من خطورتها وتعقيدها، مضيفا أن الطرفين، بحكم قوتهما وأدوارهما الإقليمية، لا يستطيع أي منهما تحمّل الخسارة في هذه المواجهة.
وأكد الشاهر خلال مداخلة هاتفية في برنامج (ساعة إخبارية) المذاع على قناة النيل للأخبار أن تداعيات هذه الحرب لا تقتصر على إيران وإسرائيل بل تمتد لتشمل دول الجوار وعلى رأسها سوريا، وأوضح أن سوريا بحكم موقعها الجغرافي وما شهدته من صراعات داخلية والعلاقات المتشابكة التي ربطتها بإيران منذ عقود باتت في قلب المشهد، خصوصًا في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها.
وقال: “حتى لو لم تعلن سوريا موقفًا رسميًا مما يحدث، فإن الشعور الشعبي العام يميل إلى تأييد الضربات التي تتلقاها إسرائيل”، مشيرًا إلى أن هناك وجهة نظر أخرى داخل المجتمع السوري تعتبر الضربات الإيرانية بمثابة تصفية حساب مع إيران نفسها، نتيجة دعمها للنظام السوري وما ترتب على ذلك من تداعيات سلبية خلال سنوات الحرب.
وبخصوص مستقبل المواجهة، أشار دكتور الشاهر إلى أن السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا أحد يمكنه توقع ما سيحدث، وأضاف: “هل ستنفجر الحرب وتتوسع؟ نعم، ربما تتوسع في أي لحظة، خاصة في ظل سياق إقليمي مشحون بالغضب من الممارسات الإسرائيلية في غزة”. وأردف: “ما ترتكبه إسرائيل من مجازر ضد الشعب الفلسطيني قد يشعل فتيل جهاد جديد، ينطلق من قوى لم تُحسب في المعادلة بعد”.
وتابع الشاهر: “من الواضح أننا نعيش مشهدًا مشابهًا لبدايات حرب عالمية ثالثة”، لافتًا إلى أن الشرارة الأولى لهذا المشهد قد تكون اندلعت مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وأوضح أن “الحرب العالمية الثانية لم تؤثر اقتصاديًا على كل دول العالم كما هو الحال الآن، أما في الحرب الأوكرانية، فإن كل الدول تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو حتى الاقتصادي”.
وحذر من أن النظام العالمي القائم يعيش لحظة انهيار، قائلا : “الولايات المتحدة، التي كانت مهندسة هذا النظام، بدأت تسعى لتفكيكه، كما رأينا في انسحاباتها المتكررة من منظمات الأمم المتحدة”، مشيرًا أيضًا إلى “الشلل الذي أصاب الأمم المتحدة نتيجة انقسام القوى الكبرى، بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى”.
وأكد أن العالم بات في حاجة ماسة إلى إعادة صياغة النظام الدولي، ورجّح أن الشكل القادم سيكون قائمًا على تعدد الأقطاب، حيث تنتظر قوى صاعدة مثل الصين والهند اللحظة المناسبة لإعادة تشكيل النظام العالمي بما يخدم مصالحها.
واختتم دكتور شاهر الشاهر مداخلته بالتحذير من أن سوريا قد تتحول إلى ساحة انتقام غير مباشر في هذه الحرب، قائلًا: “إسرائيل تعتبر سوريا حديقة خلفية لضرب إيران، فيما ترى إيران في الأراضي السورية جسرًا للرد على تل أبيب، والخطر الحقيقي أن يتحوّل الشعب السوري إلى وقود لصراع لا ناقة له فيه ولا جمل”.
برنامج (ساعة إخبارية) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم أمل نعمان.
لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للاخبار .. اضغط هنا